صيانة «تسخين السيارة»

تسخين السيارة.. ضرورة أم أسطورة؟

 «تسخين السيارة»
«تسخين السيارة»

 كتب: ماجد مجدى


"تسخين السيارات".. ظاهرة اعتادها غالبية مالكى السيارات كل يوم قبل استخدام سياراتهم.. والسؤال هل تحتاج السيارة فعلاً للتسخين قبل الانطلاق.. أم أنها من ضمن الأساطير التى وجدنا عليها آباءنا وأجدادنا؟ وهل ينبغى تسخين السيارة فى أى وقت فى السنة؟ أم فى فصل الشتاء فقط؟ وهل توجد مشكلة إذا سخنت السيارة فترة طويلة؟.


قد يحتار مالكو أكثر من سيارة فى كيفية تسخين كل واحدة منها، ويعتقدون أن جميع السيارات تُسخن بالكيفية نفسها، لكن يوضح المتخصصون، أن محركات السيارات تختلف طريقة تسخينها من محرك لآخر، فالمحركات القديمة تُسخن يدوياً بالضغط على دواسة البنزين بضع دقائق، أو بسحب الخانق أو الشفاط، أما المحركات الحديثة فتعتمد على تقنيات تسخين آلى، ترفع سرعة لفات المحرك، حتى الوصول للدرجة المطلوبة، وهذه التقنيات الآلية فى تسخين المحرك تختلف من ماركة لأخرى. 


يميل بعض مالكى السيارات إلى تسخينها فى فصل الشتاء، وإهمال تسخين سياراتهم فى فصل الصيف، ظناً منهم أن حرارة الصيف كفيلة برفع درجة حرارة زيت السيارة وهى متوقفة، لكن الخبراء يقولون غير ذلك، إذ يشدّدون على أهمية تسخين السيارة فى كل أوقات السنة، فى الشتاء والصيف والخريف، وحتى الربيع، وترجع هذه الأهمية لمساعدة زيت السيارة على القيام بدوره بكفاءة؛ وذلك عن طريق جزيئاته التى تمنحه اللزوجة اللازمة لتقليل احتكاك القطع الحديدية المكونة للمحرك، مثل التروس والحلقات، بعضها ببعض، وهو ما يحدث على أفضل شكل بزيادة حرارة الزيت، إذا كانت نوعيته جيدة بطبيعة الحال.


 أما فى حال برودة المحرك، سواء كان ذلك فى فصل الصيف أو الشتاء، فإن درجة حرارة جزيئات الزيت لا تسمح لها بالقيام بدورها المنوط بها لتحقيق اللزوجة اللازمة للمحافظة على كفاءة المحرك.  

السيارات القديمة خلال الثمانينيات وأوائل التسعينيات كانت تعتمد على المكربن كمكون أساسى فى المحرك التى تحتاج إلى تسخين السيارة حتى تعمل بشكل جيد لأنها لن تتمكن من العمل بشكل جيد بدون التسخين، وبعد ذلك أصبحت صناعة السيارات تتميز بالحقن الإلكترونى للوقود الذى يستخدم أجهزة استشعار لتزويد المحرك بالوقود والهواء المناسبينز

كما أنها تتكيف مع ظروف درجة الحرارة، مما يقلل من مشكلة تسخين السيارة قبل القيادة لذا يُنصح مالكو السيارات الحديثة بتحريك السيارة بشكل هادئ لمسافة قصيرة بعد تشغيلها لمدة تقل عن دقيقة واحدة قبل البدء بالقيادة الطبيعية إذ تعد القيادة الهادئة لمسافة قصيرة هى الطريقة المثلى لتسخين محرك السيارة. 


وتتلقى محركات السيارات الحديثة الوقود على الفور بعد تشغيل السيارة لذلك يجب التحرك مباشرة دون عملية التسخين. فضلاً عن ذلك، فقد يؤدى تشغيل السيارة وتركها متوقفة إلى حصول تسرب واختلاط بين الوقود غير المحترق وزيت المحرك.


وأكدت وكالة حماية البيئة الأمريكية أن محركات السيارات الحديثة تأتى مزودة بمستشعرات لضبط كميات من الوقود والهواء تصل إلى درجات الحرارة المطلوبة بشكل أسرع أثناء القيادة الهادئة لمسافة قصيرة وهذا يعمل على توفير استهلاك الوقود لذلك فهى لا تحتاج إلى عملية تسخين السيارات بينما السيارات القديمة المزودة بمكربن يعود انتاجها لما قبل عام 2000 فإنها تحتاج إلى 60 ثانية فقط كأقصى حد حتى تصل درجة حرارة زيت المحرك إلى درجة حرارة مناسبة لبدء تحريك السيارة. 


وتحتاج السيارات الحديثة بمحرك الديزل إلى مسافة إحماء أكبر تتخطى 10 كم على العكس محركات البنزين التى لا تحتاج لهذه المسافة الطويلة. ومن الجدير بالذكر أن عملية تسخين السيارات تعتمد إلى حد كبير على طراز السيارة وعمرها ونوعها حتى تتطلب عملية تسخين السيارات أم لا، بالإضافة إلى أن إيقاف تشغيل سيارتك لفترة طويلة يؤدى إلى عدة عوامل ضارة على المدى البعيد، منها تدهور أداء المحرك وكفاءته فى استهلاك الوقود.


بعد معرفة أن الوقت الكافى لتسخين السيارة، بحسب الخبراء، هو بضعة ثوانٍ فقط تكتمل فيها دورة الزيت فى السيارة، نحتاج لعملية إعادة تفكير فى كل المعتقدات التى ترسخت فى أذهاننا منذ الصغر، واكتشفنا بعد ذلك أنها لا تتصل بالعلم فى شيء، وليست إلا عادات متوارثة .