إنهــا مصـــــــر

أحلام الشياطين!

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

(1)
 أدركت إسرائيل بعد سنوات طويلة على الحرب، أن مصر هى رمانة ميزان السلام، وأن جيشها هو الدرع الواقية التى تصون الأمن والاستقرار فى المنطقة، وأنها الدولة الوحيدة القادرة على مساعدة إسرائيل والفلسطينيين فى التفاوض والحوار، بما تمتلكه من علاقات طيبة بمختلف الأطراف.
لم تتغير المعادلة إلا فى عام حكم الإخوان، عندما تحالفت أحلام الشياطين لإضعاف دور مصر ومكانتها، وحاولت بعض القوى الإقليمية أن ترمى مصر بالطوب والحجارة، بوهم أنه يمكن أن تنال من قدرها وقدرتها، وأن تنتزع عوامل قوتها ودورها المحورى الكبير الذى تلعبه فى المنطقة، ولكن هذه الدول أدركت أن مصر ستظل دوماً مدافعة عن القضايا القومية العربية وفى صدارتها قضية فلسطين.
(2)
لم يكن ممكناً أن تبنى أو تعمِّر أو تنطلق إلى المستقبل بدون ثورة يونيو العظيمة، وبينما تنهش جسد الوطن ذئاب دموية لا يعنيها إلا الجلوس على مقعد السلطة، ولو كان ذلك على جثث الأبرياء.
جماعة لا تسعد إلا بالكوارث والنكبات، ففى استحكام حلقاتها فرج لهم، فى اشتعال الحرائق تدفئة لمؤامراتهم، ومنذ نشأتهم كانوا شوكة فى الظهر، فهم يتطلعون لوطن غير وطنهم، ولا يريدون حكماً إلا حكمهم، ولا يتورعون عن استخدام أية وسيلة تحقق أطماعهم.
ذاكرة الوطن لا تنسى، وإن كانت ذاكرة المواطنين تركن إلى النسيان.
(3)
كان خطر الإخوان مخيفاً، عندما حاولوا تمزيق النسيج الوطنى، المتمثل فى التسامح والمحبة والعيش الآمن، بين مختلف الثقافات والأجناس والبشر، فمصر تحتوى المسلم والمسيحى واليهودى، والسورى والعراقى والسودانى، والبيض والسود، وكانت نهاية الإخوان عندما عمدوا إلي  الإقصاء والإبعاد، ووضعوا أنفسهم فوق الجميع.
لم يفهم الإخوان أن عظمة مصر تكمن فى التعايش السلمى بين مكونات شعبها، وسعوا إلى التفرقة والقسمة والصراع، واستحضار تجارب الصراعات الدينية فى البلدان المجاورة، وأرادوا توريط شباب الوطن فى مستنقع الحروب.
(4)
الأديان جاءت لإسعاد البشر، وتفجر فيهم طاقات الحياة والمحبة والسلام، ويدخل المجتمع دائرة غيبوبة الوعى، إذا طفا على سطحه من يوظفون الأديان فى الشر وكم عانينا من هذا الأمر!
مجرم من يقنع شاباً بأن حزام الديناميت الذى يفجره فى الأبرياء، هو إكليل زهور فى الآخرة، ويوظف فقر الغلابة ليصبح ثروات تملأ كرشه ويركب أفخر السيارات، ثم يدفع أولاد الغلابة إلى سوء المصير.