فريندزون | طريقك مسدودا مسدود

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع طفرة طرق تشهدها مصر شمالا وجنوبا، ظن نوفل أن طريقه لإنبوكس «الكراش» كاميليا ممهد، خاصة أن رسالته تصل فى لحظتها لكن يبدو أن طريق العودة وعر، فأحيانا يأخذ الرد ساعات، وأوقاتا أخرى أياما، وربما تصل المدة لنصف شهر، وأيا كانت المدة ينتظر نوفل بين يأس ورجاء وسخرية من الأمر وتفكير فى سبب عدم الرد.
ويتساءل هل تخرج رسالتها فى وقتها لكنها تقابل فى طريقها غيوما وشبورة تضطرها للإبطاء من سرعتها فتصل لنوفل متأخرة، إذن فلننتظر النشرة الجوية لعل الحل فى أيدى هيئة الأرصاد، أم أن الرسالة تصل ولا يستطيع رؤيتها وأنه مثلا صار كالشيخ حسنى فى الكيت كات أم أن الطريق غير ممهدة فتصطدم بالمطبات وتسقط فى الحفر، وفى هذه الحالة نلجأ لخبراء وزارة النقل، ونخبرهم بصعوبات الطريق، لعله يدخل فى خطة التطوير فيعود الرد فوريا.
تفكير لا يصل فيه نوفل إلا لنتيجة واحدة أنه لن يرد على الرسالة القادمة وطريقه هو الآخر سيكون وعرا ويشحن قلبه سلبيا تجاه كاميليا لكنها تنهى هذه الشحنة بكلمة واحدة ولا تحتاج لغيرها، فبمجرد وميض الشاشة معلنا وصول رسالة منها يعود نوفل لموقعه راضيا بكلماتها القليلة لعلها تزداد تاركا الإجابة الحاسمة عن سبب تأخرها فى ذمة الأيام، مصدقا مبررات كاميليا، وإن حق القول هو ينسى وقتها تأخرها ويهتم ألا يضايقها رغم ضيقه وتمضى الأيام على هذه الحالة.
ويسأل نوفل نفسه أهذا الحب؟ ولا يجد إجابة فينقل السؤال للشيخ ريحان ويزيد عليه: أشعر يا عم الشيخ أنى من قال عنه عبد الحليم حافظ : فالحب عليك هو المكتوب.. وأنى أسيرها، لا أعلم هل وضع الله حبها فى قلبى ومنعه من الخروج كأنه أخذ تأشيرة الإقامة الدائمة، وحتى إن أعجبت بغيرها تعود هى لمكانتها دون جهد منها أو منى وكأن وجودها فى قلبى هو الطبيعى الوحيد، لا أعلم يا شيخى هل هذا حقيقى أم أنى أحب أن أجعله حقيقيا.
أنزل الشيخ ريحان نظارته الدائرية ورفع حاجيبه وقال: «يعنى أنت سمعت عبد الحليم وهو بيقول الحب عليك هو المكتوب، ومكملتش الأغنية وسمعته بيقول: طريقك مسدود مسدود.. ده عادها مرتين يا أخي.. وقبلها قال «وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع» أطلق الشيخ ريحان كرابيجه على رأس نوفل وغادر.
مد نوفل شفته السفلى واحتضن بكفه جانب وجهه الأيسر ورفض اعتماد إجابة الشيخ ريحان وفضل أن يبقى الأمل وأن تكون الإجابة فى ذمة الأيام القادمة، «إياكش الطريق يتفتح والشبورة تختفى».