حسابات سرية وتحويلات بالدولار..

مستند| مفاجأة بحيثيات الحكم على «حنين ومودة» في «الإتجار بالبشر»

حنين ومودة
حنين ومودة

كشفت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم التجمع الخامس، في حيثيات حكمها بمعاقبة المتهمة حنين حسام بالسجن المشدد 10 سنوات غيابياً وتغريمها 200 ألف جنيه، ومعاقبة مودة الأدهم و3 آخرين بالسجن المشدد 6 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه لكل منهم، في اتهامهم بالإتجار في البشر، وذلك بالقضية المعروفة إعلاميًا بـ«فتيات التيك توك»، عما جاء بتقرير الكشف عن سرية حسابات المتهمة حنين حسام.

صدرت حيثيات الحكم برئاسة المستشار محمد أحمد الجندي رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين أيمن عبد الخالق ومحمد أحمد صبري الرئيسين بمحكمة استئناف القاهرة، وبحضور أحمد محمد عبد الرازق وكيل النيابة، وبأمانة سر مجدي شكري أسعد.

اقرأ أيضا| الجنايات ترد على الدفع بانتفاء أركان جريمة الاتجار بالبشر بحق حنين ومودة

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها، إنه ثبت من تقرير الكشف عن سرية حسابات المتهمتين الأولى والثانية حنين حسام ومودة الأدهم وجود تعاملات وتحويلات بنكية للمتهمة الأولى لا تتناسب مع مصدر دخلها كطالبة جامعية، كما أنه يوجد للمتهمة الثانية تحويلات من أشخاص عديدة من جنسيات مختلفة من خلال شركة تحويل أموال بالدولار الأمريكي تقدر بنحو 423 ألفًا و804 جنيهات، كما أن إجمالي المبالغ التي أودعتها بالبنوك والتحويلات الخارجية تقدر بنحو مليون و758 ألفًا و202 جنيه بما لا يتناسب مع مصدر دخلها كطالبة.

وردت المحكمة على الدفع بانتفاء أركان جريمة الإتجار بالبشر بركنيها، بما هو مقرر أن جريمة الإتجار بالبشر تقوم على ركنين أحدهما مادي والآخر معنوي والركن المادي للجريمة هو ارتكاب الجاني بأي صورة من صور التعامل في الشخص بما في ذلك الاستخدام والذي يقصد به تطويع المجني عليه وإخضاعه للجاني، وتحقيق السيطرة عليه وذلك من خلال قيام الجاني بالاستفادة من المجني عليه فيضطر للخضوع والاستسلام للجاني ويشمل كافة حالات الضعف والاستغلال الجنسي أحد صور الاستغلال وهو استخدام أي شخص ذكرًا كان أم أنثي لإرضاء شهوات الغير بأي صورة كانت، أو إتيان أي عمل فاضح أو مخل بالحياء أو استغلاله في انتاج صور أو مشاهد أو أفلام إباحية أو تأدية أعمال أو أداء عروض أو غير ذلك من الممارسات.

ولما كان ذلك وكانت المتهمتان حنين حسام ومودة الأدهم قد استخدمتا المجني عليهم ومن بينهم أطفال بإغرائهم بالظهور معها في مقاطع فيديو وذلك بالرقص بطريقة فاضحة وبما يخل بالحياء ويحرض على الرزيلة، استغلالا منهما لحاجة بعضهم وصغر سن آخرين ومن ثم تحقيق منفعة مادية من وراء ذلك مع زيادة أعداد المشاهدين على تطبيق "لايكي"، ومن ثم يتوفر في حقهما جريمة الإتجار بالبشر بركنيها المادي والمعنوي، مما يكون معه الدفع على غير سند.

