الفناجيلى الفنان.. موهوب هذا الزمان

الفناجيلى
الفناجيلى

شوقى حامد

مشوارى فــــــى بلاط صاحبــــــــة الجـــــلالـــة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقد اسـتحق التســجيل واسـتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات «آخر ساعة» أروى بعضا مـــن مشاهده.

تعددت ألقاب رفعت الفناجيلى أبرز وأمهر من لعب الكرة منذ أن بدأت بمصر وحتى الآن.. فهو المهندس بالرغم من أنه لم يتجاوز إلا مرحلة التعليم الابتدائى فقط.. وهو المعلم مع أنه لم يجلس قط فى أى من المنتديات أو الكافيهات.. وهو القائد مع أن رتبته العسكرية التى منحها له المشير عبدالحكيم عامر كانت ملازم شرف.. وهو المدفعجى الموهوب الأول والمهارى الأفضل وصاحب العين الخبيرة واللمسة الرشيقة والانطلاقة الفائقة والتسديدة الدقيقة والتمريرة المتقنة، وهو كابتن النادى الأهلى والمنتخب لمدة ١٧ سنة منذ عام ٥٣ وحتى عام  ٧٠ وحصد معهما سبع بطولات دورى وستة كئوس لمصر وشارك فى ثلاث دورات أولمبية وحقق المركز الرابع فى دورة طوكيو عام ٦٤ بينما  حاز لقب أحسن مدافع فى دورة روما وحصل على بطولتين للأمم الأفريقية فى عامى ٥٧ بالسودان و59 بالقاهرة ورغم كل تلك الملكات والقدرات فلم يكن له حظوظ للعمل بالمجال الرياضى بعد اعتزاله سوى تدريب فريق دمياط لفترات قصيرة ثم تفرغ للأعمال الخاصة فى مجال النقل والمواصلات وانتهى به الحال إلى الاعتكاف فى مدينة رأس البر 

ولد الفناجيلى فى ١مايو عام ١٩٣٦ بمحافظة دمياط وبالتجديد حارة النفيس ولعب الكرة فى شوارع الحى واشتهر بين أقرانه بالمهارة والقدرة على المراوغة، وترك  المدرسة وتعلم مهنة «الأويما» ولم يكن يتقاضى سوى  جنيه واحد أسبوعيا.. وانضم لفريق النهضة بنادى البلدية بدمياط وكان من الطبيعى أن يحتل الصدارة بين لاعبى جيله وحتى الأجيال السابقة.. وأتته فرصة عمره عندما زار دمياط فريق وزارة الصحة وفيه زمرة من النجوم أمثال أحمد مكاوى وفؤاد صدقى وحلمى أبوالمعاطى وسيد صالح وسيد عثمان والتقطته من خلال المباراة الودية التى جرت مع نادى دمياط عين الكشاف الأول عبده البقال وخطفه للقاهرة ونظم له خمس مباريات ودية تألق فيها غير أنه لم يشارك كأساسى فأغضبه هذا واستمع لنصيحة زميله عبدالمنعم شطارة الذى ساعد على ضمه لنادى اتحاد السويس وكان أول أهدافه الرسمية فى مرمى المصرى بعدها انضم للمصرى البورسعيدى ليعود إدراجه من جديد إلى دمياط وتسعده أيامه باللقاء مع الكابتن فؤاد صدقى فيقنعه بالعودة للأهلى ويتعهد برعايته حتى وإن خضع لعقوبة الإيقاف لموسم كامل لتوقيعه لناديين فى آن واحد.. للفناجيلى ذكريات ومباريات لا تمحوها السنون والأعوام.. راهن فى إحداها د.نادر سويلم عضو مجلس  إدارة الأهلى على فوز الفريق على الزمالك وإحرازه لهدف جميل على يسار ألدو حارس الزمالك.. رغم غياب أكثر من نصف الفريق أمثال صالح وطه والشربينى والجوهرى إلا أن الفناجيلى أحسن قيادة الناشئين أمثال ريعو ومطر والسايس وفاز بهم بثلاثية أحرز هو أجملها على يسار ألدو وفاز بالرهان.. كذلك فى مشاركته مع المنتخب أمام بلغاريا العملاق رد الفناجيلى الاعتبار للكرة المصرية وفاز بهدفين نظيفين وحرص على ارتداء زقلط  شارة الكابتن لأنه ابن الغربية مكان إقامة المباراة بالرغم من أنه كان أصغر اللاعبين سنا.. طلب منه الكابتن الوحش الانتقال للجانب  الأيسر فى تشكيل الفريق لإتاحة الفرصة للوافد الجديد أنور سلامة وبعد معارضة قليلة أذعن ووافق وتألق فى المكان الجديد وأسهم فى تثبيت أقدام أنور سلامة ولتضاف قدرات غزيرة على إنتاجية الفريق بمشاركة الاثنين.. وفاز الفناجيلى بجائزة أحسن لاعب  بمصر أعوام ٦٠، ٦١، ٦٢ وانضم للقوات المسلحة عام ٥٧ عندما فاز المنتخب العسكرى على نظيره الايطالى بهدفين نظيفين بروما  لمكافأة من وزير الحربية المشير عامر عام ٥٧ وظل بها حتى عام ٦٧.. رفض الاحتراف بالخارج بعد أن تلقى عدة عروض  من دول أوروبية وعربية غير أن ارتباطه بالوطن حال دون قبول ذلك.. قام النادى الأهلى بتكريم الفناجيلى كأحد أبرز الموهوبين مع كل من صالح سليم وطه إسماعيل وميمى الشربينى وطارق سليم ومنح كل منهم سيارة.. رحل هذا الموهوب  الفذ عن عالمنا فى ٢٣ يوليو ٢٠٠٤ وأم  المصلين فى صلاة الجنازة د. طه إسماعيل رفيق الدرب وشارك فى تشييع جثمانه لفيف من النجوم.