مسلسل السرقات الجامعية مستمر

باحثة تحصل على الأستاذية بسرقة «ماجستير»!

باحثة تحصل على الأستاذية بسرقة «ماجستير»!
باحثة تحصل على الأستاذية بسرقة «ماجستير»!

كتبت :منى‭ ‬نور

فعل‭ ‬يفتقد‭ ‬الأمانة‭ ‬العلمية،‭ ‬وهو‭ ‬صورة‭ ‬لخداع‭ ‬المجتمع‭ ‬الجامعى،‭ ‬وخداع‭ ‬مَن‭ ‬تم‭ ‬سرقة‭ ‬جهده‭ ‬وبحثه‭ ‬الذى‭ ‬استمر‭ ‬سنوات

الصدفة‭ ‬وحدها‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬قادت‭ ‬أحد‭ ‬الباحثين‭ ‬لاكتشاف‭ ‬سرقة‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬تسع‭ ‬سنوات،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يدرى‭.. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الباحث‭ ‬د‭. ‬محمود‭ ‬عبدالله‭ ‬عبدالحفيظ‭ ‬لـاأخبار‭ ‬الأدبب‭ ‬موضحاً‭ ‬أنه‭ ‬يوم‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬الماضى،‭ ‬فكرت‭ ‬فى‭ ‬طباعة‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬الخاصة‭ ‬بى،‭ ‬وهى‭ ‬عن‭ (‬مستويات‭ ‬البناء‭ ‬الشعرى‭ ‬عند‭ ‬فوزى‭ ‬عيسى‭.. ‬دراسة‭ ‬فى‭ ‬بلاغة‭ ‬النص‭)‬،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬الدرجة‭ ‬فى‭ ‬17/2/2011‭.‬

ونظراً‭ ‬لبُعد‭ ‬المسافة‭ ‬الزمنية‭ ‬بين‭ ‬حصولى‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬فى‭ ‬2011،‭ ‬وزمن‭ ‬قرارى‭ ‬بطباعتها‭ ‬فى‭ ‬كتاب‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬كان‭ ‬لزاماً‭ ‬علىّ‭ ‬أن‭ ‬أبحث‭ ‬فيما‭ ‬شهدته‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬إسهامات‭ ‬لآخرين‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬البحث،‭ ‬ووسيلتنا‭ ‬جميعاً‭ ‬هى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬فإذا‭ ‬بى‭ ‬أجدد‭ ‬راسة‭ ‬بعنوان‭ (‬التدبيج‭ ‬فى‭ ‬شعر‭ ‬فوزى‭ ‬عيسى‭.. ‬دراسة‭ ‬بلاغية‭ ‬ونقدية‭)‬،‭ ‬حصلت‭ ‬عنها‭ ‬صاحبتها‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الأستاذية‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬الترقى‭.‬،‭ ‬وهى‭ ‬منشورة‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬الحوليات‭ ‬الصادرة‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬الدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعربية‭ ‬للبنات‭ (‬جامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬بالإسكندرية‭) ‬المجلد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العدد‭ ‬الثامن‭ ‬والعشرين‭ ‬عام‭ ‬2012‭.‬

عندما‭ ‬قرأت‭ ‬العنوان،‭ ‬سعدت‭ ‬لوجود‭ ‬دراسات‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تبدل‭ ‬الحال،‭ ‬من‭ ‬السعادة‭ ‬إلى‭ ‬الذهول‭ ‬الذى‭ ‬أصابنى‭ ‬من‭ ‬اطلاعى‭ ‬على‭ ‬المقدمة،‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬أفكارى‭ ‬فقط،‭ ‬ولكنى‭ ‬وجدت‭ ‬أسلوبى‭ ‬نقل‭ ‬حرفى‭ ‬من‭ ‬رسالتى‭ ‬حتى‭ ‬الهوامش‭!!‬

وللتأكد‭ ‬مما‭ ‬قاله‭ ‬الباحث،‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬الوثائق‭ ‬الخاصة‭ ‬بالدراسة‭ ‬التى‭ ‬قدمتها‭ ‬الأستاذة‭ ‬الجامعية،‭ ‬ونسخة‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬الخاصة‭ ‬بالباحث‭ ‬والتى‭ ‬تم‭ ‬السطو‭ ‬عليها،‭ ‬بفعل‭ ‬يفتقد‭ ‬الأمانة‭ ‬العلمية،‭ ‬وهو‭ ‬صورة‭ ‬لخداع‭ ‬المجتمع‭ ‬الجامعى،‭ ‬وخداع‭ ‬مَن‭ ‬تم‭ ‬سرقة‭ ‬جهده‭ ‬وبحثه‭ ‬الذى‭ ‬استمر‭ ‬سنوات،‭ ‬وزيادة‭ ‬فى‭ ‬التوثيق‭ ‬لدينا‭ ‬اسم‭ ‬الأستاذة‭ ‬الجامعية‭ (‬الرباعى‭) ‬واسم‭ ‬الكلية‭ ‬التى‭ ‬على‭ ‬قمتها،‭ ‬واسم‭ ‬الجامعة‭ ‬واسم‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬بها‭.‬

وقد‭ ‬تطلب‭ ‬الأمر‭ ‬عمل‭ ‬مقارنة‭ ‬دقيقة‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬السرقة‭ ‬ليس‭ ‬برقم‭ ‬الصفحات،‭ ‬بل‭ ‬بالأسطر،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬توصلنا‭ ‬إليه‭.‬

جاءت‭ ‬المقدمة‭ ‬فى‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬فى‭ ‬عشر‭ ‬صفحات،‭ ‬بدأ‭ ‬السطو‭ ‬من‭ ‬الصفحة‭ ‬الخامسة،‭ ‬حيث‭ ‬سطت‭ ‬الأستاذة‭ ‬على‭ ‬تسعة‭ ‬سطور‭ ‬بداية‭ ‬من‭ (‬عرف‭ ‬الشعر‭ ‬العربى‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬مسيرته‭ ‬حركات‭ ‬تجديدية‭ ‬متنوعة‭ ..) ‬وأخذت‭ ‬من‭ ‬الصفحة‭ ‬السادسة‭ ‬سطر‭ ‬ونصف،‭ ‬وجاءت‭ ‬الصفحة‭ ‬السابعة‭ ‬بعنوان‭ ‬مادة‭ ‬البحث،‭ ‬حيث‭ ‬نقلت‭ ‬منها‭ ‬أربعة‭ ‬أسطر،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ (‬أما‭ ‬عن‭ ‬مادة‭ ‬البحث‭ ‬فهى‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬دواوين‭...).‬

وفى‭ ‬الجزء‭ ‬الخاص‭ ‬بالتمهيد‭ ‬فى‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير،‭ ‬والذى‭ ‬جاء‭ ‬فى‭ ‬الصفحات‭ ‬من‭ ‬ص11‭ ‬إلى‭ ‬18،‭ ‬بدأ‭ ‬النقل‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬ص12‭ ‬من‭ ‬فقرة‭ ‬بعنوان‭ (‬النشأة‭)‬،‭ ‬وكانت‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬قوله‭ (‬ولد‭ ‬الشاعر‭ ‬فوزى‭ ‬سعد‭ ‬محمد‭ ‬عيسى‭....)‬،‭ ‬وتم‭ ‬الصفحة‭ ‬آل‭ ‬13‭ ‬عدا‭ ‬أربعة‭ ‬أسطر‭ ‬ونصف،‭ ‬والصفحة‭ ‬الـ14‭ ‬تم‭ ‬النقل‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬كلمة‭ (‬البيئة‭ ‬الريفية‭...)‬،‭ ‬أما‭ ‬الصفحة‭ ‬الـ15،‭ ‬فتم‭ ‬نقل‭ ‬خمسة‭ ‬أسطر‭ ‬بداية‭ ‬من‭ (‬البيئة‭ ‬الحضارية‭...)‬،‭ ‬وفى‭ ‬الصفحة‭ ‬الـ16،‭ ‬بدأ‭ ‬النقل‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬السطر‭ ‬الثانى‭ ‬من‭ (‬حيث‭ ‬جعل‭ ‬البحر‭ ‬رمزاً‭ ‬لعالمه‭ ‬الجميل‭...) ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬نقل‭ ‬الشاهد‭ ‬من‭ ‬شعر‭ ‬د‭.‬فوزى،‭ ‬ونقلت‭ ‬الصفحة‭ ‬الـ17‭ ‬كلها‭ ‬عدا‭ ‬سبعة‭ ‬أسطر،‭ ‬كما‭ ‬أخذت‭ ‬من‭ ‬الصفحة‭ ‬الـ18‭ ‬ستة‭ ‬أسطر‭.‬

جاءت‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬الخاصة‭ ‬بالباحث‭ ‬د‭. ‬محمود‭ ‬عبدالله‭ ‬فى‭ ‬خمسة‭ ‬فصول،‭ ‬وبالمقارنة،‭ ‬بدأت‭ ‬السرقة‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬الرابع‭ ‬وهو‭ ‬بعنوان‭ (‬الوسائل‭ ‬التعبيرية‭ ‬فى‭ ‬شعر‭ ‬فوزى‭ ‬عيسى‭)‬من‭ ‬صفحة‭ ‬242‭ ‬حتى‭ ‬صفحة‭ ‬334‭.‬

