إنها مصر

مصر المستقبل

كرم جبر
كرم جبر

عندما خرج الشعب المصرى بكل طوائفه فى 30 يونيو، ليخلص مصر من بين أنياب وأظافر الجماعة الإرهابية، لم يكن الهدف هو «فقط» طرد جماعة شاردة أرادت التنكيل بالبلاد.
ولكن التطلع إلى المستقبل ومواجهة الأزمات والتحديات واستعادة الدولة القوية المتعافية، التى لا تمد يدها لشقيق أو صديق ولا يشمت فيها الأعداء، وأن نسترجع الأمجاد التى حاولوا وأدها.
وكان الناس يبحثون عن المنقذ والقائد الذى يستعيد مصر ويمضى بها إلى المستقبل، وشاءت الأقدار أن يتصدى للمهمة الشاقة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى قال فى إحدى خطبه أنه وهو شاب كان يمر فى الشوارع والأماكن، ويقول «لو ربنا مكننى هخلى مصر أحسن بلد فى الدنيا».
واتحدت إرادة المصريين والرئيس على هدف واحد «استعادة مصر» التى خرجت من أحداث 25 يناير مسخنة بالجراح ومكبلة بالمشاكل والأزمات.
كنا ننام فى أحضان الحزن ونستيقظ على أصوات الرصاص والمتفجرات، وتحكم فى مصائرنا فئة عنيفة، لا تحكم بدستور أو قانون، ولا تعرف إلا الخروج عن مقومات الدولة الحديثة، جماعة لا تعنيها مصر ولا شعبها ورئيسها المعزول يقول «ايه يعنى لما يموتوا شوية عشان الباقى يعيش»، جماعة تعلو بالوقوف فوق الأنقاض والدماء والأشلاء وليس بنشر الخير والنماء.
جماعة أرادت أن تمحو الهوية والسمات الأساسية للمصريين، وتستبدل سماحتها بالغلظة والتجهم، وتستبدل علمها ونشيدها وتفرط فى ترابها الوطنى.
جماعة خلقت الأزمات تلو الأزمات، ليظل الشعب مطحوناً ولا يرفع رأسه، من ظلام الكهرباء حتى طوابير الخبز وضحايا أنبوبة البوتاجاز ورغيف العيش وشغف الحياة وضيق الرزق، ولو استمرت، كان من المستحيل أن توفر رغيف خبز لشعب يتناول أكثر من 100 مليون رغيف فى طعام الإفطار فقط.
لم يكن الخروج العظيم فى 30 يونيو لخلع أهل الشر «فقط»، وإنما لاستعادة دولة التاريخ والحضارة والسماحة والوسطية والاعتدال.
دولة التعايش السلمى لجميع الفئات واحتواء الديانات والحضارات، وخلق منظومة هادئة من السمات والعادات والتقاليد، تنعكس سماتها على الشعب المصرى وتجعلنا نفخر بعبارة «أنا مصرى».
لم يكن الخروج العظيم فى 30 يونيو لخلع جماعة الشر «فقط»، وإنما لتفويض الرئيس بأن يبنى الدولة الحديثة القادرة، استلهاماً من روح 30 يونيو، التى لخصها الرئيس فى جملة يرددها دائماً «تحيا مصر».
و»تحيا مصر» بالبناء وليس الهدم، بالأمل وليس اليأس بالقوة وليس الضعف، بالذهاب إلى المستقبل وبناء مصر الجديدة التى بدأ الطريق إليها من الخروج العظيم فى 30 يونيو.
مصر الجديدة التى تحقق توازناً رائعاً بين التنمية الاقتصادية والتنمية الإنسانية، فالإنجازات بلا إنسان يحميها ويصونها تضيع سدى، والإنسان بدون حياة كريمة يبتلعه اليأس.
مصر الجديدة التى تجعلنا جميعاً نفخر بمقولة «أنا مصرى .. كريم العنصرين».