اللاعب يسأل.. والتاريخ يجيب

عصام السباعي
عصام السباعي

البطل لا يسمح للاعبيه بأى تجاوز ولا يدافع عن الباطل .. !

الأربعاء :
بصراحة فقدت خلال الأعوام الماضية القدرة على التمييز بين ما هو صح وبين ما هو خطأ يجب التصدى له ووقفه .. هل ما كنا نسمعه خرق آذاننا من شتائم نحو الحكام أمر محمود؟،  هل نشر الفاكسات المزورة بقرارات للاتحاد الإفريقى لكرة القدم، واختلاق القصص التى تمس شرف وسمعة الآخرين أمر عادي؟، هل ما يرتكبه البعض من «تجاوزات» أخلاقية يجب أن نتجاوزه لأنها صدرت من لاعب دمه حامى كما قال رجل بنوك وقيادى مصرفى محترم، هل من اللائق أن يسمع نادٍ السباب لكل رموزه؟، ما الذى جعل حال الرياضة فى مصر «مايل» هكذا لدرجة أنك يمكن أن تسمع عن وزير يجلس مع لاعب أجنبى لإقناعه بالتجديد لناديه، أو أن يسمع إهانته مع الملايين على الهواء وكأن الأمر لايعنيه! ، أنا شخصياً لا أفهم مصدر قوة ذلك اللاعب منذ صغره، ولا من الذى جعله يتجاوز فى حق الكبار، وهل هناك من يرعون قلة الأدب، لدرجة أننا نجد اللاعب الجبار يغنى علينا ويسأل : أبطال على مين؟، دون أن يتلقى الرد من الجهات المفروض عليها أن ترد، وليسمحوا وليسمح لى سيادته بالإجابة: البطل يا أسطى يحصل على رخصة الأندية الدائمة وليست المؤقتة .. البطل يا معلم لا يلجأ للأبواب الخلفية للحصول على الرخصة ولا يسعى للمجاملات الصارخة والتلاعب من أجل الحصول على حقوق غيره ..

البطل يا هندسة صاحب أرقام مسجلة فى عدد البطولات المحلية والقارية والعالمية .. البطل يا مان يعمل وفق لوائح صارمة ولا يسمح بالانفلات الأخلاقى .. البطل يا محترم يكون لديه روح رياضية ، ولا يرفع لافتة تقلل من بطولات الآخرين أو يشكك فيها بدون وجه حق .. البطل يا متعلم من لديه قوائم مالية منضبطة ونتائج أعمال جيدة .. البطل له سمعته وله قيمته التسويقية التى تزداد مع مرور السنوات .. البطل ترتفع موازنته المالية كل عام وتزداد فروعه وأنشطته .. البطل واجهة مشرفة لبلده وقارته فى المحافل الدولية وسيرته فى الاتحاد الدولى ناصعة البياض .. البطل يتميز بوجود انضباط إدارى وأخلاقي.. البطل يترفع كثيراً .. البطل لا يسمح للاعبيه بأى تجاوز غير أخلاقى ولا يدافع عن الباطل .
البحث عن مقرئ صاحب صوت جميل

الجمعة:
مرات قليلة تلك التى أتابع فيها صلاة الجمعة على شاشة التليفزيون ، فعادة أكون قد ذهبت بالفعل للصلاة ، باستثناء فترة إصابتى بفيروس كورونا أو أثناء النقاهة من عملية جراحية، اليوم كان حظى أن أسمع التلاوة الكريمة من أحد المقرئين، وكان صوته جميلاً وقوراً ملتزماً، ونفسه هادئا ينساب بالحروف وينقلها على قصبته الهوائية بسلاسة، واهتممت بمعرفة اسمه، انتظرت أن يتم نشره على الشاشة، ولكى يحدث ذلك، فتحت صفحة قناة سى بى سي، التقطت أحد التعليقات بأن اسمه الشيخ حجاج، بحثت عنه فى جوجل، وطابقت الصور، ثم اليوتيوب لمطابقة الوجه وطبقات الصوت، وعرفت أنه الشيخ حجاج الهنداوى، وأعترف بالتقصير لأننى سمعت تلك الموهبة فى التلاوة القرآنية متأخراً، بعكس ما كنت عليه فى زمان قد ولى، فقد كنت متابعاً لدرجة كبيرة للعديد من المقرئين، وفى مقدمتهم الأيقونات مثل البهتيمى ورفعت وعلى محمود والحصرى والشعشاعى وشعيشع والفشنى والبنا والمنشاوى ومصطفى إسماعيل وعبد الباسط ، وهؤلاء سبقوا جيلى بكثير، ومازالت ذاكرتى تحتفظ بالعديد من الأسماء الذين كنا نتابعهم على شاشات التليفزيون وعبر الراديو على الهواء، سواء فى قرآن الفجر أوعند استطلاع هلال رمضان، وغير ذلك من المناسبات، وهل يمكن أن أنسى راغب مصطفى غلوش وعبد العزيز على فرج و محمود عبد الحكم وأحمد محمد عامر وحمدى الزامل وشعبان الصياد وعلى حجاج السويسى ومحمد عبد العزيز حصان و منصور الشامى الدمنهوري، والبيجيرمي، وأصارحكم أن صوت الشيخ حجاج وصل ما كان قد كان فى سالف الزمان، من استعادة رائحة ماض قد راح، وأحاسيس منبسطة منسجمة، مسجلة فى دفاتر الأعصاب، كنت أشعر بها وأنا استمع إلى قراءة الشيخ راغب غلوش، وهو ما أعادنى له الشيخ حجاج، وهو رجل لا أعرفه ولم يسبق لى أن قابلته، ولكنه صاحب صوت جميل، ومن حقه أن نعترف له بذلك، وأن نفرح بوجود صوت جميل مثله، وسفير من سفراء مصر، وأحد قواها الناعمة فى العالم الإسلامي، وهو الدور والمكانة التى قد تنجح فيه قناة «مصر- قرآن كريم»، أول قناة فضائية مصرية مخصصة للقرآن الكريم التابعة للمجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية، لتقوم باكتشاف مواهب جديدة فى التلاوة، وتفتح المجال أمامها للظهور والانتشار، فهؤلاء قوة مصر الناعمة عبر كل العصور، وهؤلاء هم ثروتنا التى تكاد أن تضيع ونحن نائمون فى العسل!.
عندما يسير العريس على أربع!

الأحد:
صورة الفرح كانت زمان من الأشياء الأساسية فى أى فرح ، ويتم عادة حجز الإستوديو قبلها بشهور أو أسابيع حسب الإقبال على الإستوديو ، وهناك شوارع معروفة بالاسم يتحاشى الناس السير فيها فى ليلتى الأحد والخميس، لأنك لو دخلتها لن تخرج منها قبل ساعات بسبب مواكب الأفراح على أبواب ذلك الإستوديو، ومازال كثيرون يحتفظون بتلك العادة وهذه الصورة التقليدية، ولكن ظهرت منذ سنوات ظاهرة جديدة، وهى جلسات «الفوتوسيشن». وشاهدت الكثير منها فى حديقة نادى الشرطة بالجزيرة بأشجارها النادرة ، وكذلك على السلالم والنافورة ، وداخل حدائق الأزهروالأسرة، أو داخل بعض القصور مثل قصر البارون أو قصر محمد على ، وتظهر كل يوم تقليعة جديدة مثل التى نشاهدها فى دول كثيرة ، مثل التصوير تحت المياه ، ووسط الغيطان فوق الحمير، أو بجانب النيل والقلل وداخل توك توك وعلى اللوادر الضخمة، وبالطبع لا يخلو الأمر من خفة دم، وبالفعل شاهدتها فى حبل المشنقة الذى يحيط بعنق العريس، وتمسك بطرفه العروسة، وكذلك فوتوشوب العريس مع أربع عرايس، وبينما كنت أقوم بتفنيش يوم شاق من العمل فى الساعات الأولى من صباح يوم أمس الاثنين، شاهدت ما آلمنى مرتين، الأولى صورة فوتوسيشن لعريس لا يتزوج هنا أربعاً، ولكنه بسلامته يمشى على أربع مثل الكلب، وفى رقبته سلسلة تمسك بها العروسة، صورة مهينة لذلك الشاب، ومقززة لتلك البنت، ولا أدرى أين كانت أمه وتلك الصورة يتم التقاطها، وربطت بينها وبين صورة أخرى عجيبة غريبة لحيلة يلجأ إليها بعض الآباء والأمهات لتفادى توهان الطفل عنهم فى المولات والأماكن المزدحمة ، ويتم ذلك من خلال ما يسمونه بـ «ربطة البوبي» أو السلسلة أو الجنزير، الذى يتم ربطه فى يد الطفل، وبالفعل فلو حدث ذلك مع الطفل وهو صغير، فلن يكون من الصعب أن يسوقه أحد من رقبته أو يتعامل معه على أنه من ذوات الأربع، وعلى رأى عبد المنعم مدبولى عندما غني: «زمان وكان يا ما كان .. كان الزمان إنسان .. دلوقتى ليه يا زمان .. مابقتش زى زمان» !!
الهروب إلى الطبيب «الهارب» !

