كتب : علاء عبد الهادي
هل جاء اليوم الذى نقدم فيه مبررات حبنا للنيل، وأنه لولاه ماكنا، وأنه لولاه ماصنع الفراعنة أعظم حضارة عرفتها الإنسانية؟
وأنه لولاه ما تعلمت الإنسانية الزراعة، ولا استأنس على ضفافه الحيوانات، ولا استقر على جنبات الوادى أجدادنا يبنون ويصنعون حضارة، تعلمت منها كل الدنيا.
هل نحن مطالبون الآن بتقديم كشف حساب يثبت حقنا فى مياه النيل؟
لو سمعهم الإله حابى إله النيل عند الفراعنة - قبل ستة آلاف عام- لأرسل لعناته عليهم.
كشف الحساب الذى نقدمه موقع بخراطيش الفراعنة العظام، من عصور ما قبل الأسرات، ومرورا بالعصور اليونانية الرومانية، والعصور القبطية والإسلامية، وحتى الفترة العلوية مع تأسيس مصر الحديثة.. شهوده كل مؤرخ وطئت قدماه أرض مصر، وتجول فى أراضيها وفيافيها المقدسة.
هيرودوت قال إن النيل ينبع من جبل الفضة) ياتبر سايل بين شطين يا حلو يا اسمر(
والمعتقدات الدينية اليهودية والمسيحية تقول إنه ينبع من الجنة.
قدسه المصرى القديم وقدم له القرابين، حتى يستمر فى عطائه وهابا الحياة للمصريين، فلا يغضب فيحبس خيره، سنين عجاف فيجف الضرع ويهلك الحرث والنسل، أو يزداد غضبه، لكثرة خطايا البشر، فيثور ويفيض ويغرق الارض ويهلك الناس والدواب، فإذا رضى رفع غضبه وسخطه عن البشر اثُمَّ يَأْتِى مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَب.
وعندما فتح العرب مصر أدركوا قيمة نهر النيل لمصر والمصريين، ولقبوه بسيد الأنهار.
وقال بطليموس إنه يتكون من ذوبان الثلوج فى قمم جبال أسماها جبال القمر.
النيل يمر عبر عدة دول من مصبه إلى منبعه، ولكنه وهب الحياة والحضارة لمصر دون غيرها.
لعنة الفراعنة تطال كل من يفكر فى احتباس النهر أو العبث به أو الإساءة إليه.
أيا كان اسمه النيل نسبة إلى الملك نيلوس الذى قام بشق الترع والقنوات، أو إيجيبتوس نسبة إلى اسم مصر، أو حتى البحر أو الفيض كما أطلق عليه العرب أو اليم كما ورد فى الإشارة القرآنية إليه، أيا كان، فهو النيل الذى من غيره، فباطن الأرض أولى بنا من ظاهرها.
هل يستطيع الأحباش أن يمسكوا النهر أو يمنعوا انسيابه أو جريانه كما أرادت مشيئة خالقه؟
أمير الشعراء أحمد شوقى كفانا الكلام عندما سك شعره الخالد معبراً عن علاقة المصريين بالنيل
المصدر : جريدة أخبار الادب