بعد إثارتها للجدل بين الجمهور | حفلات الصيف.. غناء بلا صوت

عمرو دياب خلال حفله الأخير
عمرو دياب خلال حفله الأخير

كتبت: ندى محسن

حفلات الصيف قصة ولا مناظر؟، سؤال طرح نفسه بقوة بعد حالة الجدل التي أُثيرت حول عدد من الحفلات الصيفية التي أُقيمت مؤخراً بالساحل الشمالي خاصة بعد أن أصبح اهتمام واعتماد النجوم بشكل أكبر على اللقطات التي تخلق نوعاً من الرواج لاستقطاب ولفت أنظار الجمهور في زمن «التريند» الذي أصبح يتحكم في مواقع التواصل الإجتماعي دون الالتفاف أو التركيز منهم على موهبتهم في الغناء بشكل أساسي أو الإبتكار على الصعيد الموسيقى كتقديم بعض الأغنيات بتوزيعات جديدة.

البداية كانت مع المطربة روبي التي أثار الإعلان عن حفلها الأخير بإحدى القرى السياحية بالساحل الشمالي حالة من الجدل والانتقادات اللاذعة خاصة أن الشروط الخاصة التي وضعتها لحضور الحفل كانت صادمة ومفاجئة للبعض، ولم تُعلن عنها أي مطربة سابقة في مصر، وهو ما فسره البعض بأنه نوع من أنواع الدعاية السلبية من أجل لفت أنظار الجماهير للحفل خاصة أن روبي كانت بعيدة عن الساحة الغنائية وعن إحياء أي حفلات غنائية منذ سنوات طويلة.

ومن أبرز تلك الشروط التي وضعتها في مرمى نيران الجماهير، السماح للفتيات بالدخول «بالتربون» وأعتقد البعض أنها بذلك تمنع دخول المحجبات، لكنها حرصت على توضيح الأمر عبر حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي قائلة: «مساء الخير فيه سوء فهم للموضوع، الشخص اللي كتب الرولز مش مقصود منها إن الدخول مسموح للتربونات فقط، المقصود منها إن دخول المحجبات مش ممنوع، هو كتب تربون على إنه معنى حجاب باللغة الإنجليزية، زي ما كتب هوت شورت بالظبط وتقدروا تتأكدوا بالتليفون إن الحجاب مش ممنوع، لا يمكن منع أي محجبة من الدخول، ولو حصل حاجة زي دي أنا مش ممكن أوافق أو أغني، شكراً».

كان من بين شروط حضور الحفل أيضاً؛ هو عدم السماح بحضور أفراد أقل من 25 عاماً مع منع إرتداء الهوت شورت أو الشورت فضلاً عن فرض إرتداء اللون الأبيض سواء للرجال أو الفتيات كشرط أساسي لحضور الحفل مع عدم التسامح مع أي تصرف عنف، والسماح بدخول الثنائيات فقط، وأيضاً واجهت روبي هجوماً عنيفاً بسبب أسعار تذاكر الحفل التي رأى البعض أنها مُبالغ فيها بشكل كبير حيث بدأت أسعار التذاكر من 1000 جنيه في منطقة «البار»، و 10000 جنيه لحجز طاولة لـ 6 أفراد، و20000 لحجز طاولة VIP لـ 10 أفراد.

ولم تسلم روبي أيضاً من الإنتقادات التي أصبحت تُلازم جميع حفلاتها سواء في القاهرة أو المناطق الساحلية؛ حول طريقة استعراضها وتمايلها مع أنغام الموسيقى على المسرح، حيث إتهمها البعض أنها تعتمد على «الشو» وإظهار موهبتها في الرقص أكثر من الغناء، وهو ما يُحقق لها الإنتشار وإحتلال «التريند» عبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، لكن على الرغم من الهجوم والانتقادات إلا أن الحفل شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، وتفاعلت روبي بأداء أغنياتها الجديدة «حتة تانية»، و «قلبي بلاستيك» إلى جانب عدد من أغنياتها القديمة منها «ليه بيداري كدة»، «يا الرموش»، «إنت عارف ليه».

إبهار بصري

ويظل عنصر الإبهار البصري هو الحديث الشاغل و«اللقطة» التي ترتبط دوماً بحفلات المطرب تامر حسني، فمن المعروف عنه أنه يهتم بأدق التفاصيل التي تتعلق بشكل المسرح سواء من حيث الديكورات، الإضاءة، الاستعراضات الراقصة والألعاب النارية التي تسبق صعوده على خشبة المسرح، ليبرهن أنه ليس له منافس مما جعل جمهوره يطلق عليه لقب «ملك المسرح».  

