الملل فى الحياة الزوجية

د. محمد إبراهيم العشماوى
د. محمد إبراهيم العشماوى

من أخطر الظواهر العصرية التى تهدد الحياة الزوجية، فما يصبحان فيه يبيتان فيه، حتى يملا هذه الحياة، والإنسان كائن ملول بطبعه، يكره الرتابة، ويحب التجديد، وقد يدفع الملل الذى يصيب الحياة الزوجية، بسبب الرتابة والتكرار؛ إلى محاولة التخلص منه بأساليب قد تنتهى فى بعض الأحيان إلى الحرام!

فترى الرجل يخادن- والمخادنة الصداقة فى السر- امرأة تجدد له نشاطه وحيويته، وتتفنن فى إسعاده بما حرمته منه زوجته، وربما تزوجها عرفيا دفعا للنفس اللوامة، وزوجته المسكينة المخدوعة، فى بيتها، بهيئتها وطريقتها الثابتة المملة؛ لا تدرى!


والمرأة هى التى يناط بها مسألة التجديد ودفع الرتابة والملل؛ فإن النساء يحسنّ هذا الفن أكثر من الرجال- ولا يعفى منه الرجال- وما عليها أن تلبس للمطبخ ثيابا، وللبيت ثيابا، وللنوم ثيابا، وللخروج ثيابا، وأن تقسم وقتها بين زوجها وأولادها وعملها إن كان لها عمل، فتعطى كل ذى حق حقه، بحيث لا يطغى حق على حق!


وما عليها أن يدخل عليها مرة، فيراها على هيئة يحبها، وطالما تمنى أن يراها وهى عليها، كأن يراها ترتدى بيجامته، وتلبس نظارته، وتجلس على مكتبه، وتتقمص دوره، فيدخل الأمر فى نوع من المزاح السعيد!، وما عليها أن تلبس له الثياب الممزقة والملزقة التى تلبسها النساء فى الطرق والأسواق، والتى تستهوى الرجال، بدلا من هذه العباءة الغبية التى لا تقع عيناه عليها إلا وهى تلبسها، بل ما المانع أن تتشبه بالممثلات والمطربات اللائى تعلم أنهن يعجبن زوجها، وأن تريه - بالتشبه بهن - نجوم السماء فى عز الظهر، بحيث لا يستطيع مفارقتها أو الصبر عنها!


إن المرأة تمتلك الكثير من المواهب والقدرات الخاصة، التى تستطيع بها إسعاد نفسها وزوجها وأولادها، ولكن لا أدرى ما السبب الذى جعل المرأة العصرية لا تحسن استخدام هذه المواهب إلا فى خارج البيت، ولغير الزوج والأولاد. إننى أتمزق أسى، وأتقطع حسرة؛ على بيوت المسلمين التى تخرب كل يوم، والسبب أن المرأة قد عجزت عن التجديد ودفع الملل عن بيتها وزوجها وأولادها، فتفرقوا شزر مزر، كل يبحث عن غايته؛ لتبقى المرأة فى النهاية وحدها تندب حظها العاثر!


د. محمد إبراهيم العشماوى أستاذ الحديث فى جامعة الأزهر