رؤية

الدولة أنفقت الملايين على تجميل شوارع الجيزة وللأسف أغرقناها «بزبالتنا»

صبرى غنيم
صبرى غنيم

- لو كنت مكان محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد لاستخدمت العنف مع كل ساكن من سكان الدقى ألقى «زبالته» فى الشوارع التى دفعت الدولة فيها دم قلبها لاعادة سفلتتها، فكم أحزننى أن أرى شوارع رئيسية فى قلب الدقى كانت تشكو من الإهمال والمطبات، وفعلا دفعت الدولة (دم قلبها) وأنفقت ملايين الجنيهات على إعادة ترميمها.. ما الذى يمنع تغريم سكان عمارة، انتشرت «الزبالة» فى شوارعهم الرئيسية، ومسئولية نظافة الشوارع أيضا من مسئولية المحلات العامة التى تطل عليها..

- أنا لو من الدولة لاستصدرت تشريعاً يعاقب كل من يلقى «الزبالة» فى وسط الشارع عقابا شديدا وهذه مسئولية المحافظ ورئيس الحى اللواء أحمد عبد الفتاح، ألا يعز عليهما وقفتهما مع منتصف الليل مع عربات الأسفلت وهى تعيد سفلتة الشوارع التى كانت متعطشة للتطوير والاحياء، فشارع رئيسى مثل شارع الثورة وهو الشارع الوحيد والمنفذ الرئيسى الذى يسحب العربات القادمة من قلب المهندسين الى مطلع كوبرى ٦ اكتوبر قد غطته «الزبالة»..

- لو انا من رئيس حى الدقى لقد تعبت مما عانيته من هذا الشارع لبحثت عن مصدر هذه»الزباله» وأجبرت مرتكبها على نظافة الشارع حتى لا يبدو المنظر «قبيحا»، فمن الظلم أن تنفق الدولة أموالا طائلة وبشر مستهتر لا يعرف قيمة الملايين التى أنفقتها الدولة من أجل إصلاح هذه الشوارع، وشارع رئيسى آخر مثل شارع لبنان تحول هو الآخر الى «مزبلة» المحلات ترمى بزبالتها بعد انتهاء العمل فيها وسط الشارع.. وزارة العمل فى بريطانيا وفى العاصمة لندن تنشر ممثلين عنها لمراقبة المحلات العامة قبل الغلق، وتحرر محاضر لكل محل يلقى بمخلفاته فى الشارع العام فلماذا لا تتحرك وزارة البيئة عندناوتكون عند مسئوليتها فى مطاردة المخالفين الذين يقومون بتشويه الشارع العام..

- فى الستينيات كان عندنا محاكم مختصة بمخالفات النظافة وكانت هذه المحاكم تعقد جلساتها فى الفترة المسائية والغرامات التى كانت تصدرها لا تقل عن ألف جنيه، وكان التحصيل يتم فوراً أو مصادرة أموال المخالف.. وكان هذا الاجراء فيه ردع لدرجة ان محافظ الاسكندرية المرحوم حمدى عاشور فى الستينيات كان يقوم بغسل شوارع اسكندرية ليلاً.. طبعا هذا المشهد لن يتكرر عندنا لأن عندنا وزارة تنمية المحليات وزارة خايبة وضعيفة ورخوة ومحتاجة الى رجل عسكرى من الميدان منضبط.. فنحن للأسف « نخاف ولا نختشي»..

- لذلك أطالب بإحياء قانون الغرامات بمعاقبة كل من يرمى بأى مخلفات فى الشارع العام حتى ولو «منديل كلينكس».. لكى يبقى عندنا وعى ونحيى مفهوم النظافة داخلنا لابد من معاقبة كل مخالف ولو بالغرامة الفورية او الحبس لمدة ٢٤ ساعة.. حتى تصحو ضمائرنا ونفهم قيمة ما تتحمله الدولة من أجل ان نعيش فى بيئة نظيفة..

- أنا مع القارئ الاستاذ محمد رشاد ، فقد تلقيت منه رسالة تحمل اقتراحا يستحق الدراسة والتنفيذ فهو يطالب بتركيب كاميرا على رأس كل شارع وأنا معه لأن مثل هذة الكاميرات هى شاهد عيان للمخالفات التى تحدث فى الشارع وفى نفس الوقت فيها خدمة للسكان فهى تراقب سياراتهم من لصوص الليل.. شوارعنا فى حاجة الى الانضباط فالدولة غير مسئولة عن الانفلات فى السلوك ولابد من مشاركة اجتماعية لرفع الوعى عند الناس عندما الجار يرى جاره يرمى زبالة فى الشارع العام على الاقل يبلغ عنه وتكون هناك فى صلاحيات قوية فى سلطة رؤساء الاحياء لكن كون ان يبقى رؤساء الاحياء ديكورات أو مهمشين فالاهمال يزداد..