بدون تردد

الثانوية العامة

محمد بركات
محمد بركات

الآن... وقد بدأت الجامعات فى تحديد نسب القبول بها وفقا لنتائج مكتب التنسيق، الذى انتهت مرحلته الأولى بالفعل ورصدت انخفاضا لافتا فى الحد الأدنى لدرجات القبول فى عموم الكليات ومختلف التخصصات، تراوح ما بين ٩٪ و١٢٪ فى عمومها، وزاد عن ذلك بكثير فى بعضها.
ومع بدء إعلان نتائج القبول بالجامعات، تكون الحرب الماراثونية السنوية الخاصة بالثانوية العامة، التى اعتدنا عليها وأدمناها طوال السنوات الماضية قد وضعت أوزارها،..، وتم وضع نهاية للمسرحية السخيفة المنصوبة كل عام، بخصوص الارتفاعات المهولة والخارجة عن نطاق المنطق، فى مجموع الدرجات التى تزيد على مائة بالمائة،..، وهو ما يدخل فى نطاق الخوارق غير الطبيعية وغير المنطقية.
وبهذه المناسبة نأمل أن يكون ما حدث هذا العام، بمثابة نقلة نوعية فى تعاملنا مع الثانوية العامة، بحيث ينظر إليها أولياء الأمور أولاً، ومن بعدهم الطلاب، بوصفها بوابة عبور من مرحلة الدراسة والتعلم العامة، إلى مرحلة الدراسة المتخصصة، فيما يتوافق مع قدرات وإمكانيات الطالب العقلية والنفسية،..، وما يطمح إليه فى مستقبل حياته العملية والعلمية، وفى إطار توجهاته ورؤيته الموضوعية لسوق العمل.
ونتمنى أن تنتهى وإلى الأبد، نظرتنا إلى هذه السنة وتلك الشهادة، على أنها نقطة فارقة ومعركة حاسمة بين الوجود أو الضياع لمستقبل الأبناء.
وفى ذلك.. أعتقد أن من حق وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى علينا، أن نذكره بالخير.. وأن نشكره على ما قدمه، وما فعله سعياً لتحديث وتطوير منظومة التعليم، وعلى إصراره فى المضى قدماً على هذا الطريق، رغم ما عاناه وتحمله من عنت وما واجهه من تهجم تجاوز بكثير حق النقد الموضوعى والمشروع والمبرر.