حكايات| خلود وإيناس.. «مأذونة» في مهمة رسمية بالمنوفية والغربية

المأذونة إيناس خلال عقد قران سابق
المأذونة إيناس خلال عقد قران سابق

كتب: محمد الشامي – عصام عمارة

 
«التاء المربوطة» سر من أسرار الحياة، بها تكمل صورة الحياة، ولقرون طويلة ظلت المرأة بعيدة عن كثير من المهام التي احتكرها الرجال، لكنها تغيرت مؤخرًا ووصلت إلى محطة المأذون.

 

خلود عيسى أول مأذونة شرعية في محافظة الغربية،  حاصلة على ليسانس حقوق عام 2013 وماجستير في القانون ودراسات عليا في الشريعة، كان والدها واحدا من أشهر المأذونيين في طنطا ومن قبلها جدها الأمر الذي غرس فيها حب تلك المهنة.

 

«خلود» تحدثت عن تجربتها فتقول: «انتظرت 6 سنوات ومنذ عام  2015 حتى صدر لها قرار تعيينها منذ أيام في تلك الوظيفة وتحقيق حلمها، فوالدها رحمه الله وزوجها كان الدافع الأساسي خلف قيامها بالتقدم بأوراقها لوزارة العدل لشغل تلك الوظيفة». 

 


 

 

بنظرة تفاؤل عن وظيفتها تقول مأذونة الغربية: «كمهنة لا يوجد بها أي صعوبات، وأنا متزوجة منذ 8 سنوات ورزقني الله بطفلين محمود وعصام، وزوجي يساعدني كثيرا وله الفضل في أن أقدر أثبت نفسي في تلك المكانة وأنجح بها».


 
وتمضي في حديثها: «توجد شروط  صعبة تحددها وزارة العدل لوظيفة مأذون منها المؤهل ودراسة التشريع الإسلامي، ومنذ أيام قمت بعقد أول قران في حياتي الوظيفية كمأذون شرعي؛ حيث قام أحد أصدقاء والدها بالإصرار على قيامها بعقد قران نجله وحضروا بالفعل في مكتبي وتم عقد القران بحضور العروسين، وكنت في حالة من الفرحة تماما بهذا الزواج وأول مرة أعقد قران وشعور سعيد وجميل وحققت ذاتي».

 

أما عن حالات الطلاق المتزايدة في السنوات الأخيرة، فتفسر خلود ذلك بقولها: «الأسباب متنوعة والسوشيال ميديا أهم الأسباب خاصة ما يشاهده الشباب في المسلسلات التركية والهندية والمغايرة للواقع تماما وعدم التفاهم بين الطرفين هو أهم أسباب الانفصال بين الأزواج».

 

 

ترى مأذونة الغربية أن الحب والتفاهم أهم شئ في العلاقة الزوجية.. «الحمدلله حتى الآن لم أقم بتحرير أي انفصال أو طلاق نظرا لحداثتي في شغل الوظيفة.. وطبعا أنا ضد زواج القاصرات نهائيا».


وتضيف: «لا مانع لدي من حضور عقد القران في المساجد فهذا عملي أؤديه ولا يوجد شئ يعيقني عن الذهاب للمسجد فأنا بديل عن الرجل في ذلك ولكن لظروف كورونا لا يوجد أي عقد قران في المساجد الآن».

 

ويقول عبدالرحيم أصلان - صيدلي زوج أول مأذونة شرعية بالغربية: «أنا فخور بزوجتي وأم أولادي والتي تحمل اسمي وهي أول مأذونة على المحافظة والثالثة على الجمهورية والمرأة دورها مهم وتقدر توازن بين بيتها وأسرتها وأنا معها حتى تنجح، فمهنتها ليست صعبة وأنا أوفر لها كل شئ وهي صبرت ٦ سنوات وانتظر طويلا حتى تم الموافقة عليها».


 
 إيناس في المنوفية

 

ايناس المغربي نموذج نسائي آخر للنجاح كمأذونة.. فتاة قروية تسكن قرية الماى بمحافظة المنوفية تعمل مأذونا شرعيا بالقرية حاصلة على ليسانس الحقوق في جامعة المنوفية ونالت درجة الماجستير وامتهنت مهنة المحاماة لفتره من الزمن.

 

أصبحت إيناس أول مأذونة تزوج الشباب، كما تقوم أيضا بمهمة الطلاق للأزواج الذين وصلت بهم الحياة إلى مفترق طرق فكان أبغض الحلال. تقول أول مأذونة بالمنوفية: «الصدفة لعبت دورا كبيرا فى عملي كمأذونة.. عملت في مقتبل حياتي بمهنة المحاماة بعد التخرج من حقوق جامعة المنوفية وأثناء تواجدي بمحكمة شبين الكوم لاحظت إعلانا بطلب مأذون شرعي بقرية الماى معلق بالمحكمة فتقدمت على الفور».

 

وتروي: «استوفت أوراقي وكان معي 14 آخرين من الذكور وفتاة أخرى إلا أنها حصلت على تلك الوظيفة وساعدها حصولها على درجة الماجستير ما ذكاها عن المتقدمين بالإعلان كما قام 20 رجلا من أبناء قريتها بتذكيتها كأحد شروط قبولها كمأذونة».

 

 

وتحكي إيناس: «صدر قرار عملي كمأذونة رسميا في 30 أكتوبر 2016 واستلمت عملي فعليا في أول نوفمبر من العام نفسه، وحصلت على جميع الأدوات والعهدة الخاصة بي من رئيس القلم الشرعي بمحكمة شبين الكوم، ومنها دفاتر الزواج والطلاق والتصادق للمتزوجين تحت السن ودفتر الرجعة لعودة الأزواج المطلقين مرة أخرى لحياتهم الزوجية بعد انتهاء شهور العدة».

 

وتضيف: «وجدت دعما غير مسبوق من أبناء قريتي أثلج صدري بعبارات إيجابية منها إحنا متشرفين بيك.. إنتي نموذج رائع للفتاة غير التقليدية وألمس ذلك فى عيون وتعبيرات الأهالي، خاصة في الأفراح وكأني أنا العروسة إلا أن هناك على الجانب الآخر من انتابتهم مشاعر الدهشة والذهول لكونهم لم يعتادوا على أن المأذونة فتاة ولست رجلا إلا أني سرعان ما أتدارك جميع تلك المشاعر والحمدلله أثبت جدارتي وكفاءتي في عملي بشهادة الجميع».

 

وتختتم مأذونة المنوفية حديثها بالقول إنها كانت شاهدة عيان على كثير من المواقف المتنافضة مرت عليها من خلال طبيعة مهنتها فمواقف الفرحة عند الانتهاء من عقد القران وإعلان حالة الفرحة والسعادة وإطلاق أهل العروسين للزغاريد تعد من المواقف المبهجة وعلى النقيض من ذلك مواقف الطلاق رغم قسوتها إلا أنها أحيانا تكون حلول عملية لإنهاء مشكلات متراكمة بين شريكين استحالت العشره بينهما».