يوميات الأخبار

العيون والآذان المتربصة

رفعت رشاد
رفعت رشاد

عندما رأى أحدهم ضيفا بمكتبى يرتدى ساعة مربعة سوداء ، كتب على ورقة صغيرة قدمها لى أن هذه الساعة عبارة عن كاميرا تسجل وتصور كل شئ فاحذر من التطرق إلى موضوعات يتعمد أن يطرحها عليك.

مضى عهد الجاسوسية التقليدية. قرأنا فى الكتب وشاهدنا فى الأعمال الدرامية الجاسوس يخفى معدات اتصالية لا سلكية للتواصل مع الجهة التى يتبعها أو الدولة التى جندته. شغفنا يأساليب الجواسيس فى التخفى والهروب من المطاردات وتشويق لعبة الفريسة والصياد بين أجهزة المخابرات والجواسيس. خلب الجاسوس السينمائى الأشهر جيمس بوند ألباب الناس فى العالم بمغامراته فائقة الإثارة وقدرته على الإفلات من مطارديه وإيقاعهم فى الفخ تلو الفخ حتى ينتصر. كانت الدول تنفق الكثير لجمع المعلومات وتحليلها ومراقبة مجتمع العدو.

لم يعد كل هذا موجودا ، أو بمعنى أكثر تحديدا ، لم يعد كل هذا مطلوبا. تكفلت التكنولوجيا بكل شئ. صار كل شخص جاسوس ـ حسبما يريد ـ يحمل الشخص جهاز تليفون مجهزا بكل تقنيات التجسس. يضع الفرد ساعة بمعصمه تصور وتسجل كل شئ بدقة. يمكن للمتجسس أن يضع فى ملابسه كاميرا بحجم رأس الدبوس تعطى تفاصيل كاملة عن الأماكن والأشخاص والأحداث. صار رب العمل قادرا على مراقبة الموظفين فى كل شبر من شركته أو مصنعه بينما يجلس فى مكتبه مطلعا على شاشة كمبيوتر.

أمر مذهل إذا نظرنا إليه من ناحية تسهيل الاطلاع والتجسس الذى تمارسه الأجهزة المخابراتية أو المراقبة للتأمين ، لكن فى جانب آخر أتناول مسألة أخلاقية بين الناس سببتها هذه الآلات الصغيرة فقد يحدث أن يحدثك أحدهم فى التليفون وقد يتطرق معك إلى تفاصيل تخص أشخاصا آخرين أو أمور بشأن العمل وقد تتحدث مع الطرف الآخر بدون تخوين ، لكن تفاجأ بأن الآخر كان يسجل المحادثة التى قد تتضمن كلمة خرجت منك عفوا أو بدون قصد حقيقى وهو ما يستغله المتجسس وتصبح تحت التهديد وربما الابتزاز وقد يصل الأمر ببعض المحترفين من هؤلاء أن يتلاعب فى الصوت من خلال برامج متطورة بطريقة الميكساج فى السينما فيبدل كلمة بدلا من أخرى أو يضع كلمة فى موضع آخر يعطى معنى مختلفا وربما يخلط أصوات أشخاص لم يلتقوا معا. قال لى أحدهم : أسجل مكالماتى مع رؤسائى وزملائى باعتبارها حفظا للتعليمات التى توجه لى وحتى لا ينكروا بعد ذلك أبلغونى بها ، سألته : هل استأذنت منهم قبل التسجيل ؟ كانت إجابته ابتسامه سخرية. عندما رأى أحدهم ضيفا بمكتبى يرتدى ساعة مربعة سوداء ، كتب على ورقة صغيرة قدمها لى أن هذه الساعة عبارة عن كاميرا تسجل وتصور كل شئ فاحذر من التطرق إلى موضوعات يتعمد أن يطرحها عليك.

هؤلاء يتربصون للإيقاع بالناس. يستفيدون بطرق وضيعة من أشخاص وثقوا فيهم. يستغلون نتيجة فعلهم الوضيع فى خدمة آخرين لتحقيق مكاسب رخيصة. أتحسر على الانهيار الأخلاقى الذى جعل الإنسان يسخر أدواته لانتهاك القيم والمبادئ. نسبة كبيرة من هؤلاء المنحرفين أخلاقيا يتعمد أن يزور أحدهم ويوجه حديثه معه لتناول سلوك شخصية أخرى بل ويتعمد أن يهاجم تلك الشخصية وبعدها يدرك الضحية أنه وقع فى فخ لشخص تنقصه الأخلاق. هذه الكائنات الشاذة المنحرفة تنتشر يوم بعد يوم ويعتبرون ذلك نوعا من التميز ويباهى بعضهم فيقول بعبارة تقليدية : صوت وصورة يا باشا.. أى أنه سجل لشخص ما بالصوت والصورة ما يحرجه أو يجبره على إقفال فمه.

