حكايات الحوادث| المجني عليه حمار!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مشهد تأباه النفس البشرية، وينبذه الضمير الإنساني، خاصة إذا كان الحيوان عاجزًا عن الدفاع عن نفسه، ولم يرتكب أي مخالفة تبرر الاعتداء عليه.

السطور التالية تروي مأساة حمار مجني عليه تعرض لقسوة تفوق الاعتداء على الإنسان.

اعتاد أحد الأشخاص إثارة المشاكل مع جاره، وكانت كل مشاجرة تنشب بينهما تنتهي دائما عند حد العتاب أو تبادل الشتائم، لكن في آخر مشاجرة تجاوز الجار حدوده وأراد الانتقام من جاره.

اقرأ أيضا| حكايات الحوادث| حكاية المعلمة الحسناء و٣ أعواد كبريت

حيث انتظر خروجه من منزله تاركا حماره أمام المنزل، بينما كان الحمار مشغولا في تناول طعامه، اقترب منه الجار وهو ثائرا، تنطلق الشتائم من فمه كأنها رصاصات قاتلة، ولم ينجح في استفزاز أهل البيت الذين اعتاد إثارة المشاكل معهم، استاط الجار غيظا، وبكل قسوة، وغلظة قام بقطع أذني الحمار بالسكين!

انفجرت الدماء تعطي الأرض، ووقف الحمار لا حول له ولا قوة، وكأنه يبد عليه الحزن، والهزال.

كتم  صاحب الحمار انفعالاته، وكظم غيظه، وتقدم بتحرير محضر يتهم فيه جاره جنائيا عما أصابه من أضرار مادية، وعما لحق حماره من آلام تعوقه عن تأدية عمله.

وأمام عصام عبد القوي رئيس محكمة جنح بلبيس، أيد الشهود أقوال صاحب الحمار المجني عليه، وتم إرفاق تقرير الطب البيطري بأوراق الدعوى بعد ثبوت إصابة الحمار، وقطع أذنيه.

قضت المحكمة بحبس الجار المتهم ٣ أشهر مع الشغل، وذكرت في حيثيات الحكم بأن الحيوانات لم تخلق لتنال من الظلم أشكالا وألوانا على يد الإنسان، والعدالة في كل صورها ليست مقصورة على بني الإنسان وحده، ولم تجد المحكمة ما يشاع لهذا المتهم من سلوكيات الرحمة إن الشفقة التي يتميز بها بني الإنسان، بل وجدت قسوة، وعلم بلغ مداه في إيلام الحمار المجني عليه، فأخذته المحكمة بالردع المناسب.