أمام الميراث تصاب العقول بالجنون وبعضها يذهب بلا رجعة، ففي واحدة من أصعب الحوادث التي شهدتها خمسينيات القرن الماضي، كانت جريمة قتل ارتكبها ابن بحق أبيه بسبب حرمانه من الميراث.
«سيدة الجبل» ربت أبنائها الأيتام بقيادة «سيارة نقل»
وقائع الجريمة سجلتها سمالوط في المنيا، حين توجه الابن إلى أبيه في الحقل وقتله وأراد التخلص من جثته فربط حبلا في قدميه وجر الجثة 300 متر إلى أن رآه أحد المزارعين.
لكن قبل ارتكاب الجريمة كانت الوقائع تشير إلى أمر مختلف حين توفيت زوجة محمد محمد عثمان الوسطاني, المزارع بسمالوط بعد أن رزق منها بولد هو حجازي, ولم يطق الحياة مع زوجة والده الثانية, وأساء التفاهم مع والده فطرده من المنزل.
أخذ حجازي يبحث عن عمل في البلدة فلم يوفق وتوسط كثيرون من أصحابه لدى أبيه, ولكنه لم يقبل وساطتهم، وفي يوم 16 مارس عام 1956, ذهب الشاب إلى أبيه في مزرعته وحاول أن يتفاهم معه, فرفض الأب وأخبره بأنه أوصى بجميع ما يملك لابنه من زوجته الثانية وشقيقته فغضب الابن وتشاتما, فأمسك الأب بعصا وضرب ابنه بها على رأسه, بحسب ما نشر في جريدة الأخبار.
زاد غضب الابن فأخرج سكينا من جيبه وأخذ يطعن والده في صدره حتى سقط قتيلا, وفكر المتهم في التخلص من آثار جريمته, فربط حبلا في ساقه وأخذ يجرها بعيدا عن مكان الحادث.
هنا التقى بمزارع كان في حقل يجاوره يدعي محمد إبراهيم فأخبره بأنه قتل والده، فأسرع وأبلغ البوليس وقبض على المتهم، واعترف الابن بارتكابه الحادث وقرر أن والده هو سبب نكبته, فقد طرده من المنزل ووجد نفسه مشردا في البلدة, فلما ذهب يعاتبه أخبره بحرمانه من الأطيان, وضربه بالعصا فلم يشعر إلا والسكين في يده ليطعن بها والده .
ثم جاء أمام النيابة أنكر الابن التهمة, وقرر أنه يتهم أخاه (من الأب) بقتل والده، وحين سئلت زوجة والده, فقررت أنها تتهمه وشقيقته بقتل زوجها, موضحة أن والده كان قد باع ما يملكه لابنه منها ويدعى حسن.
وقررت الأخت أنها لا تعلم شيئا عن الحادث وأنها لا يهمها أن ترث من أملاك أبيها لأنها متزوجة من شاب ثري، ودل تقرير الطبيب الشرعي على أن القتيل تلقى ضربة بآلة حادة ونزيف بالمخ.
كما دلت المعاينة على أن الجثة كانت مربوطة بحبل ومجرورة إلى حوالي 300 متر عن مكان الحادث، وقررت غرفة الاتهام برئاسة الدكتور عبد الغفار مرزوق إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات لتتوالى المحاكمة.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