وردت المحكمة على الدفع بانتفاء الاشتراك والقصد الجنائي لدى المتهمين الثالث والرابع والخامس بما هو مقرر، أن الاتفاق هو انعقاد إرادتين أو أكثر على ارتكاب الجريمة ويستخلص بجميع طرق الإثبات بما في ذلك القرائن والمساعدة من بينها إعداد الأعمال المجهزة أو المسهلة أو المتممة لارتكاب الجريمة وهي تختلف باختلاف ظروف كل جريمة وأبسط صورها إعطاء تعليمات وإرشادات إلى الفاعل توضح له كيفية ارتكاب الجريمة، وأن يكون من شأنه الإعانة على ارتكابها وإرادة هذا السلوك المساهم به في هذه الجريمة ولما كان ذلك وكان المتهمون الثالث والرابع والخامس بعد وقوع اختيار المتهم الثالث على المتهمة الأولى لما لها من شهرته وقدره على جذب الفتيات واتفاقه والمتهمان الرابع والخامس مع هذه المتهمة على نشر فيديوهات تستقطب من خلالها الفتيات والظهور في هذه الفيديوهات بطريقة تثير الغرائز وتحض على الفسق والدعارة تحت زعم أن هؤلاء الفتيات ومن بينهن أطفال يعملن كمذيعات لتطبيق لايكي مقابل مبالغ مالية، وتحصل القائمين على التطبيق على أرباح تزيد بارتفاع نسبة المشاهدة لهذه الموبقات وتحصل المتهمة الأولى على نسبة 20 % عن كل فتاة تحقق نسبة المشاهدة.

وقام المتهمون من الثالث للخامس ببيان كيفية ارتكابها الجريمة واعطائها إرشادات في هذا الشأن وهم على علم بأن ذلك يعد جريمة وأرادوا هذا السلوك وقد وقعت الجريمة التي اتفق عليها المتهمون من الثالث للخامس مع المتهمة الأولى بناء على هذا الاتفاق وتلك المساعدة باستغلال الفتيات في ذلك بالظهور في تلك الفيديوهات الخارجة عن القيم والداعية للرذيلة والفاحشة وذلك لتحقيق منافع مادية وهو ما يوفر في حق المتهمين الثالث والرابع والخامس تهمة الاشتراك مع المتهمة الأولى في جريمة الاتجار بالبشر المسندة إليهم بعنصريه المادي والمعنوي مما يكون معه الدفع على غير سند.

أما بالنسبة للدفع بتناقض أقوال شهود الإثبات، أنه من المقرر أن التناقض في أقوال الشهود على فرض حصوله على ما ينال منها ما دامت المحكمة قد استخلصت الحقيقة من أقوالهم استخلاصا سائغا لا تناقض فيه فللمحكمة أن تأخذ من أقوال الشهود ما تطمئن إليه وتطرح ما عداه دون أن تكون ملزمة بإيراده في حكمها، إذ الأصل أنه لا تلتزم بأن نورد من أقوال الشهود إلا ما تقيم عليه قضائها، ولما كانت المحكمة قد اطمأنت إلى أقوال الشهود السابق إيرادها والتي لها مأخذها الصحيح من الأوراق بما لا تناقض فيه والذي لم يبين الدفاع ماهيته فمن ثم يكون نعيه في هذا الخصوص لا يعدو أن يكون جدلا موضوعيا في تقدير الدليل وهو ما تستقل به هذه المحكمة ولا يجوز محاكمتها فيه.

