الصحافة فى خطر.. خطة للإصلاح: «روشتة» لإنقاذ الصحف المصرية

الصحافة فى خطر.. خطة للإصلاح: «روشتة» لإنقاذ الصحف المصرية
الصحافة فى خطر.. خطة للإصلاح: «روشتة» لإنقاذ الصحف المصرية

صدر‭ ‬مؤخرًا‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬المصرية‭ ‬للكتاب،‭ ‬كتاب‭ ‬االصحافة‭ ‬فى‭ ‬خطر‭.. ‬خطة‭ ‬للاصلاحب‭ ‬للكاتب‭ ‬الصحفى‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬حسن‭ ‬البنا،‭ ‬ويعد‭ ‬الكتاب‭ ‬محاولة‭ ‬جادة،‭ ‬لكشف‭ ‬أسباب‭ ‬الخلل‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬أية‭ ‬مؤسسة‭ ‬صحفية‭ ‬قومية،‭ ‬ويقدم‭ ‬اقتراحات‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬المساهمة‭ ‬فى‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬أداء‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭. ‬

حاول‭ ‬الكاتب‭ ‬المزج‭ ‬بين‭ ‬علمَي؛‭ ‬الصحافة‭ ‬والإدارة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬إدارية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬الانضباط‭ ‬والتصحيح‭ ‬والمراجعة‭ ‬للعمل‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬القومية،‭ ‬وفقًا‭ ‬لمعايير‭ ‬ومبادئ‭ ‬الحوكمة،‭ ‬مع‭ ‬الاستفادة‭ ‬بمبادئ‭ ‬الإدارة‭ ‬الحديثة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬المشكلات‭ ‬المجتمعية‭ ‬المزمنة،‭ ‬وتحسين‭ ‬أداء‭ ‬المؤسسات‭ ‬القومية‭ ‬التى‭ ‬يملكها‭ ‬الشعب،‭ ‬إذ‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬سيعود‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬بالفائدة،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬أداء‭ ‬الصحافة‭ ‬القومية‭ ‬لدورها‭ ‬ووظائفها،‭ ‬فى‭ ‬خدمة‭ ‬المواطن‭ ‬والمجتمع‭ ‬والدولة‭ ‬المصرية‭.‬

يتعامل‭ ‬الكاتب‭ ‬مع‭ ‬مشكلات‭ ‬الصحافة‭ ‬بشكل‭ ‬جاد‭ ‬إذ‭ ‬يحاول‭ ‬تناول‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬التى‭ ‬أدت‭ ‬لمشاكلها‭ ‬الحالية،‭ ‬فهو‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬الصحف‭ ‬القومية‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬أرباحاً،‭ ‬وتضطر‭ ‬الدولة‭ ‬لتعويض‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الخزانة‭ ‬العامة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التعويض‭ ‬ليس‭ ‬هبة‭ ‬لكنه‭ ‬اواجبب‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬وذلك‭ ‬للدافع‭ ‬القومى‭ ‬والوطني،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬تخدم‭ ‬الدولة،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفال‭ ‬الدور‭ ‬الخطير‭ ‬الذى‭ ‬تلعبه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬بوجه‭ ‬عام،‭ ‬والقومية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬ثقافة‭ ‬المواطن‭ ‬المصري،‭ ‬ومده‭ ‬بالمعلومات‭ ‬التى‭ ‬يترقبها،‭ ‬وهو‭ ‬يحذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أى‭ ‬خلل‭ ‬سيصيب‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬سينعكس‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الدور،‭ ‬والذى‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬سيؤدى‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬مستوى‭ ‬المنتج،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انصراف‭ ‬القارئ‭ ‬عنها،‭ ‬مما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬انعكاسات‭ ‬سلبية‭.‬

