ملاحظات لافتة!!

محمد بركات
محمد بركات

إذا ما أزحنا جانبا التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو» ووزير دفاعه، وما يؤكدانه عن الانتصار الساحق والنصر الحاسم، فى حملتهم العسكرية وعدوانهم الغاشم على الأراضى الفلسطينية المحتلة، استنادا إلى حجم الدمار الهائل والمروع الذى تعرض له قطاع غزة.
وإذا ما نحينا جانبا أيضا التصريحات الصادرة عن الفصائل الفلسطينية، وما يؤكدونه عن انتصارهم على الجيش الإسرائيلى، من خلال تصديهم القوى للهجمة الشرسة وإفشالهم لأهدافها، فى ظل القصفات المتعددة لصواريخ وقذائف المقاومة على الأهداف والمدن والمستوطنات الإسرائيلية، حتي ولو كانت محدودة الأثر المادى.إذا ما فعلنا ذلك.. ووضعنا ما جرى وما كان من وقائع وأحداث، فى الأراضى الفلسطينية المحتلة طوال الاحد عشر يوما، التى استغرقها العدوان، موضع الفحص والدراسة والتقييم، بناء على النتائج والآثار القائمة على أرض الواقع، لوجدنا هناك عددا من الملاحظات اللافتة المستحقة للرصد والتسجيل، نظرا لما لها من دلالة وأثر.
أولها وأكثرها أهمية على الإطلاق،..، هو سقوط الوهم الذى روجت له إسرائيل خلال العشر سنوات الماضية، عن زوال القضية الفلسطينية وموت أو خفوت الاهتمام العربى والدولى بها، فى ظل بروز العديد من المشاكل والقضايا الوجودية الأخرى الأكثر أهمية للدول والشعوب بالمنطقة بعد أحداث الفوضى العربية غير الخلاقة فى عام ٢٠١١.
وثانيا.. عودة القدس العربية إلى مركز الصدارة بالنسبة للقضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى، باعتبارها العاصمة للدولة الفلسطينية المستهدف قيامها، فى إطار التسوية الشاملة والسلام الدائم والعادل للقضية والصراع، وذلك بعد ان تصور البعض خروجها من المعادلة بتأثير قرارات «ترامب» الهوجاء.
وثالثا.. إعادة إحياء الدعوة لحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضى المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية، كوسيلة وحيدة وصحيحة لتحقيق السلام الشامل والعادل فى هذه المنطقة المضطربة من العالم العربى والشرق أوسطى.