حكاية بطل مصرى عمرها 37 عاماً

محمد رشوان بطل مصري تخلى عن الذهب مقابل الأخلاق

محمد رشوان بطل مصرى تخلى عن الذهب مقابل الأخلاق
محمد رشوان بطل مصرى تخلى عن الذهب مقابل الأخلاق

كتب: محمد حامد

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هُمو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوّم النفس بالأخلاق تستقم، هذه الكلمات كتبها الشاعر الكبير أحمد شوقى وتوفى فى عام 1932، ولكنه لو حضر حدوتة بطل الجودو محمد على رشوان لقال إن هذه الأبيات تصفه ومكتوبة من أجله.

حكاية محمد رشوان رويت من قبل كثيراً ورواها اللاعب نفسه، ولكنها لا تُشعر المستمع أو المشاهد أو القارئ بالملل، فهى مثال للسمو الأخلاقى والنفس السوية، قصة البطل المصرى حدثت فى 1984 حيث أوليمبياد لوس أنجلوس، تألق خلال منافسات الدورة وتمكن من الوصول إلى المحطة الأخيرة وضمان الحصول على ميدالية، لكن بالطبع للذهب حساب وطعم آخر.

وصل للنهائى وسيقابل اللاعب اليابانى ياسوهيرو ياماشيتا.. علم رشوان أن ياماشيتا مصاب فى رباط إحدى ركبتيه قبل بداية المباراة النهائية، رفض البطل المصرى استغلال الموقف وقرر مبارزته بدون اللعب على نقطة ضعفه وظهر الأمر بمقطع الفيديو الذى نُشر للقطة التى جذبت قلوب الجميع وأدهشتهم.

كانت النتيجة أن ياماشيتا توج بالميدالية الذهبية ورشوان حصل على الفضية، ولم يرد البطل اليابانى تفويت الموقف دون أن يشكر نظيره الذى أهدى له الفوز ليعانقه على أرضية المنافسة.

الأمر لم يتوقف عند لحظات التتويج، فرد العالم واليابانيون بشكل خاص الجميل لرشوان، فحصل على العديد من الجوائز التى تخص الجانب الأخلاقى فى شخصيته، حيث حصل على ميدالية الروح الرياضية من اليونسكو بالإضافة إلى جائزة أفضل خُلق رياضى فى العالم من اللجنة الأوليمبية الدولية للعدل وغيرها من التكريمات سواء داخل مصر أو عالمياً.

توطدت علاقة رشوان باليابان لدرجة أنه عقب اعتزاله تزوج من يابانية، ليصبح تواصله مع اليابان أكثر وأقوى.
منذ عامين حصل البطل المصرى على تكريم من إمبراطور اليابان، بوسام الشمس المشرقة، ليكون فريدا من نوعه تقديراً لما قدمه من درس للرياضيين حول العالم.

فى أوليمبياد طوكيو وبعد مرور 37 عاماً على الواقعة يتواجد ياماشيتا كرئيس للجنة الأوليمبية اليابانية ورئيس لاتحاد الجودو هناك، التقى أمس د. أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة وخلال حديثهما تطرق ياماشيتا للواقعة التاريخية، مبدياً تأثر المجتمع الدولى واليابانى بمحمد رشوان، وأنه تأثر به فى حياته ليس فقط على المستوى الرياضى بل أيضاً الإنسانى، وبذلك يكون محمد على رشوان رسخ بفعل بسيط أعلى قواعد الروح الرياضية والتسامح ليرد إليه الجميل أضعافاً كثيرة على مدار سنوات، ولم يكن ليأخذ نفس مقدار الشهرة والتقدير إذا توج بالذهبية مستغلاً حالة منافسه.