عندما يتحول القاضي إلى قاتل!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أحبها بجنون حتى وصل به الأمر أن يفقد عقله، ويتحول من مقعده على منصة القضاء إلى القفص الحديدي، ويديه مقيدتان.

 

إنها جريمة من نوع خاص، والمتهم قاض في الثامنة والثلاثين من عمره، يحتل مركزا مرموقا بالمحكمة الدستورية في روما، حنون ورقيق يتسم بالوداعة، والهدوء يعيش بلا زوجة رغم أن كل امرأة تتمنى أن تفوز به، وفجأة تحول القاضي الوديع إلى وحش قاتل فالحب أعمى بصيرته، وأفقده عقله وأشعل في قلبه نار الغيرة التي دفعته لارتكاب جريمته البشعة، حيث فتل زوج عشيقته مع سبق الإصرار والترصد.

 

اقرأ أيضاً| حكايات الحوادث| حكاية الست فاطمة التي أبكت القاضي في الجلسة!

 

بدأت فصول الجريمة التي شغلت الرأي العام الإيطالي في أحد مكاتب المحكمة الدستورية بقلب العاصمة الإيطالية روما، حيث يقع مقر عمل القاضي جوزيف سابيينز، ويعمل معه مجموعة من السكرتاريين، بينهم امرأة حسناء، ٣٢ عاماً متزوجة ولها ابنة في الثانية عشرة من عمرها، وزوجها يعمل بنفس المحكمة بقسم التوثيق.

 

أثارت المرأة الحسناء اهتمام القاضي الذي شعر بأنه وجد فيها ضالته الذي أمضى سنوات يبحث عنها، ومع مرور الوقت تحولت علاقة العمل بينهما إلى علاقة غير شرعية استمرت لأكثر من ٣ سنوات في الظلام، وتغيرت حياة القاضي وخرج من عزلته، وأصبحت هي الحياة كلها بالنسبة له، وكان قلبه يحترق بنار الغيرة من زوجها الذي لم يكن يعلم شيئا عن علاقتهما.

 

وفجأة استيقظ ضمير المرأة الحسناء، وأدركت بأنها ارتكبت جريمة في حق زوجها، وابنتها، وقررت أن تضع نهاية لهذه العلاقة الآثمة، ودفن الحب الحرام.

 

لم يحتمل القاضي الصدمة، وتحول إلى وحش جريح، واتخذ القرار بأن يتخلص من زوج عشيقته كي تتفرع له، وبدأ يرسم خطته لقتله، وقام باستدعاء الزوج المخدوع واصطحبه في رحلة قصيرة إلى منطقة نائية، وأطلق عليه النار من مسدسه، وحمله وعاد به إلى فيلته حيث كان قد أعد له قبرا حفره بيديه.

 

وقام بدفنه، وبدأ في إخفاء معالم جريمته، وبعد مرور شهر كان رجال الشرطة يبحثون عن الزوج في كل مكان للكشف عن سر اختفاءه، وانحصرت احتمالات رجال البحث بأنه قد يكون هرب مع امرأة أخرى، أو وقع رهينة في يد بعض الذين يطالبون بفدية للإفراج عنه، ولم يطرأ على بال أي شخص بأن الزوج وقع ضحية هذه الجريمة الشنعاء.

 

ثم وقعت المفاجأة المفجعة، على رأس الجميع عندما توجه القاضي إلى أحد رجال التحقيق، يعترف له بجريمته قائلا: نعم لقد قتلته، لأنني أعشق زوجته، وارجوكم لا يسألني أحد عن التفاصيل، فإنها مأساة حبي، تعالوا معي إلى حديقة فيلتي حيث يرقد زوج عشيقتي، ربما استيقظ ضميره وشعر ببشاعة الجريمة التي ارتكبها،  خاصة بعد أن ابتعدت عنه العشيقة بعد غياب زوجها، ولا أحد يعرف على وجه التحديد لماذا اعترف الجاني بجريمته.

 

ونزلت اعترافاته كالصاعقة على رأس عشيقته، التي لم تكن تصدق أن يصل به الأمر أن يقتل زوجها، ويدفنه في فيلته التي كانت مسرحا لحبها الآثم.

 

وأخذت تردد عندما قررت أن أنهي علاقتي به لم أكن أتصور أن هذا الملاك قد يتحول إلى وحش، وبدموع تتساقط ببطء فوق وجنتيها تقول، عندما اختفى زوجي كانت كل الشبهات بعيده عنه، وكان يتظاهر بأنه يقف بجواري، هل كان يتوقع مني أن أعود إليه، إنني أتمنى أن اقتله، لقد حرم ابنتي من أبيها،  لقد خطط، ونفذ حكم الإعدام بيديه على زوجي، لقد قتلني أيضا، وأشعر بالذنب لأنني أخفيت عن زوجي هذه العلاقة المشينة، وكان لابد أن اعترف لزوجي عن تطور العلاقة أيضا مع هذا القاتل، لكن شاء القدر أن أدفع ثمن أخطائي.