خبراء: 4 سيناريوهات متوقعة لجلسة مجلس الأمن بشأن قضية سد النهضة

د.طارق فهمى  السفيرة جيلان علام
د.طارق فهمى السفيرة جيلان علام

أزمة سد النهضة فى مجلس الأمن الخميس.. ما هى السيناريوهات المتوقعة وكيف سيتعامل المجلس مع تلك القضية وما هى القرارات الوارد صدورها؟.. «الأخبار» استطلعت اراء الخبراء والمتخصصين.

«حرب أو أزمة»

«مسألة حرجة تسبب صراعا أو حربا أو أزمة» بهذه الكلمات بدأت السفيرة جيلان علام مساعد وزير الخارجية الأسبق حديثها عن كافة السيناريوهات المتوقع مناقشتها فى الاجتماع القادم لمجلس الأمن بالأمم المتحدة ودور مصر فى اثبات موقفها أمام العالم .. وتؤكد أن استجابة مجلس الأمن لطلبى مصر و السودان الذى تقدما به منذ عام تقريبا للانعقاد بشكل عاجل وسريع بخصوص سد النهضة يعكس مدى جدية المجلس للانعقاد ليمنع وقوع أزمة أو حرب بين دول المفاوضات لأنها قضية شائكة تمس منطقة القرن الافريقى بل ومنطقة البحر الأحمر باكملها.

وتضيف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن العضو العربى المقيم لدى الأمم المتحدة هى تونس وأنها متفهمة تمام الفهم لموقفى مصر والسودان تجاه ملء السد ومايعود به لضرر تجاه الدولتين نتيجة مخالفة اثيوبيا لقواعد الملء.

وتقول السفيرة جيلان علام: إنه نتيجة الاتصالات المكثفة من قبل الخارجية المصرية خلال العام الماضى اى منذ أن تقدمت مصر بطلب رسمى لمجلس الامن بالانعقاد العاجل و الفورى ـ تقول ـ أن أحد السيناريوهات المتوقعة هو لفت انتباه المجلس لخطورة الموقف وما يترتب عليه من عواقب وخيمة لمصر وشعبها فى الوقت الذى لن يصدر فيه مجلس الأمن قرارا يمنع فيه اثيوبيا من ملء السد ولكن ما سيكون مطروحا هو توصية المجلس بالعودة للاتحاد الافريقى مرة أخرى واستكمال المفاوضات بما لا يعود بالضرر على أى دولة لأن مجلس الأمن لديه صلاحيات أقوى فى مجال قضايا المياه فى تقديم مثل هذه التوصيات أكثر من الاتحاد الافريقى .

السيناريو الثانى الذى توقعته السفيرة جيلان علام هو أن المجلس أثناء الانعقاد سيتبنى منظور يرتبط بضرورة مراعاة حقوق الانسان التى لا تتعلق بمأكل أو مسكن فقط بل بالمياه أيضا التى تعد شريان حياة رئيسيا وأساسيا لكل المخلوقات وخاصة فى مصر وذلك بعد أن صنفت بالدول الشحيحة فى الماء وأيضا تفعيل دور الهيئة المشتركة لكل الأنهار الدولية لادارة وتشغيل السدود والاشراف على العمليات المرتبطة بالمياه كإجراء الملء و التخزين .. فى حين أن السيناريو الثالث الذى تحدثت عنه مساعد وزير الخارجية الأسبق هو الزام اثيوبيا بكافة الاتفاقيات الخاصة بالحصص المخصصة لمصر من المياه والتى كانت طرفا فيها منذ عام 1902.. فى حين ان السيناريو الأخير و المتوقع التى اختتمت به السفيرة جيلان علام مساعد وزير الخارجية الأسبق هو تشكيل لجنة دولية من هيئة الأمم المتحده للاشراف على مدة سلامة سد النهضة الاثيوبى بعد أن يخضع لاختبار دولى ومدى تأثيره هندسيا وبيئيا على مصر والسودان.

حقوق مصر

يقول د.طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية أن مصر طرحت خلال الفترة الماضية العديد من الاقتراحات و الحلول و لكن جاء رد إثيوبيا ببدء الملء الثانى للسد مخيبا للأمال،و لذلك يجب ألا نتوقع أن تأتى جلسة مجلس الأمن القادمة بجديد لأن هناك نوعا من التواطؤ بداخله و التعنت تجاه موقف مصر فى هذه القضية خاصة من الصين و روسيا والولايات المتحدة.. ويضيف أن هذه المواقف كانت واضحة من البداية و بدأت فى التباطؤ باتخاذ قرار ضد إثيوبيا، ولكن الأهم خلال الجلسة القادمة لمصر أنه ستقوم بتسجيل موقفها أمام العالم.. و ؤكد أن هذه ما ستناقشه مصر خلال جلسة الأمن القادمة ستكون ضمن الباب السادس فى ميثاق الأمم المتحدة و الذى ينص على ضرورة إما اتخاذ آليات أو قرارات او تدابير سياسية أو أقتصادية وفقا للشكوى المقدمة اليه،و بالتالى المتوقع حدوثه نظريا أن يكون هناك إجراء إما بوقف البناء أو يتم تشكيل لجنة تحقيق دولية و لكن ذلك لن يتم لأن الجلسة ستكون أقرب إلى الجلسة الاستكشافية.

خطوة هامة

ويضيف د.محمد عبدالعزيز أستاذ العلوم السياسية أن لجوء مصر إلى مجلس الأمن هى خطوة إيجابية ولها أهداف على رأسها «تدويل « القضية أمام العالم بأكمله من أجل الدفاع عن حقوقنا فى قضية سد النهضة خاصة و أننا لسنا بصدد حرب و لكننا نبحث عن كافة الحلول السلمية فى البداية و اللجوء إلى الجهات المختصة مثل المجلس لأنه هو المنوط بحل الأزمات و المشاكل الدولية.

وتابع أن السيناريوهات المتوقعة من المجلس تتوقف على الأوراق التى ستقدمها مصر و التى منها المعلن و منا غير المعلن ،مضيف أتمنى أن يكون القرار فى النهاية هو فرض الوصاية الدولية على هذا السد لحماية الدول من الصدام لانه للأسف أصبح أمرا واقعا و الأمر أصبح متشابكا للغاية.