الخروج عن الصمت

الخروج عن الصمت| أيام النفحات

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

بقلم/ محمد عبدالواحد

مضت سريعة أيام النسمات والنفحات بما فيها تذكير وتكبير ومناجاة ، أيام تتلاحم فيها الأجساد والأصوات الكل يجيد ويعلو مناجيا ربه. الكل يأتى ربه ويلتزم بيته ويقف على عرفات الله مناجيا ربه لا فرق بين عربى ولا أعجمى الكل يناجى ربه، هم ذهبوا وتلاحموا ولم يحرمنا الله من اللذة. فأعطانا مناجاة فى كل طلب للصلاة تكبيرا وتهليلا وفرحا، وأغدق علينا بالسعى بالفدو طالبين بها مرضاته.

وتزداد حلاوة كلما مشى الأغنياء نحو الفقراء طالبين منهم الرضا طمعا فى مرضاة رب العالمين. أيام لا يغتنمها إلا كل عاقل ومتدبر أما من طمث الله على قلوبهم لايشعرون بكل المعانى الحقيقية للعطاء بل باتوا فى سخط ولعان لكل من طرق أبوابهم  طالبا من عطايا الرحمن لهم.

ويزداد الأمر سوءا بالحرمان، حرمان النفس من لذة الإيمان ونعيم التكبير ومناجاة الرحمن و إدخال البهجة والسرور على الأهل وحرمانهم من لذة الشعور بالسعادة ولو لحظات. أتدرون من يكون؟ هو هذا الشقى الذى أعطاه الله المال والبنين وحرمه من الاستمتاع بهم وظل حارسا لماله منغصا لحياة أولاده يتعامل معهم كما الفقراء الذين لايجدون قوت يومهم وينتظرون أن يسوق الله لهم من يعطف عليهم أو يأخذ بأيديهم للنجاة من الهلاك.

يهرب من السؤال على أبنائه يختلق لنفسه الأعذار بأنه يصنع منهم رجالا كما فعل به والده ، كل هذا وهو يخشى أن يطالبه أبناؤه بالنفقات، ومن نوادره أن الأعياد ماهى إلا لحظات وعناق وتنتهى بهجتها وما يفعله المبذرون فيها ماهى إلا من دواعى المنظرة والفشخرة ، وفى تلبية النداء للصلاة تتمنى أن تقتدى به وهو من المبكرين لبيوت الله قبل أن يرفع المؤذن الأذان.

وإذا سألته عن سبب ذلك قال هى طاعة ربى وأتمنى ألا أغيب عنها إلا إذا فاضت روحى ، وعن ماله فيقول المال مال الله ونحن حراس عليه لعدم التبذير والتسفيه ، وعن حق الفقراء فيه الكل أصبح مدعيا ومغرضا ويريد مال هذا وذاك لنفسه وتمنى زوال النعمة من أيدينا ، وعن نعمة الذرية قال : هى نعمة ويجب الحفاظ عليها بعيدا عن التبذير والسفه حتى يتعلموا الاعتماد على النفس ، وماذا عن شح النفس قال : هى ترويض وتدريب لها حتى نتعلم المعنى الحقيقى للصيام .   

اللهم لا تحرمنا لذة التكبير والتهليل ولا تحرمنا السعى لإرضاء عبادك ولا تجعلنا نمتلك الدنيا ونخشى أن تضيع من أيدينا بالسعى لرضائك.