وأضافت حيثيات الحكم، أن الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليها ضميرها وارتاح إليها وجدانها مستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة تتحصل في أنه وتحت زعم الاستثمار من شركات دولية في مجال البث المباشر في ظل رغبة عارمة لدى المسئولين فيها لتحقيق غاية واحدة الربح الذى لاسقف له دون النظر إلى وسائله حتى وإن اصطدمت بقيم وأخلاق المجتمعات حتى لا تستثمر في إصلاح أرض بوار أو استخراج خيراتها من باطنها وفي صناعة لازمة لحياة الناس بل هدم لأخلاقياتهم مستغلين أهم فئات هذه المجتمعات شبابها وهم وقود وقوة أي تقدم بإضاعة أوقاتهم فيما لا طائل منه وإصابتهم بالوهن وإضعاف قدراتهم على الابتكار والابداع والتفوق كي تسيطرتلك الشركات ومن ورائها دولها على مقدرات الدول التي تنتشر فيها ومن بينها مصر، فهذا الاستثمار ضره أكثر من نفعه طالما يعمل دون خضوع لقيم وأخلاق مجتمعنا وقواعد النظام العام فيه، وإن وكالة لايكي للبث المباشر كتطبيق الكتروني للتواصل الاجتماعي ومقرها دولة الصين قامت بإنشاء وكالة لها بمصر شركة بيجو ليمتد للخدمات والتطبيقات الإلكترونية واستعانت بمن ينفذ سياستها المحققة لغايتها من المصريين ممن تضعهم تحت اختبارات محددة قواعدها كي تطمئن إليهم ومن بينهم المتهم الثالث محمد عبد الحميد زكي مصطفى راضي وشهرته محمد زكي والذي يعمل مديرًا للوكالة بالشرق الأوسط والمسئول عن اختيار العناصر المميزة ذات التقييم العالي في نسبة المشاهدة للعمل كوكلاء للتطبيق لتقديم فيديوهات مباشرة للجمهور يعاونه في ذلك المتهم الرابع محمد علاء الدين أحمد مرسي وشهرته محمد علاء لايكي وهو المدير المسئول عن قاعدة البيانات والبث المباشر والدعم الفني في التطبيق وكذلك المتهم الخامس أحمد صلاح محمد دسوقي عمرو وشهرته أحمد لايكي وهو مصمم البرامج والفيديوهات بذات التطبيق.

ووقع اختيار المتهم الثالث على المتهمة الأولى حنين حسام عبد القادر محمد عبد الجليل والتي ذاع صيتها في مثل هذه التطبيقات واتفق هو والمتهمان الثالث والرابع على أن تقدم فيديوهات تذاع على التطبيق تحوي في طياتها بطريقة مستترة دعوة للتحريض على الفسق والإغراء بالدعارة مقابل حصول المتهمة الأولى ومن تقوم باستقطابه من الفتيات على مبالغ ماليا وذلك سعيا لتحقيق أرباح بتحقيق أقصى عدد من المشاهدة ويقوم التطبيق بالترويج أثناء ذلك لمنتجات الشركات الراعية في الإعلان خلال مقطع فيديو يوضح عليه الرابط الخاص بشراء المنتج عليه أو بوضع إعلانات لبعض الأماكن أو تقديم هدايا للمتابعين حسب زيادة أعدادهم وتخطيها رقما معينا، بأن قامت المتهمة الأولى حنين حسام قامت بإنشاء تطبيقا لها لاستقطاب الفتيات سعيا لعقد لقاءات مع الشباب عبر محادثات مرئية مباشرة مقابل حصول الفتيات على مبالغ مالية تتحدد بمدى اتساع أعداد المشاهدين لهذه المحادثات استغلالا لظروف الجائحة التي تمر بها البلاد وركود العمل بين الفتيات مستغلة حاجة بعضهن للمال ومن ثم حصولها على 20 بالمائة من الأرباح المحققة فقام المتهمون من الثالث للخامس بإعداد فيديو للمتهمة حنين حسام تم نشره على موقع وكالة لايكي تضمن دعوة الفتيات في ظل ظروف الجائحة واستغلالا لظروفهن المادية والاجتماعية والضعف والعوز لتشغيلهن بمسمى مذيعات عبر التطبيق على أن تتحصل الفتيات على المقابل عبر القائمين على إدارة التطبيق وحوى الفيديو دعوة الفتيات للإلتقاء بالشباب والرجال عبر محادثات مرئية وإنشاء علاقات صداقة وتجاذب حوارات تحوي تحريضًا من المتهمة حنين حسام لكثير من الفتيات لارتكاب أفعال تحض على البغاء والفسق وأصوات ممارسة جنسية بين شاب وفتاة تحقيقا لأعلى قدر من المشاهدة لتحقيق غايتهم في الربح.

