حكايات الحوادث| تضحية أم.. اختارت الموت لتهب طفلها الحياة

أرشيفية
أرشيفية

ماتت وهي تبكي، لقد كانت أشبه بالمسابقة من الآلام، واختارت الموت لتهب طفلها الحياة، فالموت الذي ينتظرها هو الحياة بالنسبة لها  بكل معانيها.

كانت أم عادية مثل كل الأمهات، عرفت الحب الذي انتهى بالزواج، وكانت تتفانى في عملها بإحدى المحال التجارية، تساعد الجميع، وتعشق الزهور، ولا يعرف اليأس طريقا إلى قلبها أبدا.

اقرأ أيضا|تجديد حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات

البداية عندما نقل الأطباء إليها الخبر الحزين، بعد مرور بضعة أشهر من حملها، الذي كانت تعد الأيام لاستقبال مولودها، لم يكتف الأطباء من تحذيرها بأنه يتوجب عليها إجهاض الجنين، حيث مرض السرطان اللعين انتشر في صدرها، ويجب أن تضحي بالجنين لإنقاذ حياتها. 

إلا أنها رفضت عملية الإجهاض، قائلة: طفلي يجب أن يعيش، وأنا لن استمر في الحياة بدون طفلي، واتخذت قرارا شجاعا، والذي أثار ردود فعل عنيفة في كافة المجتمع الإيطالي، السياسي، والاجتماعي، وانقسموا إلى فريقين، البعض يرى أن الأم امرأة عظيمة مليئة بالإيمان، والبعض الآخر  يقول بأنها أم مجنونة، ولكن أحدا لم يحاول كشف السر الذي دفعها لاتخاذ هذا القرار المصيري.

اشتدت آلامها، بسبب هذا المرض اللعين، الذي أصاب صدرها واستقر في  إحدى فقرات عموده الفقري، وأخفت آلامها عن زوجها، وطلب منها الأطباء الاختيار الصعب، إما حياتك، أو حياة الجنين.

لم تتردد الأم لحظة، وتوجهت إلى المستشفى،  وقالت للأطباء، أموت أنا لكي يعيش طفلي، وسأتحدى الموت حتى يتم الجنين الشهر السابع، ورزقت بطفل جميل، راحت تتأمله بدموعها، وضمته إلى صدرها تمطره بالقبلات، والدموع تملأ عينيها، ثم جاءت النهاية، وهي تبكي بعد أن حققت أمنيتها الأخيرة، وهي أن ترى طفلها الذي ماتت من أجله قبل رحيلها.