اشتروا منى

فى حب صالة الجيم

هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح

بقلم: هناء عبدالفتاح

مر عامان على ممارستى الرياضة بانتظام، وفعلياً لا أعرف كيف كنت أعيش بدونها قبل هذا ، وكأنى أرى وضعى قبلها بنفس إندهاش الست أم كلثوم " عمر ضايع يحسبوه إزاى عليا ؟ " أصبحت أرى بوابة الجيم وكأنها بوابة العبور للحياة ، وصالة التمرين وكأنها مكان مخصص لتحليق الروح بعيداً عن كل شيء ، الحقيقة الخالية من أى مبالغة هى أن وجود رياضة يعنى وجود حياة ، وعدم وجود رياضة يعنى عدم وجود حياة ، الرياضة فعلياً  تقترب فى أهميتها مع أهمية الماء والهواء ، المسألة لا تتعلق فقط بتحسن الحالة الصحية والجسدية وتطور مستوى القوة واللياقة ، ولا تتعلق فقط  بتحسن الحالة المزاجية وطرد الطاقات السلبية واستدعاء كل تفاصيل مواجهة منغصات الحياة، المسألة فى المقام الأول أن الرياضة هى الوديعة التى سيصرف منها جسدك فواتير مواجهة أعراض وأمراض الشيخوخة ، إياك أن تتصور أن جسدك لن يحاسبك على كل ما فعلته فيه على مدار عمرك ، الرياضة هى حجتك أمام جسدك عندما يحين وقت الحساب ، بها ستواجه الوهن ، وبسببها سيمكنك القيام بما لا يستطيعه كثيرون فى سنك ،  الرياضة هى خلاص الروح من هموم وأثقال الجسد، مع الرياضة أنت كائن أخف بكثير ، قدرتك على ضبط النفس أعلى ، فرص التحكم فى انفعالاتك أوفر، طاقتك حاضرة ، ذهنك حاضر ، شهيتك للحياة حاضرة ، ممارسة الرياضة ليست اختيار ، والوقت المقتطع لها ليس رفاهية ، والحقيقة أن من يعرف قيمة الحياة فى ظل ممارسة الرياضة  لن يتخلى عنها أبدا وسيفرد لها من وقته مساحة تليق بأهميتها ، ذات مرة قادنى محرك البحث لمشاهدة فيديو يوضح الفارق بين ممارس الرياضة والمنقطع عنها عندما يتقدم بهما العمر ، فارق مذهل ومفرح ومحزن فى نفس الوقت ، الأول يتعامل من منطلق كونه شابا ثلاثينيا ، والثانى لا يقدر على تحريك ساكناً من مكانه  وعلى ضوء هذا يمكنكم توقع شكل حياة كل منهما ،  مارسوا الرياضة واحرصوا عليها ، الأمر يستحق وعاجل ولا يقبل التأجيل ، مارسوا الرياضة ووجهوا الدعوة لكل من حولكم ، الأمر يستحق وعاجل ولا يقبل التأجيل ،  غيروا بها وجه ونمط حيواتكم ، وصدقونى.. الأمر يستحق وعاجل ولا يقبل التأجيل