يحلل‭ ‬الكاتب‭ ‬أسباب‭ ‬تأثر‭ ‬إيرادات‭ ‬المؤسسات‭ ‬القومية،‭ ‬فقدقدم‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬ظهرت‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬۲۰۱۱،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬للكساد‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ولضعف‭ ‬منظومة‭ ‬الإعلانات‭ ‬بالصحف،‭ ‬وكذلك‭ ‬بسبب‭ ‬المنافسة‭ ‬الشديدة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الصحف‭ ‬الخاصة‭ ‬والتى‭ ‬تقدم‭ ‬آراء‭ ‬مختلفة‭ ‬وتناقش‭ ‬قضايا‭ ‬لا‭ ‬تناقشها‭ ‬الصحف‭ ‬القومية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬القومية،‭ ‬فى‭ ‬عمليات‭ ‬بيع‭ ‬الأراضى‭ ‬وأشياء‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬الخبرة‭ ‬الكافية‭ ‬فيها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬شركات‭ ‬استثمارية،‭ ‬وضعف‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتدريب‭ ‬أو‭ ‬تنمية‭ ‬مهارات‭ ‬العاملين‭ ‬بتلك‭ ‬المؤسسات‭.‬

يرى‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬الأوضاع‭ ‬السيئة‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬القومية‭ ‬والعاملين‭ ‬بها‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الوضع،‭ ‬إذ‭ ‬تجاوزت‭ ‬ديون‭ ‬المؤسسات‭ ‬حاجز‭ ‬المليار‭ ‬جنيه،‭ ‬وكذلك‭ ‬حدث‭ ‬تضخم‭ ‬شديد‭ ‬فى‭ ‬حجم‭ ‬العمالة،‭ ‬والتى‭ ‬هى‭ ‬بمثابة‭ ‬بطالة‭ ‬مقنعة،‭ ‬لذلك‭ ‬قدم‭ ‬عدة‭ ‬مشاكل‭ ‬يجب‭ ‬حلها‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبل‭ ‬ومنها؛‭ ‬أن‭ ‬مشكلات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬القومية‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬التقليدية‭ ‬للمؤسسات،‭ ‬والبعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭ ‬العلمية،‭ ‬كذلك‭ ‬وجود‭ ‬فائض‭ ‬فى‭ ‬العمالة‭ ‬وانخفاض‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬بالسلب‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬العمل،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬تلك‭ ‬العمالة‭ ‬غير‭ ‬مؤهلة‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمنظومة‭ ‬التدريب‭ ‬والتطوير‭ ‬المستمر،‭ ‬كذلك‭ ‬تراكم‭ ‬الديون‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬سداد‭ ‬التأمينات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للعاملين‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة،‭ ‬وعدم‭ ‬قيام‭ ‬المؤسسات‭ ‬بدورها‭ ‬القومى‭ ‬المهنى‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحكومة،‭ ‬وقصور‭ ‬القوانين‭ ‬المنظمة‭ ‬للصحافة‭ ‬عن‭ ‬المتغيرات‭ ‬البيئية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬الإبداع‭ ‬لتحويل‭ ‬الصحف‭ ‬القومية‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسات‭ ‬إعلامية‭ ‬متكاملة‭ ‬تقدم‭ ‬مختلف‭ ‬الخدمات‭ ‬للقاريء‭.‬

يتطرق‭ ‬البنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخسائر‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬اليوم،‭ ‬بل‭ ‬نتيجة‭ ‬تراكمات‭ ‬الماضى‭ ‬وربما‭ ‬ظهرت‭ ‬منذ‭ ‬تأميم‭ ‬الصحافة‭ ‬عام‭ ‬١٩٦٠‭ ‬مرورًا‭ ‬بحقبتى‭ ‬الثمانينيات‭ ‬والتسعنينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وهى‭ ‬مشاكل‭ ‬يتحملها‭ ‬القيادات‭ ‬التى‭ ‬تولت‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تلك‭ ‬السنوات،‭ ‬وبالتالى‭ ‬فهو‭ ‬يرفض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تحميل‭ ‬القيادات‭ ‬التى‭ ‬تولت‭ ‬المؤسسات‭ ‬القومية‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الأخيرة‭ ‬وحدها‭ ‬مسئولية‭ ‬هذه‭ ‬الخسائر،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬أخطاء‭ ‬إدارية‭ ‬ومهنية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الخسائر‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬المؤسسات‭ ‬مجال‭ ‬تأسيس‭ ‬شركات‭ ‬استثمارية،‭ ‬وكذا‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬إصدارات‭ ‬صحفية‭ ‬دون‭ ‬دراسة‭ ‬جدواها‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والتوسع‭ ‬فى‭ ‬التعيينات‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬مدى‭ ‬الحاجة‭ ‬لها،‭ ‬أو‭ ‬مدى‭ ‬كفاءتها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬حديثة‭ ‬كالقنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬وصحافة‭ ‬المواطن‭ ‬والصحافة‭ ‬الإليكترونية،‭ ‬وهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تأخر‭ ‬المؤسسات‭ ‬القومية‭ ‬عن‭ ‬المنافسة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬التى‭ ‬يملكها‭ ‬رجال‭ ‬أعمال‭ ‬ينفقون‭ ‬عليها‭ ‬ويعينون‭ ‬فيها‭ ‬كفاءات‭ ‬صحفية‭ ‬وإعلامية‭ ‬بارزة‭ ‬بأجور‭ ‬عالية‭ ‬تفوق‭ ‬ما‭ ‬يتقاضاه‭ ‬أقرانهم‭ ‬فى‭ ‬المؤسسات‭ ‬القومية،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬ملاك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والقنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬أهدافهم‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬دعمها،‭ ‬وشغفهم‭ ‬للتقرب‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬وتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬اللازمة‭ ‬لهذا‭ ‬التقرب‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المؤسسات‭ ‬القومية‭ ‬التى‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬خصخصتها‭ ‬وشرائها‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬لمؤسسات‭ ‬عريقة‭ ‬كالأهرام‭ ‬أو‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم‭ ‬ودار‭ ‬الهلال‭.‬

وقد‭ ‬خلصت‭ ‬الدراسة‭ ‬المقدمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬القومية‭ ‬تدار‭ ‬معظمها‭ ‬بمركزية‭ ‬شديدة‭ ‬نظرًا‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬كفاءات‭ ‬بشرية‭ ‬ومادية‭ ‬وإدارية‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬الإدارة،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬بفردية‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعمل‭ .‬

وقد‭ ‬رأى‭ ‬البعض‭ ‬أيضًا‭ ‬خلال‭ ‬الدراسة‭ ‬عدم‭ ‬صلاحية‭ ‬تطبيق‭ ‬الحوكمة‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬القومية‭ ‬حيث‭ ‬أنها‭ ‬تحتاج‭ ‬لبعض‭ ‬الموائمات‭ ‬السياسية،‭ ‬والتى‭ ‬تصلح‭ ‬للشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المواءمات،‭ ‬وقد‭ ‬ذهب‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إذ‭ ‬يرون‭ ‬بأن‭ ‬الحوكمة‭ ‬هى‭ ‬نتاج‭ ‬حضارات‭ ‬وثقافات‭ ‬غربية‭ ‬يصعب‭ ‬تطبيقها‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬إدارية‭ ‬ضخمة،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تبنى‭ ‬ثقافة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬المجاملات‭ ‬وقد‭ ‬أشارت‭ ‬الآراء‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الكفاءة‭ ‬بشقيها‭ ‬الإدارى‭ ‬والمالى‭ ‬والفني،‭ ‬وتظهر‭ ‬فى‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬القومية‭ ‬على‭ ‬منافسة‭ ‬الصحف‭ ‬الخاصة‭ ‬وأن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬للقارى‭ ‬وتقديم‭ ‬الجرعة‭ ‬الصحفية‭ ‬المطلوبة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬المصداقية‭ ‬فى‭ ‬المحتوى‭ ‬الصحفى‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬المجتمع‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬اتجهت‭ ‬تلك‭ ‬الآراء‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تحقيق‭ ‬الكفاءة‭ ‬المالية‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬القصور‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬بالكامل،‭ ‬كما‭ ‬اتجه‭ ‬البعض‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تحقيق‭ ‬الكفاءة‭ ‬الفنية‭ ‬والمتمثلة‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الصحفى‭ ‬نابهًا‭ ‬ومبدعًا‭ ‬وقادرًا‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬كافة‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭ ‬له،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬مالكًا‭ ‬لكافة‭ ‬أدوات‭ ‬المهنة‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬عمله‭ ‬وتخصصه

يقدم‭ ‬الباحث‭ ‬عددًأ‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬التى‭ ‬يراها‭ ‬مهمة‭ ‬لتحسين‭ ‬كفاءة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬القومية‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الصحف‭ ‬القومية،‭ ‬بطريقة‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومالية‭ ‬وإدارية‭ ‬سليمة،‭ ‬وكذا‭ ‬إدارة‭ ‬أصول‭ ‬المؤسسات‭ ‬بكفاءة‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومالية،‭ ‬بجانب‭ ‬وضع‭ ‬آليات‭ ‬تنفيذ‭ ‬مبادئ‭ ‬الحوكمة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معايير‭ ‬موضوعية،‭ ‬يتصف‭ ‬منفذها‭ ‬بالحيادية‭ ‬والموضوعية‭ ‬والنزاهة‭ ‬لإعلاء‭ ‬شأن‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬ورئيس‭ ‬التحرير‭.‬

الأمر‭ ‬الثانى‭ ‬هو‭ ‬إعلاء‭ ‬قيم‭ ‬الكفاءة‭ ‬المهنية‭ ‬والخبرة‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬القيادات،‭ ‬وإخلاص‭ ‬النية‭ ‬وإعلاء‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬فوق‭ ‬أية‭ ‬اعتبارات‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية،‭ ‬لتكون‭ ‬القرارات‭ ‬صائبة،‭ ‬بجانب‭ ‬تأهيل‭ ‬القيادات‭ ‬الصحفية‭ ‬بالتفكير‭ ‬الإبداعى‭ ‬وإفساح‭ ‬المجال‭ ‬أمامها‭ ‬بتشجيع‭ ‬الابتكار‭ ‬والإبداع‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الصحفى‭ ‬والتجاري،‭ ‬وتحقيق‭ ‬منظومة‭ ‬التدريب‭ ‬والتطوير‭ ‬المستمر‭ ‬للعاملين‭ ‬بمختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬كشرط‭ ‬للترقى‭ ‬القيادات‭ ‬بشفافية‭ ‬وعدالة‭ ‬وتولى‭ ‬المناصب‭ ‬وصرف‭ ‬الحوافز‭ ‬والعلاوات،‭ ‬ووضع‭ ‬معايير‭ ‬اختيار‭ ‬تفعيل‭ ‬الدور‭ ‬الرقابى‭ ‬لكافة‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرقابية‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬الصحف‭ ‬القومية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجوانب‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬والفنية،‭ ‬وتوحيدها‭ ‬وتحقيق‭ ‬المتابعة‭ ‬المستمرة‭ ‬وتصحيح‭ ‬الأخطاء‭ ‬أولا‭ ‬بأول‭.‬

الأمر‭ ‬الثالث‭ ‬هو‭ ‬استخدام‭ ‬أساليب‭ ‬الإدارة‭ ‬الحديثة‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬تنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬إدارات‭ ‬شئون‭ ‬العاملين،‭ ‬وترشيد‭ ‬العمالة‭ ‬وإعادة‭ ‬توظيفها‭ ‬بشكل‭ ‬إنتاجي،‭ ‬وكذلك‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬وضوابط‭ ‬للتعيينات‭ ‬والترقيات،‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التعيين‭ ‬لتجديد‭ ‬الدماء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التفريط‭ ‬فى‭ ‬الخبرات‭ ‬النادرة‭ ‬والتى‭ ‬يصعب‭ ‬تعويضها‭.‬

الأمر‭ ‬الرابع‭ ‬الذى‭ ‬يطالب‭ ‬به‭ ‬الباحث‭ ‬هو‭ ‬تغيير‭ ‬مفاهيم‭ ‬العمل‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬ليكون‭ ‬الإنتاج‭ ‬هو‭ ‬فيصلها،‭ ‬وأن‭ ‬يرتبط‭ ‬صرف‭ ‬المرتبات‭ ‬والحوافز‭ ‬بالإنتاج‭.‬