ولعل أبرز اللقطات التي صاحبت حفله الأخير بمدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالي تلك التي تتعلق بحرصه على تصميم المسرح بشكل مختلف ومميز بحيث ترتفع المنصة التي وقف عليها حسني عن باقي أجزاء المسرح بالإضافة إلى طريقة هبوطه التي إعتمدها من أعلى قمة في المسرح على أنغام أغنية «قولني كلام» التي قدمها بتوزيع جديد وسط عرض مُبهر من الألعاب النارية التي زادت من حماس الجمهور، ومع ختام الحفل؛ حرص حسني على مفاجأة جمهوره باستخدام تقنيات تكنولوجية حديثة والتي ظهر من خلالها على المسرح وكأنه شخصين إحداهما يغني لجهة من الجمهور وشخص آخر يُغني وسط الجماهير على مسرح آخر، وهو ما أشاد به الجمهور بالتصفيق الحاد.

الحديث عن حفلات تامر حسني يقودنا للإشارة أيضاً بإهتمامه الشديد بالاستعراضات الراقصة التي صاحبت عدد من أغنياته في حفله الأخير أبرزها أغنيته الجديدة التي طرحها قبل أيام بعنوان «صعبة» وهي الأغنية التي تفاعل معها الجمهور بالهتاف والرقص بشكل كبير، إلى جانب تألقه بأداء أغنيات «مش تمثال»، و «بحبك» لأول مرة بطريقة «اللايف» على المسرح، بالإضافة إلى غناء عدد من أغنياته القديمة منها «إرجعلي»، «كل مرة»، «نور عيني».

زمن الصورة

وتحولت حفلات المطرب عمرو دياب التي يقيمها بالساحل الشمالي في موسم الصيف من كل عام إلى ساحة لتبادل عبارات الحب والغزل بينه وبين الفنانين الذين يحرصون على حضور حفله على رأسهم الفنانة غادة عادل، آسر ياسين، محمد لطفي، فيفي عبده التي شاركت جمهورها مقطع فيديو من الحفل عبر حسابها الشخصي على موقع «إنستجرام» وعلقت قائلة : «النهاردة أول يوم أخرج من فترة طويلة رحت حفلة عمرو دياب في الساحل الشمالي وانبسطت جداً، الأجواء رائعة، عيد سعيد علينا جميعاً بحبكم أوي»، فيما نشر المخرج عمرو عرفة صورة تجمعه بدياب من الحفل معلقاً عليها قائلاً : «رفيق الدرب وصاحب صاحبه منذ أول تعارفنا في فيلم ضحك ولعب وجد وحب وحتى الآن ما زلت متربع على عرش الغناء في مصر، ما شاء الله ربنا يحفظك، مُعقباً : «حفلة الساحل خلت للعيد معنى حبيبي يا هضبة»، ورد دياب عليه : «كنت محظوظ إني إشتغلت في بداياتي مع مخرج كبير زيك، شكراً يا صديقي»، وهو الأمر الذي تكرر مع حفلات دياب في السنوات الأخيرة لاسيما بعد أن أصبح حضور النجوم لحفله «لقطة» أساسية، وحرصهم على إلتقاط الصور التذكارية ومقاطع الفيديو التي تنتشر بقوة على مواقع التواصل الإجتماعي وهو ما أعتبره البعض نوع من «الشو» الزائف والمصطنع في زمن الصورة.

وتميز حفله الأخير الذي أُقيم بالساحل الشمالي بالأجواء الصيفية المُبهجة حيث إعتمد دياب على إصدار عدد من الأغنيات الراقصة التي يصدرها مع مطلع موسم الصيف ليشعل بها حماس جماهيره في الحفلات، حيث قدم لأول مرة أغنيات «إتقل»، «الدنيا بترقص»، «أحلى ونص»، إلى جانب تفاعله بأداء أغنياته القديمة والحديثة منها «متخافيش»، «نور العين»، «يا أنا يا لأ»، «ده لو اتساب»، «الجو جميل»، «بحبه»، «قمرين»، «يا أجمل عيون».

قاسم مشترك

ارتداء «اللون الأبيض» هو القاسم المشترك بين حفلات روبي وحسني ودياب لصيف 2021، وهو ما أثار تساؤلات وفضول الجمهور حول سر إرتداء هذا اللون تحديداً دون غيره سواء كان موعد إقامة الحفل في فترة صباحية أو مسائية، لكن يرجع ذلك لإن اللون الأبيض معروف بكونه عاكس لأشعة الشمس، كما إنه في المساء يكون براقاً وأكثر ظهوراً من الألوان الداكنة لذلك إشترط بعض منظمي الحفلات أن يكون اللون الأبيض هو الـ «Dress code» الخاص بالحفلات التي تُقام بالساحل الشمالي على وجه التحديد.

المصدر مجلة أخبار النجوم