يهدد التعاون بين أمريكا والصين.. استمرار الجدل بشأن معمل ووهان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، أن الجدل المُثار حاليًا بشأن احتمالات تسريب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، من معمل ووهان الصيني أصبح يهدد استمرار التعاون بين الولايات المتحدة والصين في مجال العلوم.

وقال باحثون - في تصريحات نقلتها الصحيفة في مستهل تقرير نشرته على موقعها الالكتروني - إن عقودًا من الشراكة العلمية بين البلدين باتت مهددة بسبب احتدام الخلافات بين الصين والغرب بشأن نشأة فيروس كورونا.

وفي معرض التقرير، أعادت الصحيفة إلى الأذهان بعض جوانب التعاون العلمي بين الولايات المتحدة على مدار العقدين الماضيين، حيث وقعت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في عام 2004 اتفاقية شراكة مع المركز الوطني الصيني لمكافحة الإنفلونزا لمساعدة الصين على مكافحة سلالات الإنفلونزا الموسمية.

وعلى مدى السنوات العشر التالية، تحولت المعركة ضد المرض بنحو أثبت انتصار العلم؛ حيث دربت الولايات المتحدة ما يقرب من 2500 عالم صيني وساعدت في فتح عشرات المختبرات في جميع أنحاء البلاد، وهو تعاون أثبت فعاليته في تحسين فعالية لقاح الإنفلونزا الموسمية من 10 في المائة إلى أكثر من 50 في المائة.

وأوضحت الصحيفة: "الآن، يشعر العلماء بالقلق من أن تعاون البلدين في هذا المجال يتعرض لتهديدات جسيمة بسبب الشكوك المتبادلة بين الحكومتين، والتي تفاقمت بسبب الخلاف الأخير حول ما إذا كان (كوفيد-19) خرج من تسرب معمل في ووهان".

وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأمريكي جو بايدن، لصحيفة "فاينانشيال تايمز" : "لقد تعاملنا مع العلماء الصينيين لعقود طويلة بطريقة تعاونية للغاية. وسيكون عارًا على الصينيين والولايات المتحدة والعالم بأسره إذا توقف ذلك".

ويصنف مؤشر "نيتشر" العلاقة العلمية بين الولايات المتحدة والصين على أنها العلاقات الأكثر ودية أكاديميًا في العالم. بنحو حقق نجاحات عديدة في مجالات بحثية علمية، لا تتعلق فقط بالصحة. فمنذ عام 2009، عمل البلدان معًا في مشروع لتحويل المفاعلات النووية الصينية من استخدام اليورانيوم المخصب المستخدم في صنع الأسلحة إلى درجات وقود أقل بكثير لا يمكن سرقتها واستخدامها في صنع الصواريخ الباليستية.

ولهذا، حذر علماء من أن التركيز كثيرًا على معرفة أصول وباء كورونا بما قد يزيد من التوترات بين الصين والولايات المتحدة، يمكن أن يمنع الأخيرة من مساعدة العالم في منع تفشي أي أوبئة محتملة في المستقبل.

 

اقرأ أيضا| السعودية تسجل 1175 إصابة و18 وفاة بكورونا