في قمة لـ«ناتو».. الغرب يتوحد مجدداً في مواجهة الصين

< الرئيس الأمريكي جو بايدن فى لقاء مع شتولتنبرج على هامش قمة ناتو
< الرئيس الأمريكي جو بايدن فى لقاء مع شتولتنبرج على هامش قمة ناتو

جدد الغرب عزمه مواجهة الصين، وذلك فى قمة حلف شمال الأطلنطى (ناتو) التي انطلقت أعمالها أمس وليوم واحد في بروكسل، فى أعقاب ثلاث أيام من النقاشات بين قادة مجموعة السبع في كورنويل ببريطانيا في قمة ركزت ايضا حول التهديدات الصينية.

وكانت قمة مجموعة السبع قد اتخذت موقفاً جماعياً أقوى أكثر من أيّ وقت مضى تجاه الصين، إذ دعت بكين إلى «احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية» والسماح بحرية الملاحة فى بحر الصين الجنوبي. وكانت بكين، قد ردت على إعلان مجموعة السبع أمس الأول واتهمتهم بـ«التلاعب السياسي». والتدخل في شئونها الداخلية.

وشاركت الدول الأعضاء في حلف ناتو في «قمة لمّ شمل» مع رغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن فى «إحياء» التحالفات، وإرسال رسالة وحدة وحزم إلى كل من موسكو وبكين.

وحذّر بايدن أمس من أن حلف ناتو يواجه تحديات جديدة فى التعامل مع الصين وروسيا، متعهدا تجديد دعم واشنطن لحلفائها. وقال بايدن: «أعتقد أن خلال العامين الماضيين، أصبح هناك إدراك متزايد أن لدينا تحديات جديدة. لدينا روسيا التى لا تتصرف بالطريقة التى كنا نأملها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصين».

وقال البيت الأبيض إن الميثاق الذى سيتبناه الزعماء فى ختام قمتهم يتعلق بتجديد الميثاق الخامس للحلف ليتضمن تهديدات الهجمات الإليكترونية. وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت روسيا فى وقت سابق بالمسئولية عن هجمات ضخمة ومعقدة طالت مؤسسات حكومية أمريكية.

وعشية القمة، دعا السكرتير العام للحلف ينس شتولتنبرج زعماء دول الحلف، إلى وضع سياسة مشتركة أقوى لمواجهة الهيمنة المتزايدة للصين. وقال فى تصريحات تليفزيونية إن الصين تملك ثانى أكبر ميزانية دفاعية فى العالم وأكبر بحرية وتستثمر بشكل هائل فى القدرات النووية والأسلحة المتطورة وهذا «يؤثر على أمنننا».

لكن شتولتنبرج استدرك فى تصريحات أمس من بروكسل قائلا: «نحن لن ندخل فى حرب باردة جديدة، والصين ليست خصمنا وليست عدونا... لكننا فى حاجة إلى أن نواجه معا، كحلفاء، التحديات التى يطرحها صعود الصين على أمننا».

وفيما يتعلق بروسيا، قال شتولتنبرج إن العلاقة بين روسيا والحلف عند أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة، مؤكدا أن الحلف سيواصل الحوار مع روسيا.

وناقشت القمة المفهوم الاستراتيجى الجديد للحلف حتى عام 2030، وتعزيز التنمية التكنولوجية، ومكافحة تغير المناخ، والتهديدات فى الفضاء الإلكترونى والفضاء الكوني.

كما شملت المحادثات أيضا ملف افغانستان حيث ستواجه خطط بايدن للانسحاب العسكرى فى سبتمبر القادم، تحديًا محتملاً. وكشفت تقارير إعلامية عن أن تركيا مستعدة فى للاستمرار فى توفير الأمن فى مطار العاصمة الأفغانية مقابل اتفاق من الولايات المتحدة يسمح لأنقرة بالاحتفاظ بنظام دفاع جوى روسى (اس-400) وتشغيله، وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات.ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مصادر أنه لا يمكن لأى دولة أو شركة أخرى أن تعيد ترتيبات جهاز الأمن بسرعة أو بسهولة، كما أن رحيل تركيا قد يجبر السفارات والمنظمات الدولية على الإغلاق، مما يهدد بصرف مليارات الدولارات كمساعدات إضافية للمحافظة على استمرار عمل الحكومة الأفغانية والجيش.

ويعد تهديد تركيا بمغادرة موقع المطار من بين التحديات اللوجستية التى تواجه خطة واشنطن لمواصلة دعم المسئولين والقوات الأفغانية بعد مغادرة جميع قوات التحالف.

من ناحية أخرى، غرّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنه أجرى محادثة مطولة مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، قبيل القمة حول «قواعد سلوك الحلفاء وكذلك الوضع فى سوريا وليبيا وإقليم كراباخ».