يوم الحقيقة

خاطر عبادة
خاطر عبادة

كم مرة.. قد يألف الإنسان بلواه وينسى يوم يرى فيه الحقيقة ساطعة تماما مثلما تزين الشمس السماء.. لكن رب السماء لا ينسى 

لكن.. ستفاجأ .. بيوم لا ضباب فيه قبل أن ينتهى المساء.. ترى خيوط الحقيقة قد غزلت و انقشع الغمام

قد تأتيك الحقيقة فى يوم عادى بلا مقدمات.. لا جديد فيه. . صباحه يشبه كل صباح .. أو ذات ليلة انقضت عن آخرها دون أن تتوقع أن يطل صباح بلون جديد 

يوم الحقيقة.. هو يوم من أيام الله.. يختاره الله فى وقت لا يعلمه غيره..  فنحن لا نحدد يوم نزول الخير و الغيث من بعد العناء.. فهى أمور قد كتبها الله سالفا و يؤخرها لوقت معلوم لديه سبحانه عالم الغيب وحده..

هو يوم عيد.. يمثل ذكرى خاصة أو سرا خالدا أو تاريخا مفضلا .. 

(ولا يصح للمظلوم أن يقلق.. )

لا يصح المكروب أو المظلوم أن يقلق .. إذا علم أن له  دينا سيتم سداده من قبل العدل المطلق. . أعدل من حكم .. وهو أحكم الحاكمين .. بينما يأخذ هو أجر الصبر قبل أن يحصل على حقه .. ويشفى صدره 

إن الله يأبى إلا أن يقتص من الظالم فى دنياه، حتى يزداد المؤمن يقينا فى عدل الله .. بعد أن يعى الدرس و يفطن لحكمة الله .. مسبب الأسباب 

أما الظالم فهو فى شقاء لما ينتظره من عقوبة ويتوقع من جزاء على ما اجتريء فى حق عباد الله .. بعد أن انساق وراء الطمع ونزعة التكبر الشيطانية باستعراض قوته ؛ كأن يقول للناس (انظروا إلى قوتى و كبريائي ومكرى حين يجرؤ أحدهم على اغضابى) .. أو حين يضعف أحدهم أمام شهوة المال و الغريزة، فيلقى قلبه جانبا ليجتريء على ما حرم الله

.. قوانين الطبيعة 

كان عليك أيها المظلوم أن تنتبه لقوانين الطبيعة، فيها النافع والضار.. والبريء و الوحش المفترس والماكر حتى لو كان شكله جاذبا.. 
انتبه جيدا لما تخفيه صور الناس من وجوه أخرى من خداع أو وراءها عقول ماكرة و أعين حاسدة أو أنانية لا ترى إلا نفسها وقلوب حاقدة لا تحمل الخير.. إن الجمال جمال الأخلاق والروح  
.. لكن على كل حال، لا تقلق، فالقوانين الإلهية فوق الجميع.. والله لا يحب الفساد 

.. وتذكر أن هناك فرقا آخر بين المثالية والسذاجة

المثالية هى ألا تؤذى نفسك.. المثالية ليست إلغاء العقل والمنطق. . ليس أكثر الناس يفهمون و يستحقون الإخلاص .. حتى لو حرصت.. لن تجد أكثرهم شاكرين .. حتى مع خالقهم
 ولكن.. المثالية هى الاعتدال.. كيفية العطاء.. العبرة ليست بالكم ..

 السذاجة هى أن تلغى العقل والمنطق. . أن تكون مثاليا مع الجميع .. التصديق بأية مزاعم والتسليم بأى قول.. فهذا إلغاء للعقل .. أما الذكاء هو المثالية؛ بأن تحافظ على نقاء قلبك دون أن تكون ساذجا أو تعتقد أن الجميع يتعامل بحسن نية

اقرأ أيضا| مصر التاريخ.. تحطم على أبوابها فكر الظلام