حكايات الحوادث| الطماعة.. والسقوط إلى الهاوية‎‎

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شعرها بني مائل للصفرة، تقاطيع وجهها تحمل حنانا تخفيه مسحة حزن، وعندما تبتسم تجد في عينيها براءة، وصدق واستقرار، وتمرد.
وبصوت متدفق بنغمات تمتزج بالنعومة والرقة قالت: اعترف بأن طمعي هو الذي قادني إلى المأساة التي أعيشها، بهذه الكلمات بدأت الزوجة الحسناء حديثها أمام هيئة محكمة الأحوال الشخصية بالقاهرة.

اقرأ أيضا|حكايات الحوادث | مأساة أب.. ودموع في محكمة الأسرة

امتدت أصابعها تمسح دموعها، والأحزان تعتصرها، تستكمل قائلة: أثناء وجودي بأحد شواطئ الإسكندرية لاحظت أن هناك شخصا وسيما، فارع الطول، ممشوق القوام يتابعني بنظراته،  وكنت أنا أرقبه أيضا وهو يركب سيارته المرسيدس، نسجت خيوطي حوله، ودار بيننا حوارا فوجئت به يبوح لي عن مدى حبه، وعشقه عندما رآني وأنا أرتدي المايوه، وتعددت لقاءاتنا، ودعاني لتناول العشاء داخل أحد الفنادق الشهيرة، ولأنني أحب المظاهر فقد صدقت كلامه ولم أفكر فيه، وانزلقت قدماي إلى هاوية سحيقة، وطالبته بعدها بأن يتزوجني خشية الفضيحة، فوافق على الفور.

 

وأعجبني تصرفه، وشهامته، وتم الزواج بسرعة، وتوجهنا إلى عش الزوجية، وفي أول يوم زواج وقعت المفاجأة على رأسي كالصاعقة حيث اكتشفت بأنه هارب من تنفيذ حكم بالسجن لمدة ٦ أشهر، تملكتني حيرة شديدة في أن أطلب الطلاق أو البقاء في الشقة الكبيرة الفاخرة، وبسبب حبي للمال لم أسأل زوجي يوما عن مهنته التي عرفتها فيما بعد.

واستطردت الزوجة الحسناء قائلة: تغاضيت عن طلب الطلاق لعدم وجود مكان أذهب إليه، فشقة والدي المطحون لاتتسع لي، وهو يتولى رعاية ٣ شقيقات غيري، ومرتبه محدود، ومرت ٦ أشهر مدة حبس زوجي والذي اعتقدت بأنه سيعوضني، عن هذه الفترة، لكنني فوجئت بأن عش الزوجية أصبح صالة للقمار، حيث أناس يدخلون، وآخرون يخرجون، ليس ذلك فقط إلا أنه أخذ يلح علي ويطلب مني مجالسة الضيوف، والسهر على راحتهم، لكنني رفضت وحاولت إقناعه بخطورة مايرتكبه لكنه نهرني، ولم يحاول حتى أن يسمعني.
وانهمرت في بكاء مرير طلبت على إثره الطلاق، والتفريق بينهما بعدما فاض بها الكيل.

واستمعت المحكمة إلى شهود الزوجة الذين أكدوا صدق روايتها، وأن الزوج بعد خروجه من السجن سلك سلوكا مشينا، وأنها تتضرر من ذلك، وجاءت كل محاولاتها معه بالفشل.

وقضت المحكمة بتطليق الزوجة الحسناء، طلقة واحدة  بائنة للضرر، وذكرت في حيثيات حكمها، والثابت من أوراق الدعوى، وشهادة الشهود أن الزوج سلك سلوكا مشينا بإدارة منزله للعب القمار، ورغم أن الزوجة رضيت في البداية الدخول في دائرة الشك، وتزوجته دون أن تعلم وظيفته، ومن أين يأتي بالأموال، إلا إنه حرصا على الآداب العامة، والنظام العام رأت المحكمة ضرورة التفريق بينهما.