احتضار الحب

سارة شوقي
سارة شوقي

بقلم: سارة شوقي

تقول الأسطورة عندما خلق الله البشر جعل منهم الذكر والأنثى وحين قسمت الأرواح اصبح كل منا يحمل نصف روح مكملة للأخر في مكان ما، ويقال حين نجد أنصافنا يدق باب القلب ويبدأ الحب بالتوغل والسيطرة على كل خلايا الجسد فنجد فيه السعادة والألم الراحة والمشقة نجد فيه الونس والأنس ونستائل حينها كيف مرت سنوات العمر ؟! 

ولكنه مكتوب مقدر لكل إنسان في زمان ومكان لا يعلمهم إلا الله وربما هذا ما يسمى ( نصيبي وقسمتي من الحياة ) 

منذ بداية البشرية كان الحب الزوجي هو قانون الإنسانية الاول منذ لحظه نزول ادم وحواء الارض وتحول البشري إلى إنساني بروح ربانية عليا.

وكما قال الله تعالي في القرآن الكريم :

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً }

كانت بداية لنشوء أول قصة حب بين رجل وامرأة الذي لو لا هذا الحب لما استمرت الحياة على الأرض فلم يكن في استطاعه ادم وحواء ان يتحدى أو أن يشعر كل منهم بوجود الأخر بدون الحب .

ثم توالت الأزمنة والحضارات عن ما يسمى الحب.

وكان للحضارة المصرية مثال حي عن كيفية وأهمية الحفاظ على بناء الأسرة الذي كان واجب من واجبات جميع أفراد الأسرة، ومثال على تعظيم واهمية واحترام المرأة. 

وكانت هذه بعض تعليمات الحكيم المصري "بتاح حتب" للزوج في معاملته لزوجته، (إذا كنت زوجاً ف اسس لنفسك بيتًا واتخذ لنفسك زوجة تكون سيدة قلبك اشبع جوفها واستر ظهرها قدم لها العطور والهدايا وادخل البهجة على قلبها ما دمت حيًا، فالزوجة هي الحقل المثمر لزوجها، لا تشكوها ولا تستخدم معها القسوة والعنف، ولا ترغمها على البقاء في البيت بالقوة وارفق بها حين تبكي، واذا اردت الحكمة فحب شريكة حياتك اعتن بها ترع بيتك قربها من قلبك فقد جعلها الله تؤامًا لروحك، ذودها بكسوتها ووسائل زينتها وزهورها وعطرها المفضل كل ذلك ينعكس على بيتك ويعطر حياتك ويضيئها انت المسؤل عنها امام الله الذي اقسمت ان تكون لها أخًا وأبًا وشريكًا لحياتها).

وقد تظهر هذه الكلمات صورة مصغرة عن ما كان يتمتع به أجدادنا من تطور فكري ووعي عالي الذي كان بلا شك أحد مُسبِبات التميز والتطور الذي أُسِّست منه هذه الحقبة العظيمة من تقدم وتفوق فاق كل المجالات، واتعجب حين ارى ان العالم مازال يتسأل عن كيفية بناء الأهرامات !! 

فإن اقرب ما يكون لي فالحب اتحاد وشفاء وبالحب يحل الانسجام والنظام في الجسد والروح، وما الصحة إلا حالة انسجام تام في الجسد، وهو اتحاد للأرواح وتفاهم للعقول والفه وسكينة للأجساد إنه الونس الروحي الذي يجعلنا نتجرد عن كل ما يربطنا بهذا العالم السطحي ونهيم في ملكوت الله وعالمه مبتعدين عن وسوسة الشياطين وضوضاء العالم.

درجة من درجات الوعي تجعلنا قادرين على امتلاك ومعرفة كل أسرار الكون، واذا علمت ان الحب شفاء فتأكد انها الحقيقة واذا كان الحب لا يشفي أحدًا إلى الان ف لأننا لم نتعلم بعد كيف نحب، حبًا أبعد ان يكون كلاميًا شهوانيًا، حب خالص من الملذات المادية والتباهي والتهاني أو ان يمر قطار العمر.

حب من أجل الحب و زواج من أجل الزواج.

وبكل الأسى استطاعت السنين تغير كل المفاهيم فقد تحول السكن إلى ساحة قتال وتحول الزواج إلى مشروع استثماري المال مقابل الجسد وتبدل العروسين الى وحشين يريد كل منهما التخلص من الأخر .
ولكن من المتسبب الإنسان ام السنين ؟ 

وتزايدت نسب الطلاق والعنف والقتل وحالات الإدمان حول العالم وما زلنا نتسأل من المتهم؟ 

ربما هي الموروثات أو الأجداد أو شيوخ الدين أو الأهالي وأخيرًا الزوجين أو ربما السطحية في فهم معنى الزواج المحدودية في فهم الغاية من الزواج ولماذا نتزوج ؟

ولا اقصد المحدودية هنا بمعنى الجهل أو عدم المعرفة ولكنها حالة من اللاوعي العامة الذي نتج عنها فقدان للذوات، فكيف لمتشرد ان يصف لك معنى الأمان ودفء المنزل، كالأعمى لا يرى ولكنك تصف له جمال الطبيعة وتنتظر منه ان يعبر لك عن إعجابه بها فهو ليس بفاقد ولكنه لا يمتلك القدرة، نومنا مغناطيسيًا لسنوات لنستيقظ على صراع، صراع الطبقات والتعليم وتحقيق الأحلام والطموحات والركض خلف المال والشهرة والمناصب إلى ان فقد كل منا ذاته فصعب علينا التواصل لنصبح دائمًا في حالة من اللامبالاة والتبلد وانعدام الأخلاق والرحمة.

ولم ينسى الشيطان وعيده لابن ادم ولكن النصر قريب.

وفي النهاية إذا اردت الوصول إلى الحل ف الحل والحب بداخلك .