بدون تردد

قمة دول الجوار

محمد بركات
محمد بركات

يعتبر الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن العربى والإقليمى العام، أن مجرد انعقاد مؤتمر «قمة بغداد للتعاون والشراكة بين دول الجوار» الذى انطلقت أعماله بالعاصمة العراقية بالأمس، بحضور ومشاركة تسع دول عربية وإقليمية، هو خطوة إيجابية كبيرة وذات دلالة مهمة لا يجب إغفالها. وهذا الاعتبار من وجهة نظرهم، يعود فى أساسه وجوهره، إلى ما يضم المؤتمر فى جنباته من قوى ودول ذات توجهات متصادمة ومتصارعة، على النفوذ الإقليمى بصفة عامة وعلى الأراضى العراقية بصفة خاصة. ووجهة النظر هذه تعتمد فى تكوينها على وجود ومشاركة كل من إيران والسعودية وتركيا وقطر والكويت والإمارات والأردن ومصر وفرنسا، فى المؤتمر، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة والجامعة العربية،..، مع ما هو معلوم ومعلن عن تعدد وتنوع واختلاف مواقف وتوجهات وسياسات ومصالح هذه الدول وتلك القوى، على المستويين الإقليمى والعراقى أيضاً. وفى تقديرى أن الأهم من مجرد اللقاء هو ما أكدته كل الأطراف المشاركة، على الحرص الكامل على مساندة ودعم العراق، والوقوف معه فى سعيه لإعادة الإعمار والبناء والتنمية والقيام بدوره الفاعل على الساحتين العربية والإقليمية. كما أن هناك أهمية كبيرة لما توافقت عليه الدول المشاركة، من السعى الجدى للقضاء على الإرهاب، ومواجهة التحديات الأمنية التى تواجه المنطقة، والعمل على تفعيل الحوار بينها من أجل تحقيق الاستقرار الشامل فى الإقليم، والتعاون على المستوى الاقتصادى والسياسى. وفى هذا الإطار لا يسعنا غير الأمل فى أن نرى على أرض الواقع التزاماً وترجمة حقيقية لما أعلنته الدول المشاركة فى كلمات ممثليها بالمؤتمر.