حكايات الحوادث | مأساة أب.. ودموع في محكمة الأسرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جلس الأب العجوز داخل محكمة الأسرة، الحزن منثور على وجهه، بل مغطى به، كانا الزوايا فمه التواءة الألم المألوف، يقبع في نفسه يحاورها في حزن وحيرة، يئن أنينا يمتص قلبه امتصاصا يسأله قوته، وكأنه يقضي عليه شيئا فشيئ، وبصوت يشوبه ألم وغصة قال:


لم اكن أتخيل في يوم من الأيام، أن تكون هذه نهايتي أو ينتهي بي المطاف أمام محكمة الأسرة، ولكن حجود أبنائي، ونكرانهم اما ما قدمته إليهم من مساعدات خلال أكثر من ٧٠ عاما، حيث كنت تاجرا كبيرا، والذين يقال عنهم أنهم "يلعبون بالفلوس"، امتلك العديد من محلات الأقمشة، ومصنعا للنسيج، وشادرا السمك بجانبه عملي بالمقاولات، كونت ثروة طائلة مع مضي السنوات إلى أن أفقت على قطار العمر وهو يمضي مسرعا، بعد أن تجاوزت ٦٠ عاما، وبدأت صحتي في التدهور، وأخذ أولادي الثلاثة يطالبونني بأن أترك لهم كل شيئ لإدارته، وأن استريح ما تبقى لي من عمر، فكرتني سعادة بالغة، ولم أكن أعلم بنواياهم الخبيثة، وتدريجيا اكتشفت بأنهم قاموا بتقسيم ثروتي فيما بينهم بعدما تنازلت لهم عن كل شيئ، وكنت أحصل منهم على مايساعدني على المعيشة.

وبصوت متحشرج قال: بدأوا يتهربون مني، وانقطعت كل موارد الرزق، وبدأ أولادي الثلاثة يتقاذفونني بعدما أصبحت في خريف العمر، وعندما أذهب إلى أحد منهم، وكأنني أتسول، يقوم بإعطائي مبلغا زهيدا، لا يكفي ثمنا لزجاجة دواء، ويطلب مني أن أذهب لشقيقه الآخر، وياليتني ما ذهبت حيث استقبلتني زوجته بكل جحود، قائلة: "ياعم روح موت".


لم يتمكن الأب العجوز من السيطرة على دموعه التي انذرفت بغزارة يصحبها أنين، وألم، وانفعالات وجهه الحزين، ويكمل قائلا: إنني لم أطلب منهم شيئا، ولن أطالب باسترداد ثروتي منهم، لكنني لا أريد غير الصهيوني على العيش فقط الفترة المتبقية من عمري، دون أن أمد يدي للجيران، أو أصدقائي.


تقدمت محامي الأولاد الثلاثة يدفع بأن المحلات التي يديرونها تخسر باستمرار بسبب الضرائب، وحالة الكساد، بينما يعترض محام الأب، وقدم ما يفيد بأن دخل الأولاد الثلاثة أكثر من ٣٠ ألف جنيه شهريا.

وبعد تداول المحكمة برئاسة المستشار، سيد القوني، وأمانة سر، ماجد شوقي، بإلزام الأبناء الثلاثة بأن يدفع كل منهم مبلغ ١٠٠٠ جنيه كنفقة شهرية.

اقرأ ايضا| حكايات الحوادث| تضحية أم.. اختارت الموت لتهب طفلها الحياة