وأكدت الحيثيات، أن المتهمة حنين حسام قامت بمعاونة المتهمين من الثالث للخامس باستقطاب المجني عليهما الطفلة «هبة الله» وشهرتها زلابية وشقيقتها «ندا» وشهرتها فاتليا مستغلة ظروفهما المادية والاجتماعية بالظهور معهما في العديد من مقاطع الفيديو الراقصة المحرضة على الفسق واستغلالهما جنسيا مقابل تحصلهما على مبالغ مالية، كما أطلقت هاشتاج مسرحك سريرك ومن هنا تقدم الإبداع مما يعود على المتهمة حنين حسام بمنفعة مادية مقابل ذلك من إدارة التطبيق، كما استقطبت تحت ستار عمل الفتيات كمذيعات في التطبيق كلا من المجني عليهن «روان.س» و«سارة.ج» والطفلتين «حبيبة.ع» و«ملك.س» من خلال جروب أطلقت عليه لايكي الهرم على هاتفها المحمول، حصلت من خلاله على منفعة مادية نتيجة استغلالهن بطريقة مستفزة في التحريض على الفسق والإغراء بالدعارة بالإلتقاء بالشباب عبر محادثات مرئية وإنشاء صداقات خلال فترة العزل المنزلي، وأن المتهمة الثانية مودة فتحي رشاد محمد الأدهم بما لها هي الأخرى من تأثير على الفتيات باستقطابهن بإطلاق فيديوهات على تطبيق لايكي وإجراءات محادثات أو الظهور بالبث المباشر وصولا لاستغلالهن في تحقيق منافع مادية، كم قامت هذه المتهمة بتصوير نفسها بمعرفة آخرين بالرقص بالطريق العام مرتدية ملابس خادشة للحياء للإغواء والاستقطاب للفتيات على صفحتها بما يتيح لها الحصول على نسبة عالية من المشاهدة على التطبيق المذكور وكما قامت باستقطاب الطفلة حنين وشهرتها ساندي معرضة حياتها للخطر بالظهور معها في أحد مقاطع الفيديو بالإيعاز إليها أنها على علاقة عاطفية بآخر وتفاخر المتهمة الثانية بذلك وظهرت معها كذلك في مقطعين راقصين تحقيقا لأعلى نسبة مشاهدة رغم عدم إدراك الطفلة للأمر سعيا من المتهمة المذكورة لتحقيق مأربها من المنفعة المادية كما قامت بالظهور مع الطفل ياسين في مقطعي فيديو بالرقص معه معرضة حياته للخطر ونشرها ذلك على حسابها لزيادة المشاهدة ومن ثم الربح المادي.

وأوضحت الحيثيات، أن المتهمتين قامتا بإنشاء وإدارة واستخدام حسابات خاصة على شبكة المعلومات تهدف إلى ارتكاب الجريمة موضوع الاتهام السابق، وقيام المتهمين الثالث والرابع بالاشتراك بطريقي الاتفاق والمساعدة مع المتهمة فى ارتكاب الجريمة محل الاتهام الأول، وذلك بأن قاما بالاتفاق معها على نشر مقطع الفيديو تضمن الدعوة لعقد لقاءات مخلة بالآداب وساعدها فى ذلك بأن قاما بتلقينها محتوى الفيديو، فوقعت الجريمة بناءً على ذلك الاتفاق وتلك المساعدة، والاتفاق مع المتهمة الثانية في ارتكاب الجريمة محل الاتهام الثانى، وذلك بأن قاما بالاتفاق معها على استخدام حسابها على شبكة المعلومات بهدف ارتكاب الجريمة موضوع الاتهامات السابقة فوقعت الجريمة على ذلك الاتفاق، وأن الجرم الذي ارتكبته حنين حسام ومودة الأدهم و3 آخرين في اتهامهم بالاتجار بالبشر، بأية قرآنية، بقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، وأشار قائلا : «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، أخلاقنا جزء من قيمنا وهي مستهدفة من أعدائنا حتى لا تنهض هذه الأمة وسائل التواصل الاجتماعى سلاح ذو حدين، أغلبنا يلج إليها في جانبها السلبي الهادم للقيم والأخلاق وأن السعى الحسيس الأعمى لهذه الشركات القائمة عليها، يحكمها قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، فكانت الرذيلة والفاحشة دأبها لتحقيق المعدلات القصوى لمتابعيها، وهدم قيمنا غايتها،و أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى تؤثر فى أبنائنا وسلوكنا، غابت الرقابة الأسرية وسارت الغفلة لبعض الأسر قائدة لهم فى الانهيار ، غابت عنا المسئولية والرقابة على أبنائنا، حتى أصبحوا من أحد أدوات الاتجار بالبشر.

