رحلة

لماذا فقدنا مورد السياحة البحرية ؟

جلال دويدار
جلال دويدار

لايخفى على أحد .. الاهتمام البالغ والمتواصل الذى تعكسه توجهات القيادة السياسية .. الشاملة لتنمية كافة المجالات . إنها دائما تركز فى اجتماعاتها بكبار المسئولين التنفيذيين بالدولة على حتمية رعاية متطلبات واحتياجات هذه التنمية لتحقيق النهوض الاقتصادى والاجتماعى المأمولين.
هذان الهدفان الأساسيان هما محور الاستراتيجية العامة لدولة ٣٠ يونيو على جميع الأصعدة . من المهم بل من المحتم أن يكون هناك استيعاب وتفهم لهذا الفكر التنموى الواعد من جانب الأجهزة التنفيذية دون تقاعس أو تعطيل متحججة بأى مبررات . إن ذلك يأتى ارتباطاً بمسئوليات المناصب التى يشغلونها.
>>>
انطلاقاً لما تمثله السياحة صناعة الأمل .. فى هذا الشأن ووفقاً لما تحظى به من الاهتمام التنموى للرئيس السيسى .. يبرز التساؤل عن عدم حصول السياحة البحرية لما يجب من رعاية الأجهزة المعنية تشجيعاً وتحفيزاً . إن ذلك يتعارض ووقوع مصر على بحرين مهمين يزخران بنشاط بحرى للنقل والسياحة. يضاف إلى ذلك قناة السويس وماتمثله من أهمية هائلة لهذه الأنشطة. اتصالاً بهذا الأمر تأتى مدينتى الأسكندرية وبور سعيد بموقعيهما الاستراتيجى الفريد على البحر.
>>>
هاتان المدينتان كانتا فى القرن الماضى مركزين لحركة البواخر السياحية التى تجوب هذ البحر والعابرة لقناة السويس إلى الشرق الأقصى . هذه الرحلات توقفت نتيجة الرسوم والأعباء غير المبررة والمبالغ فيها التى يتم فرضها على هذه البواخر من جانب الموانئ المصرية.
فى هذا الوقت كان يتم تنظيم رحلات اليوم الواحد للسياح ركاب هذه البواخر على مدى الفترة التى تستغرقها بواخرهم لعبور قناة السويس من بورسعيد حتى ميناء السويس . فى نفس الوقت كانت البواخر السياحية الدوّارة فى البحر المتوسط تجئ الى الإسكندرية .. تنظم برامج لزيارة معالمنا على مدى يومين أو ثلاثة أيام هذه الرحلات كانت تولد رواجا وإيراداً كبيرين للمنشآت السياحية ولمتاحفنا .
من ناحية أخرى هناك مشروعات لمراسى لاستقبال اليخوت على شاطئ الإسكندرية أحدهما أمام فندق سان ستيفانو فورسيزون ولكن وللأسف لم يتم استكماله . كما أن المرسى المُعد والمُجهز على شاطئ مارينا العلمين مُعطل ولا يُستغل. هل يمكن أن يكون هناك تحرك لاستثمار هذه الإمكانات البحرية الفريدة لصالح التنمية السياحية .إن هذا يمكن أن يتحقق بالتعاون والتنسيق والفهم الصحيح للتنمية السياحية من جانب المسئولين عن الاجهزة المعنية ذات الصلة . وأعتقد أنه ليس هناك مايمنع من الاستعانة بالخبرة الأجنبية لعمليات التسويق والترويج.