القطار أبو كرتونة

شاهدت منذ أيام فيلم «جريمة فى قطار الشرق السريع». تمتعت بالفيلم وتمتعت أيضا بفخامة القطار وتصميمه المريح. شاهدت كيف كان هذا القطار ـ وهو حقيقى وتاريخى ـ يعبر الجبال والوديان ويمر بالعديد من الدول رابطا بين الشرق والغرب فى وقت كانت الإمكانيات الميكانيكية والآلية محدودة. كيف كانت السلطات تتابع بهمة رحلة القطار وتسارع بإصلاح أى عطل فى أى وقت وبسرعة وكفاءة. تذكرت أننى قمت بزيارة للإسكندرية قبل أيام وركبت قطار تحرك من القاهرة الساعة 3 عصرا و40 دقيقة. عندما بحثت عن العربة التى سأستقلها وجدت رقم العربة مكتوبا على قطعة من ورق الكرتون ، اجتهد أحد عمال القطار وكتب عليها رقم العربة. اندهشت أن الهيئة لا تستطيع توفير قطعة حديد بحجم الكف لكتابة رقم العربة عليها. قطع القطار المسافة بين القاهرة والإسكندرية فى زمن حوالى أربع ساعات وهى مدة طويلة فى مسافة 200 كيلو متر. لن أتحدث عن القطارات الطلقة التى تصل سرعتها إلى 350 كيلومترا فى الساعة فى أوروبا وأمريكا واليابان والصين والبلاد المتقدمة لكن سأتحدث عن دول مثلنا ، هذه الدول تنعم بسكة حديد يصل القطار فى موعده المحدد بدقة تامة. لقد زادت أسعار التذاكر والمفترض أن يقابل هذه الزيادة تحسن فى الخدمة.

شبكة عربية للتواصل الاجتماعى

خلال العدوان الإسرائيلى على غزة خلال الفترة الماضية لاحظ المواطنون العرب أن فيس بوك تنحاز ضد القضية الفلسطينية وأن جوجل يعتمد خريطة فلسطين بدون فلسطين ويعتبر كل المساحة إسرائيل. غضب العرب وأتمنى أن يكون لهذا الغضب رد فعل إيجابى : لماذا لا يكون لدينا شبكة للتواصل خاصة بنا كعرب ؟ لماذا لا يكون لدينا بديل للفيس بوك يغطى المنطقة العربية بأكملها ؟. تمتلك الصين شبكتها العنكبوتية الخاصة بها. مليار ونصف المليار يتعاملون داخل هذه الشبكة باللغة الصينية وتسهل لهم الشبكة أعمالهم واتصالاتهم ولا يعتدى آخرون على حقوقهم الجغرافية والسيادية. لماذا لا يكون هناك تنسيق من خلال الجامعة العربية لتنفيذ الشبكة العربية ومواقع التواصل الاجتماعى العربية ؟!

عبير العربى

تشغلنا الصحافة كمهنة وتأكل عمرنا بدون أن ندرك أن بجانب جلب الخبر وكتابة المقال وإجراء التحقيق الصحفى وتنظيم الحوارات مع نجوم المجتمع وغير ذلك من فنون الصحافة ، تتوهج جذوة الإبداع لدى بعض الزملاء فينتبهون إلى الشق الخالد فى عملية الكتابة وهو الأدب والإبداع فى الرواية والقصة القصيرة. يذوق هؤلاء حلاوة الكتابة الأدبية ويستطعمون رحيق النشر واستغراق المحيطين فى قراءة ما نسجه إبداعهم. من هؤلاء الزملاء عبير العربى ابنة الإسماعيلية. تخرجت عبير فى كلية التجارة لكنها عبرت الحواجز إلى دنيا الصحافة الرحبة اللانهائية. بعد أن خطت إلى مسافة معتبرة فى بلاط صاحبة الجلالة استجابت عبير إلى نداء الإبداع ونسجت مجموعة قصصية هى أول أعمالها بعنوان «مدام بنوت». تضم المجموعة عشر قصص تدور أحداثها داخل مجتمع المرأة ما بين ظروف المطلقات وتضحية الأمهات وضرب المثل على الإيثار والصفة الأخيرة ترتبط خاصة بالقصة التى تحمل نفس عنوان المجموعة «مدام بنوت». احتفى المجتمع الإسماعيلى بأول أعمال عبير التى تعد لأعمال أخرى أدبية.

تصرف شجاع من وجدى

أعجبنى تصرف الزميل الصحفى وجدى صابر أحد أبناء الدقهلية. اتخذ وجدى موقفا إيجابيا فى سبيل الدفاع عن مهنة الصحافة والصحفيين النقابيين وكشف سلوك إحدى منتحلى صفة صحفى فى الدقهلية. دأب الصحفى المزعوم على ابتزاز شخصيات عديدة فى المحافظة وللأسف لم يتصدى له أحد. انتقم المحتال من وجدى فقام ببث فيديو على فيس بوك كال فيه السباب للزميل وجدى وانتهك حرمة بيته بأن خاض فى سيرة زوجته فسارع بإبلاغ مباحث الإنترنت وأحيل البلاغ للنيابة التى أحالته إلى المحكمة الاقتصادية وبعد تداول القضية صدر الحكم لصالح وجدى صابر وحبس المتهم 6 أشهر وكفالة ألفى جنيه وغرامة 20 ألف جنيه. بعد صدور الحكم أصيب منتحل صفة الصحفى بالهيستيريا فلم يكن يتخيل أن يدينه القضاء وهو الذى يبتز شخصيات مهمة فى الدقهلية وقام ببث فيديو فاق فى شتائمه ما يتصوره أحد ولكن رفع الفيديو بعد أقل من ساعة خوفا من الملاحقة القضائية. ورغم أن دعاوى أخرى مرفوعة ضده إلا أنه يتجاسر على الجميع. تصرف الزميل وجدى صابر يجب أن يكون خطوة مهمة فى ملاحقة منتحلى صفة صحفى وعلى نقابة الصحفيين أن تطلب من وزارة الداخلية ملاحقة هؤلاء الذين يسيئون إلى الصحفيين ومهنة الصحافة ويبتزون الناس.

أحمد عبد الفتاح حافظ

ظاهرة إيجابية تمارسها السلطات. لوحة أنيقة تشير فيها إلى أن فى هذه العمارة كان يعيش فلان. قد يكون فلان ذاك سياسيا أو فنانا أو أديبا أو صحفيا ، هو شخصية معروفة وقدمت للوطن ما يتيح لها أن تتذكرها الجهات الحكومية وتضع لوحة تذكر الناس بها. أيضا صارت هناك لوحة تشير إلى تاريخ صاحب اسم هذا أو ذاك الشارع فصار المواطنون يعرفون من صاحب الاسم وما تاريخه الذى أتاح له أن يطلق اسمه على شارع. بهذه المناسبة أذكر أن أول من اقترح التعريف بكل شارع أو الاسم الذى يحمله شارع كان الصديق المثقف أحمد عبد الفتاح حافظ ابن باب الشعرية الذى زاملته فى عضوية المجلس المحلى للقاهرة سنوات طويلة. اقترح حافظ فى لجنة الإعلام التى شرفت برئاستها وضع لوحات تعريفية على نواصى الشوارع لكى يعلم الناس عن تاريخ كل شارع وعن الاسم الذى يحمله الشارع ورغم أن تنفيذ الاقتراح تأخر كثيرا إلا أن تنفيذه يعتبر أمرا إيجابيا وأن يتم التنفيذ متأخرا أفضل من ألا ينفذ نهائيا. تحية لأحمد عبد الفتاح حافظ ولكل من يفكر بطريقة تساعد على تحسين حياتنا.

مواطن من حلوان

أرسل المواطن إبراهيم أحمد إبراهيم موسى من حلوان الحمامات رسالة يقول فيها : تم تعيينى بإحدى الشركات الحكومية بحلوان فى عام 1982 وتقاعدت فى عام 2019. وحتى الآن لم أحصل على كامل مستحقاتى فى مكافأة نهاية الخدمة ومعى آخرون من زملائى. نأمل من لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب أن تحقق فى شكوانا وأن تساعدنا فى الحصول على حقوقنا. أرسل المواطن رقم تليفونه : 01005187845 ،، آمل أن يتواصل معه رئيس لجنة الاقتراحات والشكاوى بالمجلس أو نائب حلون.