وأوضحت قيام المتهمة حنين حسام بالاتجار في البشر بأن تعاملت في أشخاص طبيعيين هن المجني عليهما الطفلتان «ملك. س» و«حبيبة .ع»، واللتين لم تتجاوزا الثامنة عشر من العمر، و«روان. س»، و«سارة. ج»، وأخريات بأن استخدمهن بزعم توفير فرص عمل لهن تحت ستار عملهن كمذيعات من خلال أحد التطبيقات الإلكترونية للتواصل الاجتماعي «تطبيق لايكي» يحمل في طياته بطريقة مستترة دعوات للتحريض على الفسق والإغراء على الدعارة بأن دعتهن على مجموعة تسمى «لايكي الهرم» أنشأتها على هاتفها ليلتقوا فيه بالشباب عبر محادثات مرئية وإنشاء علاقات صداقة خلال فترة العزل المنزلي، الذي يجتاح العالم بسبب وباء كورونا  بقصد الحصول على نفع مادي، واستغلال كل من الطفلتين المذكورين استغلالا تجاريا، بأن حرضت وسهلت لهن الانضمام لأحد التطبيقات الالكترونية التى تجنى من خلالها عائدا نظير انضمام الأطفال وإنشاء مقاطع فيديو لهن.

وأضافت الحيثيات قيام المتهمة مودة الأدهم بالاتجار في البشر، بأن استخدمت كلا من الطفلة الشهيرة بـ«ساندي» و«ياسين.م» واللذان لم يتجاوزا الثامنة عشر من العمر في تصوير مقاطع فيديو رفقتها ونشرها على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مستغلة ضعفهما وعدم إدراكهما للحصول على ربح من ورائهم، واستغلت تجاريا كلا من الطفلين المجنى عليهن الموضح أسمائهم فى الفقرة السابقة بأن حرضت وسهلت لهما تصوير مقاطع فيديو رفقتها ونشرها على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي للاستفادة ماديا من ارتفاع عدد المتابعين لها، ونشرت مقاطع فيديو مرئية للطفلة والطفل سالفي الذكر على مواقع التواصل الاجتماعي وزينت لهما سلوكيات مخالفة لقيم المجتمع ومن شأنها تشجيعهما على الانحراف، وأن المتهمة استخدمت شبكة المعلومات لتحريض الأطفال على الانحراف والقيام بأعمال غير مشروعة ومنافية للآداب، وعرضت أمن وسلامة الأطفال المجنى عليهم للخطر بأن قامت بتصوير مقاطع فيديو مرئية لهم ونشرها على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت واستغلالهم تجاريا بأن تكسبت من ورائهم مبالغ مالية، وقيام المتهمين من الثالث حتى الخامس بالاشتراك بطريقى الاتفاق والمساعدة مع المتهمة الأولى حنين حسام في ارتكاب الجريمة وذلك بأن قاموا بالاتفاق معها على ارتكابها وساعدوها بأن منحوها عضوية تطبيق التواصل الاجتماعي «لايكي» ومكنوها من إنشاء مجموعة خاصة بها لدعوة الفتيات للاشتراك بالتطبيق فوقعت الجريمة.

