إنها مصر

جرائم «ماركة الإخوان » (2 - 4)

كرم جبر
كرم جبر

أطلق حزب الوفد على حسن البنا لقب "الشيخ راسبوتين"، ووصفوه بأنه "منافق" خسر الدنيا والدين، وخان مبادئ الإسلام الشريف، واستعبد شهواته ونزواته وأنه الممثل الذى يقوم بدور المصلح الهادي، وقالت صحيفة الأمة الوفدية: " لم يجد الشيخ حسن راسبوتين بداً من أن يمزق اللثام عن تضليله وتهريجه باسم الدين والإخوان والقرآن، وبطبيعته إنجليزياً حكومياً، فهذا هو ما كنا نبصر به الإخوان ونحذرهم منه حتى يعرفوا أن شيخهم داعية مأجور لكل من يدفع الثمن".

واستمرت حملة الوفد الشرسة "الإسلام ليس لحية ولا عمامة ولا سفسطة، ولا الجرى وراء المال الحرام باستخدام التهريج والدجل والضحك على الذقون"، "إن جماعة الإخوان فضيحة قومية للمصريين، والشيخ البنا ينحدر هابطاً كلما انتفخ جيبه فهو يتعمق فى الإسفاف كلما أفعم جيبه بالمال أجير لا يكتب من وحى قلمه".

وكانت دماء أحمد الخازندار وكيل محكمة استئناف مصر، ورئيس الدائرة الأولى للجنايات وثيقة إدانة دامغة على الجرائم "ماركة" الإخوان المسلمين، وأصبح نموذج "الخازندار" ميثاقاً لكل حوادث العنف التى شهدتها البلاد فى السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وما بعدها، وارتكبها شباب متهورون رضعوا الدماء من فتاوى الشيوخ الكبار، وأصحاب خدعة "نحن رجال دين ولا نفكر فى السياسة".

ففى صباح يوم حزين من شهر مارس 1948، كان القاضى يخرج من منزله فى ضاحية حلوان فى ساعة مبكرة، منتشياً بهدوء تلك الضاحية الجميلة وهوائها النقي، وفجأة انطلقت 14 رصاصة غادرة اخترقت ثلاث منها قلبه وصدره وسقط على الأرض غارقاً فى بركة من الدماء، وسقطت ملفات القضايا التى يحملها فوق دمائه الساخنة، وأسلم القاضى العادل روحه لبارئها.

كانت جريمته أنه أصدر حكماً قبل اغتياله بالسجن ثلاث سنوات على بعض أعضاء الجماعة، وكانت أدلة الإثبات دامغة واستخدم معهم الرأفة، فصدر حكم إعدامه ونفذه شابان من أعضاء الجماعة أحدهما فى العشرين من عمره والثانى فى الثانية والعشرين، وأثبتت تحريات البوليس أن الشابين قضيا ليلتهما فى دار شعبة الإخوان بحلوان، وتم تلقينهما خطوات تنفيذ الجريمة البشعة وحملا السلاح ونفذا الجريمة ضد القضاء والعدالة والقانون، لإرهاب قضاة مصر، وتوجيه إنذار لهم بالقتل إذا تجرأ أحدهم وأدان أية جريمة يرتكبها الإخوان.

ووقف النائب العام ينعى للمجتمع بكلمات أسخن من الدموع وقائع اغتيال العدالة وقال: " لم أعرف حادثاً غلت له الصدور غلياناً من السخط والغضب والاشمئزاز كهذا الحادث، ولم أر جريمة أحس كل من علم بها أياً كان موضعه فى المجتمع بأنه مجنى عليه كهذه الجريمة، ولم أشهد عملاً حارت الأمة فى صرفه وتفسيره كهذا العمل الشائن البشع الذى أخذ الناس على غرة، وفاجأهم على غير استعداد، والذى ما خطر وقوعه فى خيال مهما أغرق وأسرف وأبعد فى إساءة الظن وتوهم الشر وتوقع السوء".

وأوحى الشيوخ للقاتلين بتمثيل دور المجانين للإفلات من المحاكمة، ولكن الطبيب الشرعى الذى راقبهما فى المستشفى أثبت أنهما سليما العقل.

وللحديث بقية ...