إنها مصر

رسائل الجيش

كرم جبر
كرم جبر

لم يفهم الإخوان ومرسى وأهله وعشيرته قبل 30 يونيو الرسائل الكثيرة التى خرجت من الجيش لحماية مصر وأمنها واستقرارها والحفاظ على الدولة وأهم هذه الرسائل فى رأيى ثلاث:
الرسالة الأولى عندما أصدر وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى قراراً بحظر تملك أو حق الانتفاع أو أى تصرف فى المناطق الاستراتيجية فى سيناء، متحدياً الرئيس المعزول الذى استن نصاً دستورياً يمنحه صلاحية تغيير الحدود تمهيداً للتنازل عن جزء من سيناء، فكانت رسالة الجيش هى لا لتوطين الفلسطينيين "التراب الوطنى خط أحمر".
والرسالة الثانية هى البيان الذى أصدره الجيش عقب أحداث الاتحادية وأكد فيه "لن ينحاز الجيش إلا لشعب مصر العظيم، فنحن جزء من نسيجه الوطنى وترابه المقدس "فجيش مصر لن يكون إلا عصا الشعب يضرب بها من يعتدى على الشعب.
والرسالة الثالثة هى قرار الجيش بهدم الأنفاق والصدام المباشر مع الجماعات الإرهابية المتواطئة مع الإخوان فى أعقاب استشهاد بعض الضباط والجنود فى سيناء، ضد رغبة المعزول وجماعته وسياستهم "الحفاظ على حياة الخاطفين والمخطوفين ".
مضمون الرسائل أن الجيش كتلة صلبة وليس لقمة سائغة، وليس قابلاً للتمرد أو العصيان أو الانقلاب، وهو ملك للشعب ويضم كافة الأطياف والألوان الاجتماعية، وسلاحه الأقوى ليس فقط أنه الأول عربياً وأفريقياً والعاشر على مستوى العالم، ولكن أيضاً عقيدته الوطنية التى لا تخضع للقوانين ولا تحسب بالأرقام، وإنما تظهر على شكل قوة دافعة تمنح مقاتليه زخماً فى الهجوم وصلابة فى الدفاع، أو على حد العبارة البليغة التى قالها السيسى للإخوان "هذا الجيش نار لا تلعبون بها ولا تلعبون معه".. ولما لعبوا معه حرقتهم النار.
ردد الإخوان شعارات ضد الجيش عجلت بسقوطهم، وتخيل المعزول مرسى وأهله وعشيرته أن الجيش أصبح فى قبضته، بعد عزل طنطاوى وعنان فى أغسطس 2012، وهرول بكل قوته لأخونة الجيش والقضاء على قياداته، وتعبئة الكليات العسكرية بأعداد كبيرة من المنتمين للإخوان والسلفيين، وأصر هو وجماعته على المضى بثبات فى حقول الرمال المتحركة حتى ابتلعتهم.
لم يفهموا أهم دروس 25 يناير، وهو أن الجيش الذى انحاز للشعب، لن يكون يوماً جيش مرسى ولا الإخوان.