وكانت‭ ‬بداية‭ ‬النقل‭ ‬فى‭ ‬المبحث‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬وهو‭ ‬بعنوان‭ (‬شعرية‭ ‬الألوان‭ ‬عند‭ ‬فوزى‭ ‬عيسى‭) ‬من‭ ‬ص315‭ ‬حتى‭ ‬ص328،‭ ‬وبدأ‭ ‬النقل‭ ‬من‭ ‬السطر‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬ص315‭ (‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬فإن‭ ‬وقوفنا‭ ‬أمام‭ ‬الدلالات‭ ‬اللونية‭...)‬،‭ ‬وفى‭ ‬صفحة‭ ‬316،‭ ‬قام‭ ‬الباحث‭ ‬المالك‭ ‬الأصيل‭ ‬للبحث‭ ‬بعمل‭ ‬إحصاء،‭ ‬قامت‭ ‬الأستاذة‭ ‬بنقل‭ ‬نتائج‭ ‬الإحصاء‭ ‬اللونى،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬عبارة‭ (‬ويشير‭ ‬الإحصاء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصدارة‭ ‬باللون‭ ‬الأسود‭...)‬،‭ ‬وقامت‭ ‬بالنقل‭ ‬الكامل‭ ‬للصفحات‭ ‬317،‭ ‬318،‭ ‬319،‭ ‬320،‭ ‬321‭.. ‬أما‭ ‬صفحة‭ ‬322‭ ‬فقد‭ ‬نقلتها‭ ‬عدا‭ ‬خمسة‭ ‬أسطر‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬الصفحة،‭ ‬ونقلت‭ ‬الصفحات‭ ‬323،‭ ‬324،‭ ‬325،‭ ‬326،‭ ‬كلها‭ ‬كاملة،‭ ‬وفى‭ ‬صفحة‭ ‬27‭ ‬بدأ‭ ‬النقل‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬الصفحة،‭ ‬وتركت‭ ‬الستة‭ ‬أسطر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ونقلت‭ ‬من‭ ‬ص328،‭ ‬بدأت‭ ‬النقل‭ ‬من‭ ‬آخر‭ ‬الصفحة،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬قوله‭ (‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬استطاعت‭ ‬الصور‭ ‬اللونية‭ ‬أن‭ ‬تؤدى‭ ‬دوراً‭ ‬فاعلاً‭...).‬

وعندما‭ ‬تعرضنا‭ ‬للمقارنة‭ ‬بين‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬الخاصة‭ ‬بالباحث،‭ ‬والدراسة‭ ‬التى‭ ‬قدمتها‭ ‬الأستاذة‭ ‬للترقية،‭ ‬ووصلنا‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬البحث‭ ‬أى‭ ‬إلى‭ ‬الخلاصة،‭ ‬أى‭ ‬الجديد‭ ‬الذى‭ ‬توصل‭ ‬إليه‭ ‬الباحث‭ ‬ليستحق‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير،‭ ‬وأعنى‭ ‬بها‭ ‬النتائج،‭ ‬وقد‭ ‬وجدناها‭ ‬واحد‭ ‬وثلاثين‭ ‬نتيجة،‭ ‬نقلتها‭ ‬الأستاذة‭ ‬نقلاً‭ ‬حرفياً‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬نتيجة‭ ‬حتى‭ ‬النتيجة‭ ‬رقم‭ ‬13،‭ ‬ولم‭ ‬تكتف‭ ‬بذلك‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬واصلت‭ ‬النقل‭ ‬من‭ ‬النتيجة‭ ‬16‭ ‬والنتيجة‭ ‬25‭.‬

ولفت‭ ‬الباحث‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬القضاء،‭ ‬لإثبات‭ ‬الحق،‭ ‬ووقف‭ ‬هذا‭ ‬المسلسل‭ ‬سىء‭ ‬السمعة،‭ ‬رغم‭ ‬معرفته‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الطعن‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬سطو‭ ‬خلال‭ ‬ستين‭ ‬يوماً‭ ‬من‭ ‬تاريخه،‭ ‬تصبح‭ ‬الدراسة‭ ‬المطعون‭ ‬عليها‭ ‬سارية‭ !‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬القضاء‭ ‬كلمته‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬مساءلة‭ ‬لجنة‭ ‬الترقى‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تنتبه‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬السطو‭ ‬الفاضح،كما‭ ‬يجب‭ ‬مساءلة‭ ‬لجنة‭ ‬التحرير‭ ‬التى‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬المسروقة

د‭. ‬محمود‭ ‬عبدالله‭ ‬عبد‭ ‬الحفيظ،‭ ‬تخرج‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬دار‭ ‬العلوم‭ ‬،جامعة‭ ‬الفيوم،‭ ‬وحاصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬ب‭ ‬موضوع‭ ‬السرقةب‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراة‭ ‬فى‭ ‬تقنيات‭ ‬الحلم‭ ‬فى‭ ‬الشعر‭ ‬العربى‭ ‬المعاصر‭ ‬عام‭ ‬٢٠١٤‭ ‬جامعة‭ ‬المنيا‭.‬

المصدر : جريدة أخبار الادب