الثلاثاء:
عندما أكون مشغولاً أحتاج إلى «فواصل» ، وقد يكون ذلك عبارة عن أغنية أو البحث عن فيلم يفتح لك أبواب التوهان فى كل مشهد فيه، حتى فى الموسيقى التصويرية أو أذواق الملابس أو فخامة السيناريو والكلمات التى ينحتها الحوار، ويتوقف الاختيار بحسب الوقت المطلوب لتلك «الفصلة»، فقد تكون طويلة وتحتاج إلى فيلم هندى طويل من النوع الفاخر فى «التهييس»، وكنت اليوم على موعد معها، وكان حظى مضاعفاً لأن البطل كان هاريسون فورد وعمره حاليا 78 سنة، وذلك ليس لأننى أحبه فقط، ولكن لأنه كانت له قصة كفاح، سقط فى بدايتها، ونجح بعدها فى أن يصبح رقماً مهماً لدى منتجى هوليوود، ورقماً مهماً لى مع سلسلة أفلام «إنديانا جونز» الرهيبة، والحظ المضاعف أن الفيلم كان «الهارب» ريتشارد كيمبل 1993، والأهم أن معه فى الفيلم العملاق «تومى لى جونز» ، ويقوم هاريسون بدور الطبيب ريتشارد كيمبل الذى تم اتهامه بقتل زوجته والحكم عليه، ولكنه يهرب فى حادث انقلاب للقطار، ويلاحقه المفتش جيرارد «تومي»، وهو يخوض مغامرات هنا وهناك للبحث عن القاتل الحقيقي، وتستمر لعبة القط والفأر بين الهارب والمفتش، وتنتهى بمساعدة المفتش له فى إثبات براءته، وما جذبنى أكثر للفيلم أنه جزء من طفولتي، ففى الذكريات البعيدة بقايا مشاهد من مسلسل عن نفس القصة، وكان رائجاً جداً فى نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي، لدرجة أن البعض قام بكتابة الحوار فى كتيبات صغيرة مطبوعة، وكانت من بين أوائل الأشياء التى جعلتنى أحب القراءة، ومازلت أتذكر غلافها الذى يتضمن أحد مشاهد المسلسل، وظللت لسنوات طويلة لا أعرف هل نجح ريتشارد كيمبل فى الإيقاع بذلك الأكتع قاتل زوجته أم لا؟، ولم أعرف إلا بعدها بسنوات طويلة بعد مشاهدتى للفيلم !
كلام توك توك:
الرجولة مواقف مش تكاتك !
إليها :
أدعو الله لك بالعفو والعافية .