أطلال سانشينغدوي... كبسولة الزمان للحضارة الصينية

كبسولة الزمان للحضارة الصينية
كبسولة الزمان للحضارة الصينية


استمرت أعمال التنقيب في أطلال سانشينغدوي بجنوب غربي الصين منذ الإعلان عن اكتشاف ستة مواقع جديدة في 20 مارس الماضي، حيث تم اكتشاف أنواع جديدة من القطع الأثرية لم يتم العثور عليها بمناطق غرب الصين في السابق، منها وعاء "تسون" ذو فتحة دائرية وتمثال برونزي يحمل "تسون" وصندوق خشبي تم الحفاظ عليه بشكل مثالي لأكثر من 3000 سنة، ما أثار اهتمام علماء الآثار. ويُظهر تنوع القطع الأثرية المكتشفة وإبداعها روعة حضارة مملكة شو القديمة.

تكهنات بوجود كتابات قديمة على الحرير
وتم العثور على بقايا الحرير في أطلال سانشينغدوي لأول مرة، كما تم العثور على بروتينات الحرير عدة مرات في عينات التربة بالموقع، مما يشير إلى أن مملكة سانشينغدوي التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 3000 عام، قد بدأت في استخدام الحرير.
وحتى الآن، لم يتم العثور على أي رموز كتابة في سانشينغدوي، لكن الخبراء وجدوا كمية كبيرة من الزنجفر في المواقع رقم 1 و 2 و 4. وليس من الممكن بعد تحديد ما إذا كان الزنجفر مستخدما كزينة أو مادة كتابة تُكتب على قماش الحرير. وتكهن الخبراء أن الرموز ربما كانت مكتوبة على الأواني المطلية باللك والأواني الخشبية والحرير. 

توقعات بأن يكشف العاج التبادلات بين الحضارات القديمة

علماء آثار يقومون بإخراج عاج في الموقع رقم 4 بأطلال سانشينغدوي 
 
واستخرج العلماء ما مجموعه 211 عاجًا في المواقع المكتشفة حديثًا بالإضافة إلى الموقعين المكتشفين في عام 1986، ويضم الموقع رقم 3 أكبر عدد من العاج حيث تم العثور على حوالي 60 عاجًا أطولها يبلغ 1.5 متر.
ويعد العاج من أهم الاكتشافات الأثرية في أطلال سانشينغدوي. ومن المتوقع أن يحدد العلماء المناخ والبيئة في سهل تشنغدو في الزمن القديم باستخدام أساليب عالية التقنية لدراسة العاج الذي تم اكتشافه في سانشينغدوي، مما يكشف العلاقة المعقدة بين سانشينغدوي وطريق الحرير الجنوبي والسهول الوسطى.


تمثال برونزي يعيد مشهد مراسم تقديم القرابين

تمثال برونزي تم العثور عليه في أطلال سانشينغدوي
وأعلنت إدارة الدولة الصينية للتراث الثقافي في مساء يوم 28 مايو عن اكتشاف تمثال برونزي في سانشينغدوي، والذي جذب انتباهًا واسعًا من مختلف أوساط المجتمع. وتم اكتشاف التمثال البرونزي الذي يحمل وعاء "تسون" في الموقع رقم 3. ويجسد التمثال شخصية ذات عينين كبيرتين وفم كبير وهي تجثو على قدميها للصلاة. ويعتبر التمثال من أروع القطع الفنية البرونزية لعهد سلالة شانغ.
ويعد هذا العمل الفني البرونزي الكبير الذي يجمع بين الإنسان ووعاء "تسون" هو أول اكتشاف من نوعه في الصين والعالم كله. وكانت وضعيته شائعة أثناء تقديم القرابين أو عبادة الآلهة في عصر مملكة سانشينغدوي. ويحمل التمثال على رأسه وعاء "تسون" ذا زخارف التنين التي تدل على المكانة العالية. وكان حمل وعاء "تسون" على الرأس أثناء تقديم القرابين عملا مقدسا. 


القطع الأثرية المذهلة تعكس انفتاح ثقافة سانشينغدوي

تمثال رأس برونزي ذو قناع ذهبي يعرض في متحف سانشينغدوي
ولم تعتبر ثقافة سانشينغدوي مظهرًا ملموسًا للحضارة الصينية فحسب، ولكنها أيضًا فريدة من نوعها في ثقافة البرونز في العالم. وكمنشأ مهم للحضارة الصينية، فإن موقع سانشينغدوي هو كنز ومورد في نفس الوقت. وتتطلب قيمته التاريخية والفنية والعلمية منا مواصلة جهود البحث والتطوير.
وتعتبر العلاقة بين الإنسان والطبيعة وبين الإنسان والدين هي الزاوية التي يفهم منها شعب شو القديم العالم. لقد دمج أبناء شو القدامى عواطفهم وتوقعاتهم الحياتية في القطع الأثرية التي حققت صدى عالميا. يذكر أنه سيتم ترشيح أطلال سانشينغدوي وموقع جينشا الأثري معا لتسجيلهما في قائمة التراث العالمي وسيتم إطلاق الأعمال ذات الصلة بعد اكتمال أعمال التنقيب في المواقع المكتشفة حديثا.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا