حريات

النصر حتمى لفلسطين

رفعت رشاد
رفعت رشاد

منذ ما يزيد على 600 عام فقد المسلمون الأندلس التى تضم أسبانيا والبرتغال حاليا. منذ أن استعاد أهل الأندلس الأصليين بلادهم ، صار المسلمون يولولون فى كل مناسبة على الأندلس التى راحت وكانت درة متلألئة من درر العالم الإسلامى فى عصره المجيد. نفهم من هذه السطور أمران، الأول أن المسلمين مازالوا بعد سبعة قرون يتألمون لفقد الأندلس، وأمامهم فى نفس الوقت نموذج شبيه هو فلسطين التى نعايش مأساتها فى زمننا المعاصر، لم يمر على نكبتها القرون ولم نفقدها نهائيا وأجيال منا تعرف قضيتها معرفة الحق. الأمر الآخر أن المسلمين أمضوا فى الأندلس قرونا طويلة ومع ذلك استطاع أهل الأندلس الأصليين باستمرار مقاومتهم أن يستردوا بلادهم ويحرروها من المسلمين. يتناول مقالى فعل المقاومة الذى تبديه الشعوب المحتلة والتى تعانى من ويلات المستعمر وتفقد بسببه حياتها وتنميتها ومستقبلها ويشرد شعبها. حط اليهود ممثلين فى الحركة الصهيونية على فلسطين فى ظروف إقليمية ودولية لم يكن للشعب الفلسطينى وقتها القدرة على تحديد مصيره أو حماية دولته. كانت فلسطين تحت الانتداب البريطانى الاستعمارى العتيد وكانت قوى الاستعمار الغربى عقدت العزم على تمزيق الدولة الإسلامية التى كانت تحت راية الدولة العثمانية وجاءت الحرب العالمية الأولى فرصة للدول الكبيرة لتنفيذ مخططاتها فى هذا الشأن وكانت فلسطين الحمل الذى وقع بين أنياب عصابات الصهيونية وصارت محتلة منذ 73 عاما ووقع العرب فى عقدة الهزيمة بعدما تمكن الصهاينة بالتعاون مع القوى الغربية من هزيمة كل الجيوش العربية وجاءت نكسة 67 لتكرس عقدة الهزيمة لدى العرب لدرجة أن منهم من يرفض فكرة المقاومة حتى لو قام بها الشعب الفلسطينى بمفرده وبدون أن يلتزموا بالمشاركة فيها.
إن إسرائيل دولة استعمار استيطانى كما كانت جنوب أفريقيا وقد قاومت جنوب أفريقيا حتى استقلت من الداخل وصارت الأغلبية ذات البشرة السمراء هى التى تحكم، لذلك علينا أن نساند المقاومة الفلسطينية نحن الشعوب ولا ننتظر من الحكومات أن تبادر بسياسات معينة فالحكومات لها حساباتها، اتركوا الشعوب تعلن رأيها وتساند أشقاءها فالنصر حتمى لمن يقاوم ولو بعد حين. النصر حتمى لفلسطين.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي