أسرار «البلوجرز» الخاصة على السوشيال ميديا.. بيوت من زجاج

الأموال مقابل خصوصية البلوجرز
الأموال مقابل خصوصية البلوجرز

عالم آخر يعيشه أغلبنا على السوشيال ميديا متصفحت بين الانفلونسر" و" البلوجر" و" البابليك فيجر" و"اليوتيوبر" نطلع على بيوتهم وحياتهم الشخصية ونعيش معهم لحظة بلحظة. لم تكن تلك المصطلحات دارجة على أسماع كثيرين ولكن المهتمين بعالم «السوشيال ميديا» يعرفون الفرق بينهم جيداً، فأصبح بعضهم يستغل «التريند» لتحويله إلى مكسب وأرباح وأصبحت مهنة تدر دخلا شهريا وأرباحا بالملايين يسعى إليها آلاف من الشباب.

 

مببالغ ضخمة


كشفت دراسة أعدتها «UK Bloggers» لعام 2019، أن الانفلونسر يتقاضى ما بين 100 و1000 إسترليني بناء على عدد متابعيه والمنتجات التي يروج لها، وأظهر فى الوقت نفسه بحث أجرته (جامعة كانتربري كرايست تشيرش)، أن الموضوع لا يقتصر على الأشياء المرحة والألعاب فقط، بل يفرض على الناشطين عبر إنستجرام مثلاً أن ينشروا ما يصل إلى 3 تدوينات أصلية (غير منقولة) كل يوم، ما يعنى أنهم مطالبون بقدر كبير من التخطيط والاستعانة بالاستراتيجيات الفعالة التى تضمن لهم الوصول لغايتهم، وحسب التقرير السنوي لعام 2019 بمنصة ” HOOTSUITE ” العالمية وصل عدد مستخدمي المواقع ل 3.484 بليون مستخدم حول العالم، منهم 136.1 مليون شخص في الوطن العربي، أي نحو 53% من عدد سكان المنطقة.
 
فضائح مشاهير السوشيال ميديا 
 
ومن حين لآخر تنتشر فيديوهات على حسابات ما يسمى بـ مشاهير السوشيال ميديا سواء يوتيوبر أو انفلونسر بعضها صادم ويصنف دعارة، وآخر متخبط وآخر ينتهك الحياة الخاصة للأزواج و الأسرة المصرية، ومن أشهر تلك الفيديوهات والقضايا التي أصبحت حديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات التي قدمتها حنين حسام عندما أعلنت عبر فيديو لها على تطبيق "تيك توك"، أنها تريد عدد من البنات للمشاركة في تطبيق جديد ذات سمعة سيئة يدعى "لايكي"، من خلال بث مباشر للفتيات مقابل أجر مالي كبير بالدولار.
 
أما مودة الأدهم، وهي من الشخصيات الشهيرة على السوشيال ميديا، والتي اشتهرت بالترويج لمستحضرات التجميل والملابس، ويتابعها ملايين، ظهرت في فيديو أثار الجدل كثيرًا، حيث خرجت إلى الشارع وصورت الفيديو وقت الحظر وتحدثت إلى الجمهور ما اعتبر تحريض على النزول وقت الحظر رغم القرارات الحكومية حينها بسبب جائحة فيروس كورونا، بجانب كشف التحقيقات أنها تمارس الأعمال المنافية للآداب وتقود شبكات دعارة.


أما الثنائي أحمد حسن و زينب دائما ما أثاروا الكثير من المشاكل على وسائل التواصل الاجتماعي والاتجار بحياة طفلتهما إيلين في تلك الفيديوهات بجانب مشاع خصوصيات حياتهم الشخصية على السوشيال ميديا، لتحقيق العديد من المشاهدات عبر موقع يوتيوب لكسب المال، الأمر الذي تجاوز غضب المتابعين وتقديم بلاغات للنائب العام ضدهم كل فترة.

 

ليست هذه الواقعة الوحيد، حيث أثر جدلا واسعا بعد انتشار فيديو لفتاة تدعى سما أحمد تتحدث فيه أنها حررت ضد اليوتيوبر أحمد حسن تتهمه فيه بالتحرش وطلب صور غير لائقة.

شاهد إيضا:

 

عدد المشاهدات وربح الدولارات
 
ويحلل إسلام غانم خبير تكنولوجيا المعلومات كيفية جني المال من مواقع السوشيال ميديا حيث يعتبر جذب انتباه المشاهدين وتفاعلهم مع الفيديو المعروض أحد أهم أسرار النجاح المادي في اليوتيوب.


متابعاً بأنه تتلخص فكرة كسب النقود من خلال هذا الموقع في أن شركات الإعلانات تقوم باختيار الفيديوهات التي ستحمل إعلانها، لتقوم جوجل التي تملك اليوتيوب بدفع نسبة من عوائد ذلك الإعلان للمشترك الذي وضع على الفيديو، وفق برنامج الشراكة Youtube Partner، شرط أن يتم مشاهدة الفيديو لمدة 30 ثانية على الأقل، أو أن يقوم المشاهد بالنقر على موقع الشركة المعلنة، وكلما ازداد عدد المشاهدات ازدادت فرصة مشاهدة الإعلان.


ويعطي غانم مثال على ذلك إذا كانت الفيديوهات الموجودة على القناة الخاصة بك تحصل على ما يقارب الـ 10 آلاف مشاهدة كل يوم، وجميع هذه الفيديوهات مشتركة في البرنامج الإعلاني من جوجل ستحصل على أرباح أكثر.


ويشير غانم إلى سرعة شهرة بعض مشاهير السوشيال ميديا والذين يتبعون طريقين للشهرة الأول وهو زيادة عدد المشاهدات والمتابعين عبر إضافة حسابات وهمية للربح السريع مستغلين بعض ثغرات التكنولوجيا، والثاني عبر إعطاء حساباتهم على السوشيال ميديا إلى متخصصين في مجال السوشيال ميديا لزيادة " الريتش " وهو عدد الجمهور الذي يصل إليهم المحتوى سواء فيديو أو منشور.

 
نشر الفضائح سعياً وراء النجاح
 
لمياء حمدي، خبيرة التنمية البشرية ، توضح لبوابة أخبار اليوم، أن المعيار الحقيقي الناجح لنشر أي شيء على السوشيال ميديا هو الرسالة الهادفة من وراء الفيديو التي ينتفع به المتابعين، ولكن ينجرف اليوتيوبر والانفلونسر وراء الشهرة والمال والسعي بأي شكل من الأشكال لزيادة عدد المتابعين مما يجعلهم يتجاوزون بالقيم والمبادئ لتحقيق هدفهم وتغذية إحساسهم بالنجاح الدنيوي الوهمي.


 
وتابعت أن، نشر فضائح و تنمر أوالسخرية القاتلة أو نشر الصراعات و التحريضات أو نشر أدق تفاصيل حياتهم الشخصية وانتهاك حرمات منازلهم، هو طريق النجاح لهم، وزيادة عدد المشاهدات.
وتشير لمياء، إلى الدراسات النفسية التي أثبتت أن حالات الاكتئاب الشديدة وانهيار العلاقات وانحدار الأخلاق ارتبطت ارتباط وثيق بمتابعة السوشيال ميديا والانفلونسر واليوتيوبر، فمن لا يستطيع أن يزامن النجاح المزيف الذي يراه أو ربطه يسيطر عليه التعصب والصراعات.
 
المحتوى الشاذ مثير يثير رواد السوشيال ميديا 


 
بينما الدكتورة إيمان عبد الله استشاري العلاج الأسري وتعديل السلوك‏ بجامعة عين شمس تقول أن السوشيال ميديا أصبحت حديث الساعة ووسيلة أساسية في الحياة اليومية، ولكن جنون جني المال جعل روادها يسيئون أستخدمها بشكل غير لائق لتصبح منصات يمارس عليها كل أنواع التنمر وهتك الخصوصية والخروج عن عادات وقيم المجتمع.
 
وتابعت عبدالله أن مشاهير السوشيال ميديا تعمل على كسر الحدود الأخلاقية والبعد عن الدين وسطحية الفكر من خلال المحتوى المقدم لكسب أكبر شريحة من المتابعين والمراهقين، وتحقيق مقاييس الشهرة بعدد المتابعين و المشاهدات.


وتشير عبدالله إلى ميل المراهقين والشباب لتجربة كل ماهو جديد ومثير وهو ما توفره وسائل السوشيال ميديا من فتح أبواب ومنصات على عوالم أخرى، مما يهدد المجتمع المصري وانخراط الشباب والأسر المصرية في تقديم فيديوهات أو محتوى غير هادف أو له طابع شاذ ويلقي رواج كبير بين رواد السوشيال ميديا لكسب الشهرة والربح السريع.


فتوى حول نشر مشاهير السوشيال ميديا تفاصيل حياتهم الخاصة


ونشرت دار الأفتاء مؤخراً فتوى حول حكم نشر "اليوتيوبرز" تفاصيل حياتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي موضحة إن بَثَّ ونَشرَ «اليوتيوبرز» المقاطع المصورة عن تفاصيل حياتهم الشخصية لهم ولأسرهم لزيادة التفاعل –تعليقًا أو مشاركةً أو إعجابًا- حولها؛ إن كان مما يصح إطلاع الغير عليه فلا مانع منه شرعًا، وإن كان مما لا يجوز للغير الإشعار به مما يُعَيَّب به المرء؛ فنشره عَمَلٌ محرَّم شرعًا، وذلك لما فيه من إشاعة الفاحشة في المجتمع، وهي جريمة أناط بها الشرع الشريف عقوبة عظيمة؛ إضافة لما يحويه هذا النشر بهذه الكيفية من التعارض الكلي مع حَثِّ الشرع الشريف على الستر والاستتار.


وأضافت دار الأفتاء في فتواه أن البَثَّ للشئون الشخصية ومشاركة الآخرين لمشاهدة ذلك يفرق فيه بين حالين أولهما: ما يصح إِطْلاع الغير عليه، وثانيهما: ما لا يصح إِطْلاع الغير عليه، فالأول؛ كتفاصيل الحياة العادية التي لا يَأنَف الشخص من معرفة الغير بها، كشَكْله، ونوع سيارته، ونحوه، فهذا أمر لا مانع منه شرعًا.


وأما النوع الثاني، فأوضحت الدار أنه مما يُعيَّب به المرء فلا يجوز للغير الاطلاع عليه، مثل الهوس بنشر طقوس نومه واستيقاظه، وتحركات أطفاله، حتى دخوله للخلاء، ونشر ذلك رغبةً في زيادة التفاعل بالتعليق أو الإعجاب أو المشاركة حول ما يُنْشَر مذموم شرعًا، لأنَّه من قبيل إشاعة الفاحشة في المجتمع، وهي جريمة حَذَّر منها الله.


وبحسب موقع «SocialBlade»، وهو موقع يحسب أرباح صناع المحتوى على يوتيوب فقط بنطاق واسع للغاية يصل متوسط القيمة لكل ألف مشاهدة من مصر إلى 1.53 دولار، بينما تصل قيمة الألف مشاهدة لنفس المحتوى من الولايات المتحدة الأمريكية إلى 10.32 دولار. وبحسب ما ذكره الموقع الذي وضع تصنيفا لأعلى 100 يوتيوبرز في مصر بناء على الأرباح والتصنيف المباشر في الموقع لقنواتهم على «يوتيوب».

وجاءت أرباح قناة «أحمد حسن وزينب» والتي يبلغ عدد المتابعين 7 ملايين و53 ألف، في المركز السادس في مصر فئة الترفيه، بنحو 17 مليون دولار، وجاءت قناة اليوتيوبر المعروف باسم «ناصر حكاية» في المرتبة الأولى حيث يبلغ ربحه السنوي المتوقع نحو 8 ملايين و900 ألف دولار.


وبحسب موقع (MOTABEIN) لزيادة المتابعين فأصدر قائمة بأسعار الإعلانات على الإنستجرام، فسعر 5 ألف مشاهدة 100 دولار، بينما يصل سعر 10 ألف مشاهدة 200 دولار، بينما يصل سعر 50 ألف مشاهدة 1000 ألف دولار، وسعر 100 ألف مشاهدة فيما فوق يتراوح مابين 1500 إلى 3000 دولار.
بينما شملت قائمة أسعار المتابعين على الأنستجرام إلى  كل 1000 متابع بسعر 7 دولار، بينما كل 10ألف متابع بـ 95 دولار، وكل 100متابع بـ 900 دولار، بينما وصل سعر مليون متابع إلى 89 ألف دولار.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي