فرفيش كده | طلب هجرة لمدينة البط

 طلب هجرة لمدينة البط
طلب هجرة لمدينة البط

كتير بتراودنى، لا مؤاخذة، فكرة كدة إن من أسعد الحاجات اللى ممكن تحصلّى لو لقيت طريقة أهاجر بيها لمدينة البط! فى الواقع، وجود مدينة البط مثال حى على إن ممكن الحياة تبقى طبيعية وعادية ومليانة مشاكل بس فى نفس الوقت تبقى حياة بسيطة وسعيدة وآمنة، لو أفراد مجتمع ما اتفقوا واختاروا يتعايشوا فى سلام، طب استحملنى كده وبص معايا بصة..


من أهم الصفات الإنسانية الحلوة اللى فى مدينة البط هى تقبل الآخر مهما كانت عيوبه، والوضوح والصراحة اللى بتتقابل برحمة وتسامح من الطرف الآخر !!! خد عندك مثلا «عم دهب»؛ مادى وبخيل (والحقيقة ندل وواطي) وكل الناس شايفه ده، بس فخور بنفسه ومعترف بحقيقته، ودايما بيلاقى اللى يقف جنبه؛ «بطوط» «وسوسو، ولولو، وتوتو» و«عبقرينو» و«الجدة بطة» و«الأنسة سريعة» والموظفين اللى مابيقبضوش والغواصين والبحارة والصنايعية «ونادى المليونيرات» والعالم كله اللى هالكهم معاه لف ورا الفلوس من غير مقابل ليهم، مع ذلك بيساعدوه كل مره عادى..

وبيبقوا قافشين، بس عادى، بيحبوه ويحترموه ويعملوله حساب! ياراجل ده انا نفسى اللى بعيد عنهم فى بلد تانية خالص مقدرش أقول إسم «دهب» من غير لقب «عم» قبلها 


و«عصابة القناع الأسود» بلبسهم هو هو علطول، ريحتهم طالعة ومفضوحين وبيقولوا إحنا حرامية.. ومافيش حاجة تشفعلهم!! حتى الـIQ بتاعهم واطى جداً.. بيدخلوا السجن اسبوع أو بالكتير اسبوعين، ويخرجوا يحاولوا تانى يقتحموا خزنة «عم دهب» وكل مرة ياخدوا فرصة جديدة مع تأكد كل أهل مدينة البط انهم مش حيتوبوا! لكن المدينة كلها متقبله وجودهم وبتحترم نظام الطبيعة اللى بيحتم وجود أشرار..

فعايشين معاهم! زى ماهم متقبلين كمان الساحرة «سونيا» المثل الأعلى فى المثابرة واللياقة البدنية (تخيلوا الست دى عندها دلوقتى ستين سنة! ولسه بتحلم بقرش الحظ وبتطير بمقشة.. ما شاء الله!) و مساعدها «فرحان» الغراب وصاحبتها «نونا المجنونة» المنكوشة..


وبخلاف الشر حتلاقى صفات تانية منها «عبقرينو» اللى رغم فشل كل اختراعاته فى الآخر بسبب عيوب الصناعة! كل الناس بتحترم ذكاءه وعبقريته.. الزباين مابتبطلش تروحله وعمر ما حد قاله «نتايجك مش قد كدة» أو «العبرة بالنتايج» والكلام ده! «محظوظ» متكبر ومغرور وغتت وندل بس أهو قريبنا! و«بطوط» عصبى ونرفوز وغلاط وبيحقد على «محظوظ» وبيسيكب على «فرفور» وبيستقوى على «تيك وتاك» ونيجاتيف وشكاى وبيندب طول اليوم، لكن واضح وصريح وقلبه أبيض..

واتفرج فى عيد ميلاده بيعملوا إيه معاه  «زيزي» (مع إنى مش حابب أخوض فى أعراض! لكن ياللا بالمرّة من باب التعلم) بتبقى لابسه ومستنية «بطوط» عشان يتعشوا بره ويظبّطوا وكده، وفجأة بعد سباق تافه أو يانصيب أو أى حاجة «محظوظ» يكسب فيها، تلاقيها نطت فى عربية «محظوظ» وفَكَسِت ل»بطوط»!! وصولية وخاينة ودايرة على حل شعرها مع واحد لافف قُصة شعره على رولو! لمجرد إن حظه حلو.. بس مقبولة فى مجتمعهم بعيوبها ومش بتداريها ومحدش قاطعها ولا حتى حاول يهز ثقتها بنفسها!


«بندق» أهبل لدرجة إنه عايش على أطراف الواقع أصلا، لكن الناس بتحبه وتساعده وتقف جنبه! «كوكا» راضيه بيه كده ومعتبراه فارس أحلامها وهو دايما سعيد ومبتسم وراضى بقليله، فتلاقى عنده بركة فحياته..


ر كتير، بس خلينا فى الخلاصة وكلمتين أبرك من ١٠٠!


الخلاصة: سيبكم من اللى فات بقى! أنا أكيد حتى وانا باهرج فوق مش قصدى أشجع البخل والسرقة والرذيلة والغضب والكسل،  لكن، وبغض النظر عن رفضنا أو تقبلنا.. كلنا عارفين ان الأخلاق الوحشة من المشاكل اللى حتفضل موجودة عشان دى سُنّة الحياة.. ومهما انتشرت ده مش حيغير من وحاشتها! بس لو النهاردة قررنا نبص بنظرة مختلفة شوية ممكن نلاقى إن «التقبّل والتسامح والرحمة والوضوح والصراحة»، ممكن يخلقوا مجتمع مليان سلام وسعادة وبساطة! مهما كانت حجم وأنواع مشاكل المجتمع ده!


أخيرا: شكرا على تحملكم لآخر المقال ده من غير سبب مقنع.. ده العشم والله ..  ودى أول خطوة على طريق التقبل والرحمة والتسامح على فكرة.