حكايات| كهف روميل بمطروح.. هنا قضى «رجل هتلر» أيامه الأخيرة بإفريقيا

كهف روميل في مطروح - أرشيفية
كهف روميل في مطروح - أرشيفية

ارتبط متحف كهف القائد الألماني الشهير ايرفين روميل بمدينة مرسى مطروح، وأصبح أحد أهم المناطق السياحية شرق العاصمة؛ حيث سمي الشاطىء بنفس اسم القائد وهو شاطئ روميل الشهير.

 

وحاليا يرتاد ملايين المصطافين والزوار من مختلف محافظات الجمهورية شاطئ روميل، بالإضافة إلى أن المكان أصبح قبلة الوفود السياحية الأجنبية القادمة من بلدان العالم لزيارة المتحف والشاطيء الذي يحمل اسمه أيضًا. 

 

على بعد حوالي 2 كيلومتر من مبنى الديوان العام بمحافظة مطروح يقع الكهف في حضن الجبل الموازي للشاطيء، وهو عبارة عن كهف منحوت في الصخر على هيئة قوس نصف دائري له مدخل ومخرج يرجع للعصر الروماني.

 

 

ويعتقد أنه كان يستخدم كمخزن للبضائع والغلال التي تصل عبر الميناء الشرقي للمدينة، ويقع بجوار موقع جزيرة الخفاش موقع البعثة الأمريكية التي كانت محطة للسفن في تلك الفترة، وتشير التقارير إلى أن أعلى قمه الجبل المنحوتة به الكهف ترجع إلى أنها بقايا مباني لثكنات عسكرية من تلك الفترة. 

 

يعتقد أن المبنى تم استخدامه في فترة الاضطهاد الديني كمأوى للرهبان المسيحيين في العصر الروماني، خاصة وأنه قريب من موقع كنيسة السواني البحرية شرق الجبل بحوالي كيلومتر تقريبا والتي ترجع للقرنين الخامس والسادس الميلادي. 

 

اقرأ أيضًا| حجرة الناموس.. كيف منع «البرنس» وصول الحشرات لزوجته؟ 

 

واشتهر المتحف بعد ذلك كمقر في الحرب العالمية الثانية للفيلد مارشال (آرفين روميل) قائد الفيلق الأفريقي للجيش النازي ولكن لا دليل على ذلك، خاصة أنه من المعروف أن روميل (ثعلب الصحراء) كانت دبابته هي مقره أثناء الحرب.

 

 

وقد قام ابنه عمدة مدينة شتوتجارت الألمانية (مانفريد روميل) بإهداء محافظة مطروح صندوقا يحتوي على معطف والده وبعض الخرائط الهامة للمعارك.

 

ويحتوي المتحف على بعض الأسلحة والذخائر من تلك الفترة وقامت المحافظة في سبعينيات القرن الماضي بتحويل الكهف لمتحف وتم تسليمه للمجلس الأعلى للآثار في تسعينيات القرن الماضي، ولكنه أغلق في الفترة من 2010 حتى 2017، والتي تم فيها ترميم وتطوير الموقع.

 

تاريخيًا، ومع بداية الحرب العالمية الثانية رقّي روميل إلى قائد قوة حراسة هتلر الشخصية، وشارك في عام 1939 في الغزو النازي لبولندا، ثم في عام 1940 تولى روميل منصب قائد التشكيل السابع لقوات البانزر، وشارك في غزو فرنسا وبلجيكا.

 

أما «هتلر» فقد أوكل لروميل قيادة الفرقة السابعة بانزر، وقبل ثلاثة أشهر من غزو فرنسا وهولندا، أثار هذا العرض استياء بعض زملائه الضباط.

 

وقد رفض طلب روميل في بادئ الأمر من قبل رئيس شؤون الموظفين في الجيش، الذي استشهد افتقاره إلى الخبرة مع وحدات مدرعة وخبرته السابقة الواسعة في وحدة جبال الألب جعله المرشح الأنسب لتولي قيادة الفرقة الجبلية.

 

 

وفي عام 1941، تم تكليف روميل بدعم القوات الإيطالية في شمال إفريقيا؛ حيث حقق أقوى وأعظم انتصاراته، ووصلت أنباء انتصارات روميل إلى هتلر في ألمانيا فأمر بترقيته إلى رتبة «مشير».

 

وأمر هتلر بإعادته إلى ألمانيا خاصة وقد تردّدت أنباء عن انتقادات روميل لقيادة هتلر، وفي يوليو عام 1944 وقبل إنزال نورماندي بفترة وجيزة، تعرضت سيارة روميل إلى هجوم جوي أثناء إحدى غارات الحلفاء لكنه استطاع أن يهرب مع بعض الإصابات في رأسه، وتم علاجه في المستشفى وشفي من جراحه. 

 

عقب ذلك تولى روميل مهمة الدفاع عن الشاطئ الفرنسي ضد هجوم محتمل من قبل قوات الحلفاء، وأمر رومل بألا يحصل العدو على أي من المناطق المهمة على الشاطئ وأمر بتحصينها جيداً وآمن روميل بأن الخط الثاني يجب أن يكون في وضع مساندة القوات التي تدافع عن الشاطئ. 

 

أكد روميل حينها بأن اليوم الأول من المعركة هو الذي سيحدد نتيجة المعركة بأكملها إن لم يهزم العدو وينسحب إلى الشاطئ، لكن لم تأخذ القيادة العسكرية بكلامة على محمل الجد.

 

 

بعد عودته إلى ألمانيا ألقي القبض عليه بتهمة التآمر على حياة هتلر بعد أن ثبت ضلوعه في محاولة اغتياله في مقر قيادته في بروسيا الشرقية في 20 يوليو 1944 حيث خيّره الزعيم النازي بين تناول السم والموت منتحرا والإعلان عن وفاته متأثرا بجراحه ليحتفظ بشرفه العسكري أو يقدم إلى محكمة الشعب بتهمة الخيانة فاختار الأولى وانتحر في الرابع عشر من أكتوبر عام 1944 بابتلاع حبة سيانيد سامة.

 

 وكان قد أخبر زوجته وابنه بهذا الأمر. تم دفنه ضمن مراسم عسكرية في غاية الأهمية محتفظا بجميع رتبه وأوسمته ضمن أعلى المراتب من الشرف العسكري.