حكايات| أيقونة الفقراء العالمية.. منازل قرية بالأقصر محصنة ضد الفيروسات

قرية القرنة
قرية القرنة

كتب: أحمد زنط

ليس من رأى كمن سمع كل من زار قرية العملاق مهندس الغلابة الراحل عمر فتحى بقرية القرنة غرب الأقصر؛ حيث يأتيه على الفور هاجس التمني لبناء منازل المدن الجديدة على طراز المنازل الريفية على نسق نموذج المهندس العظيم الراحل حسن فتحي في واحة باريس وقرية القرنة بالأقصر.

اقرأ أيضاً |

تطهير ماكينات الصرافة الآلية بواحة باريس في الوادي الجديد 

 جولة داخل أروقة القرية العملاقة (أيقونة الفقراء) قرية عمر فتحي تجد فيها بناء المنازل الجميلة الممتلئة بطاقات ونفحات الهواء النقي وأشعة الشمس المتوهجة كأعظم المنازل المحصنة ضد الفيروسات والميكروبات والأمراض فى زمن رعب كورونا وبتكلفة منخفضة وخامات طبيعية من الحجر الجيري (بدون حديد تسليح وأقل ما يمكن من أسمنت) وتعظيم استغلال الإضاءة الطبيعية.

 

كما تم تطبيق نظرية القباب وحركة تيارات الهواء داخل المنزل، لتحقيق التكييف الطبيعي لحرارة المنزل على مدار العام، وكل تلك المزايا إضافة للتصميم البسيط الجميل الخارجي و الداخلي للمنزل بحيث تعتمد عدة تصميمات لإقامتها بالمدن الجديدة وكذلك عدة تصميمات محددة للمنزل الريفي.

 

ولعل ما تتمتع به القرية أيضًا توفير مسكن لائق صحي مريح جميل رخيص وتطبيق فكرة المعماري العظيم المعروف عالميا بـ"مهندس الفقراء" عمر فتحي، فضلا عن تميزه بهوية معمارية فريدة على مستوى العالم.

 

كان حسن فتحي يعتبر القرية التي بدأ في إنشائها عام ١٩٤٦، لتكون مقرا لسكان القرنة القديمة في الجبل، والتي أصبحت الآن تحمل اسمه، محاولة منه لإنشاء عمارة رخيصة تعتمد على الخامات المحلية، وتناسب البيئة والفلاح المصري، وكان يأمل من إنشائه القرية قبل أكثر من نصف قرن أن يكون نموذجا للريف المصرى، لكنه للأسف لم يسعفه القدر ووافته المنية فلم ير ماذا فعل الناس والزمن بهذا النموذج الرائع الفريد لحن الترنيمة.

 

كورال المجتمع والإنسان والتكنولوجيا، وهو الاسم الذي أطلقه المعماري حسن فتحي على الفصل الخاص بمشروع قرية الجديدة فى كتابه" عمارة الفقراء وبعد حقبة من الزمن الآن تتواصل عمليات التطوير على قدم وساق داخل قرية المهندس حسن فتحي التاريخية بمدينة القرنة غربي محافظة الأقصر، والتى حصلت على دعم كبير لمواصلة أعمال تطويرها ورفع كفاءة المباني التاريخية داخلها من مسجد القرية ومسرحها والمباني والغرف القديمة التراثية التي تعود للفنان والمهندس صاحب الشهرة العالمية بمصر ومختلف أنحاء العالم.

 

وقد بدأ المهندس طارق وإلى عمله مؤخراً لترميم باقي أجزاء القرية بتكليف من منظمة اليونيسكو العالمية التي تتكفل بالترميم والتطوير للقرية للحفاظ على تاريخها العالمي بجنوب الصعيد بتكلفة تصل إلى 750 ألف دولار.