وأشارت الحيثيات إلى أن الحكم جاء لما أكدته الأحراز وعرض الفيديوهات خلال وقائع الجلسات وما أدلى به الشهود من شهادات للباحث الاجتماعي بمجلس الأمومة والطفولة أن مخالطة الأطفال المجني عليهم «ساندي وهبه وياسين»، لكل من المتهمتين حنين حسام ومودة الأدهم، له ثأثير سلبي على سلوكهم وتشجيعهم على الإنحراف، وأن مخالطة الأطفال لـ«مودة وحنين»، عرضهم لخطر محدق، يتمثل في احتمالية تغيير نشاط الأطفال من ممارسة أنشطة هادفة ومفيدة لسنهم، إلى أنشطة غير هادفة، فضلا عما لهذه الفيديوهات من أثر على باقي الأطفال المتابعين لهما، بكونهما يرسخان فكرة تحويل السلوكيات غير المرغوب فيها إلى سلوكيات طبيعية ومقبولة فى المجتمع، وهو ما يشكل إحدى حالات تعريض الأطفال للخطر، وشهادة الضابط بالإدارة العامة لحماية الآداب، التي توصلت تحرياته السرية إلى قيام المتهمة الأولى باستغلال شهرتها على شبكة الإنترنت وتأثيرها على الفتيات، خاصة صغار السن، بإعداد الفيديو الذي قامت ببثه في أواخر شهر مارس 2020 لدعوة استقطاب الفتيات لتشغيلهن كمذيعات عبر تطبيق لايكي الذي تم رصده على موقع يوتيوب وبعض الصفحات على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك.

وأكدت الحيثيات ما جاء باعترافات المتهمين بتحقيقات النيابة العامة من اعتراف حنين حسام في قضية اتهامها الجديدة بالاتجار في البشر أن المتهمين الثالث والرابع  من القائمين على إدارة موقع لايكي طلبا منها تصوير المقطع محل الواقعة بغرض دعوة الفتيات البالغات والقصر على حد سواء  دون الرجال لحاجة الشركة إليهن ليعملن كمذيعات بالتطبيق إدارتهم استغلالًا لارتفاع عدد متابعيها وسهولة انتشار ما ستصوره بينهن مقابل تقديم أجور لهن استغلالًا لمكوث الكافة بمساكنهن تطبيقًا لحظر التنقل لمكافحة انتشار فيروس كورونا وتوقف أعمال البعض منهن وحاجتهن للمال، مضيفة أنها استجابت لطلبهما وأذعت على حسابي على تطبيق الانستجرام من مسكني المقطع المصور موضوع التحقيق وأنها في سبيل دعوة الفتيات من متابعيها على حسابها آنف البيان أنشأت جروب على هاتفها وثبت للنيابة تواجده تحت مسمى «لايكى الهرم» به  177 تمكنت من دعوتهن لتشرح لهن ذلك العمل.

كان قد كشف تقرير إدارة البيان والتوجيه والتواصل الاجتماعي بوحدة الرصد بمكتب النائب العام في قضية اتهام حنين حسام ومودة الأدهم وآخرين بالاتجار في البشر، أنه ثبت من تداول شكاوى بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضد المتهمة الأولى بنشرها مقطع فيديو تحت مسمى «استغلال الجسد مقابل المال» تدعو فيه الفتيات إلى وكالة أسستها عبر تطبيق التواصل الاجتماعي المسمى لايكي بلتقين فيها بالشباب عبر محادثات مرئية مباشرة وغرف محادثات مغلقة وإنشاء علاقات معهم قد يتطرق الحديث فيها لمضمون جنسي ودعوى إلى الفواحش والإباحية مستغلة حاجتهن المالية و فترة العزل المنزلي في ظل الوضع الحالي الذي يجتاح العالم من وباء الكورونا مقابل حصولهن على أجر يتحدد بمدى اتساع المتابعين لتلك المحادثات التي تذاع للكافة دون تمييز والتي تصل إلى آلاف الدولارات.

وأضاف التقرير أنه ثبت من مطالعة النيابة تواجد مقطع الفيديو محل الواقعة على موقع يوتيوب، والذي أقرت المتهمة الأولى بنشره على حسابها على تطبيق "إنستجرام"، وتم تداوله على العديد من المواقع مستغلة ظروفهن المادية والمعيشية وحاجتهن للمال في ظل الوضع الحالي الذي يجتاح العالم من وباء الكرونا وذلك بأن قررت ببداية المقطع قائلة: "أنا عارفة إن قعدتنا في البيت جت بالخراب علينا كلنا وعارفه أن ناس كتير قوي أشغالها اتعطلت وعارفة أن ناس كتير عندها مشاكل مادية".