علماء الأوقاف: إحياء الوعي والأخلاق يحد من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي

التنمر الإليكترونى من أبرز مخاطر مواقع التواصل
التنمر الإليكترونى من أبرز مخاطر مواقع التواصل

باتت مواقع التواصل الاجتماعى تسيطر على أغلب أوقات مستخدميها حتى أصبحت من أخطر منصات التغيير فى المجتمع لارتباطها بأخلاقيات كل من المستخدمين والقائمين عليها إما سلبا عند الخروج عن القيم والثوابت الأخلاقية وإما إيجابا عند تسخيرها لنفع العباد، والاستخدام الأمثل لهذه الوسائل لا يكون إفراطا ولا تفريطا وإنما توازن لحصد فوائدها التى لا تحصى فى حياتنا والمستخدم الواعى هو الذى يفرق بين الصالح والطالح منها.

وأشار إحصاء عالمى إلى الآثار السلبية لبعض مواقع التواصل أنها السبب الأول فى حدوث حالات الطلاق فى ٤٥ دولة فى العالم، ولكى تؤتى هذه الوسائل الحديثة ثمارها المأجورة كانت هذه الرؤية الإيمانية من الشيخ د.عبد الغنى عبد العزيز عودة من علماء الأوقاف للتبصرة بالضوابط الشرعية والأصول الأخلاقية لعلاج التنمر الإليكترونى.

يقول الشيخ د.عبد الغنى: شهد التعارف بين الناس تطورا نوعيا من خلال عالم التواصل التقنى ولأن أدوات التقنية الحديثة كغيرها يمكن استثمارها فى الطاعات والنفع أو استغلالها فى إيذاء النفس والغير فإن للتعامل معها آدابا وأخلاقيات للتوازن مع الحرية التى تتصف بها وتوفرها هذه الوسائل لمستخدميها وضبط ضعف الرقابة عليها مما يجعلنا نعول بشكل أساسى على الوازع الدينى الذاتى للمستخدم فهو خير رقيب لمن يختلى بهاتفه، ومن أهم هذه الضوابط الشرعية استشعار مراقبة الله ومراقبة الذات وإخلاص النية لخدمة الدين والتواصل مع من طلب الشرع التواصل معهم تحقيقا لصلة الأرحام والمصالح الدنيوية والأخروية التى لا تتعارض مع المبادئ الإسلامية، وأن يكون معيار تصفح هذه المواقع الحلال والحرام بتجنب الدخول لمواقع نشر الرذيلة وعرض الفواحش والالتزام بمنظومة القيم والأخلاق والأعراف من صدق وأمانة وابتعاد عن الألفاظ النابية والتشهير بالآخرين وتتبع عوراتهم، والغيبة والنميمة وما يثير المشاحنات، والجدال بالتى هى أحسن وإلا لزم السكوت فكم هدمت هذه السلوكيات والممارسات السلبية أسرا مستقرة وفرقت بين الأزواج وطغت فى أعراض الأبرياء وقطعت أواصر المودة والرحمة قال تعالى: «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا».

ويتابع: ننصح لتفادى هذا الوباء بضرورة حساب فترات الدخول على التطبيقات وتنظيم وقتها حتى لا تعطل الأعمال اليومية المهمة مع إزالة المتابعة للأشخاص غير المهمين والالتفات إلى تطوير ما يصقل الشخصية والحصول على إجازة من مواقع التواصل الاجتماعى للتخلص تدريجيا من سيطرة إدمان الإنترنت.

ويستكمل: للتعامل الإيجابى مع هذه المواقع على كل مستخدم التثبت من المعلومات قبل إعادة نشرها قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، والاستعانة بها على الطاعات وقضاء الحاجات وهذا يضع الجميع أمام مسئولية تثقيف عامة الناس وصغار السن بالاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الإليكترونية حتى لا تكون سببا فى الانشغال عن الأهم كالعبادات ورعاية الأبناء وطاعة الأبوين وطلب الرزق والعلم النافع وغيرها، وتجنب ما أصبح موضة الآن بين الشباب وهو الاستهزاء بالأشخاص بتغيير صورهم لأشكال مشوهة تصحبها تعليقات ساخرة فيها تشويه لخلق الإنسان، والتحفظ من نشر الصور الشخصية والأسرية والتدوينات اليومية للأحداث الخاصة احتياطا من عين حاسد أو متجسس أو متربص لإيقاع الأذى، ومنع الأطفال من الإفراط فى استعمال هذه المواقع لما أثبتته الأبحاث الطبية والاجتماعية من ضررها على الصحة وتشتت التحصيل الدراسى والابتعاد عن التواصل الحقيقى مع الأسرة والمجتمع ، ولا مانع من التواصل اللفظى أو المكتوب بين الجنسين إذا اقتضته المصلحة كتداول أمور العمل والعلم كما كان يجرى بين الصحابة الكرام وعائشة رضى الله عنها قال أبو موسى الأشعرى رضى الله عنه: «ما أشكل علينا «الصحابة» حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما».