حكايات الحوادث| مأساة عروس.. زوجي اختفى ليلة الزفاف

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بدموع منهمرة، وصوت متحشرج وقفت الزوجة أمام هيئة محكمة الأحوال الشخصية تقول: ماذا يمكن أن يقال عن زوجة اختفى زوجها في ليلة الزفاف، والذي مر عليه أكثر من ١٠ سنوات، وتناولت الألسنة سيرتي وأنتم تعلمون الباقي.

وبعين زائغة مغرورقة بالدموع تستطرد قائلة: ١٠ سنوات يا سيادة القاضي وأنا أعاني من هجره لي، وأنا في عنفوان شبابي وأخشى على نفسي من الفتنة.

اقرأ أيضا|إحباط ترويج أطنان أغذية وأعلاف حيوانية غير صالحة للاستهلاك بالمحافظات

وأخذت الزوجة العروس تحكي مأساتها وتكمل، لقد هجرني زوجي بعد الزواج مباشرة بسبب تافه، لأنه في ليلة الزفاف وجد خطابا أرسله لي ابن خالتي من خلال هاتفي المحمول، حيث يعمل بإحدى الدول العربية، ليطمئن علي وبالرغم من أن الخطاب لا يوجد به أي كلمات عاطفية، سوى إن ابن خالتي بدلا من أن يناديني باسمي في البداية لكنه خاطبني باسم الدلع، اشتاط زوجي غيظا، وحاولت أن أوضح له بأنني وابن خالتي تربينا معا منذ صغرنا، ويعاملني كشقيقته، وأن هذا الخطاب كان قد أرسله منذ عام، إلا أن زوجي وجه إلي اتهامات لا وجود لها إلا في خياله، حاولت مرارا وتكرارا أن أوضح له بأنه زوجي، ولا احب أحد سواه، وألا يتركني فريسة للألسنة، وماذا يمكن أن يقال عن عروس اختفى زوجها في ليلة الزفاف.

لكن دون جدوى، ترك عش الزوجية، وعلم أفراد الأسرة بهجره لي، وبالفعل وقعت فريسة، وأخذ الجميع يتناول سيرتي، بحثت عنه في كل مكان، حيث أختفى أيضا عن منزل والديه، ومرت فترة طويلة كنت أموت في اليوم ألف مرة، ونظرات الاستعطاف، والاتهامات تخترق جسدي كجمرات موقدة، إلى أن عثرت عليه، وتوجهت إليه مرة أخرى، لإقناعه بأن ما يفكر فيه مجرد أوهام، وإنني أحببته وحده، وإلا لما تزوجته، وباءت كل محاولاتي معه بالفشل، واشتد النقاش فيما بيننا، إلا أنه أخذ يلصق بي الاتهامات، واعتدى علي بالضرب، وطردني من شقتي.

وبابتسامة حزينة تضيف الزوجة العروس قائلة: لقد أرسل ابن خالتي هدية له، بمناسبة زفافنا، ويطلب مني  أن يتحدث مع زوجي، ويلح في طلبه،  وهو لا يعلم بأنه هجرني.

وبعد السماع لأقوال الشهود التي جاءت مؤكدة لكلام الزوجة، قضت المحكمة برئاسة المستشار أحمد محمد عبد اللطيف، وأمانة سر، محمد السيد،  بتطليق الزوجة العروس طلقة واحدة بائنة، للضرر، وجاءت حيثيات الحكم بأن الضرر هنا يقع على الزوجة، وهو ضرر من نوع خاص، وتغيب الزوج عنها لفترة طويلة دون عذر مقبول، فلا أنه عاد إليها، أو طلقها، لتتخذ لها زوجا آخر، وبقاء الزوجة على هذا الحال مدة طويلة أمر محال حتى وإن ترك الزوج لها ماتعيش منه، إلا أنها استطاعت أن تحافظ على عفتها، وشرفها.