إنها مصر

كرم جبر يكتب: أيام لا أرجعها الله !

كرم جبر
كرم جبر

كان يوماً أسود فى تاريخ مصر، يوم عاد القرضاوى إليها فى حكم الإخوان، فاتحاً غازياً منتصراً، وسط أهازيج أتباعه "طلع البدر علينا"، فلم يكن يوماً من الأيام بدراً على مصر، بل نذير شؤم وداعية خراب، فالذى يفتى بقتل شباب مسلمين يدافعون عن وطنهم، هو مجرم وستظل يداه ملوثتين بالدماء إلى يوم الدين.

لن يعود إليها القرضاوى مرة أخرى، ويا ليت قبره يكون فى نفس التراب الذى خدم من أجله، ولن تفتح البلاد ذراعيها من جديد  أيضاً لألاعيب العريفى وأمثاله، الذى امتطى هو الآخر منبر الأزهر، غازياً إخوانياً جاء من كهوف التطرف، مرتدياً ثياب الثعالب، متباكياً على مصر بدموع الذئاب، يفضلون مصر الضعيفة المهانة، للمتاجرة بأوجاعها.

عاد القرضاوى إلى مصر للمتاجرة بالقدس، ولم يفعل أكثر من صفوت حجازى، باستخدام عبارات " فالصو"، داعياً إلى الجهاد دون أن يصدق ولو مرة واحدة أنه يفعل ما يقول، إلا لصالح قوى الشر، التى تحالفت ضد العرب والمسلمين، وقتلت منهم فى الجحيم العربي، أكثر ممن قتلهم الكفار، وسخر منه الشباب ونشروا صوره، وهو يستقبل حاخامات اليهود فى منزله بالدوحة، ويصرح باستعداده لحضور أى لقاءات أو مؤتمرات يشارك فيها حاخامات غير صهاينة.

ماذا فعلتم غير غسل مخاخ الشباب، ودفعهم إلى ارتداء أحزمة الديناميت، بدلاً من أن تملأوا عقولهم بالعلم النافع، ليكونوا مهندسين ومدرسين وأطباء وأساتذة، يخدمون أوطانهم وينفعون أهاليهم، ويطرحون الخير فى كل شبر يسيرون فيه، وفى الوقت الذى ترسلون فيه الشباب إلى القبور؟.. تبعثون أولادكم إلى الغرب، ليتعلموا فى أكبر جامعاته ويتزوجون أجنبيات، ويعملون فى البنوك ويمتلكون الشركات، أما أولاد الفقراء فهم حطب الجهاد، والدماء التى تضخ ملايين فى حساباتهم بالبنوك.

لن ينسى الناس أبداً إجرامهم ومظاهراتهم المسلحة فى أيام الجمعة، جمعة الغضب وجمعة الثورة وجمعة التصدى وجمعة العودة، وغيرها من المسميات الغريبة، التى جعلت البلاد فى حرب مستمرة، تخرج من جمعة لجمعة ومن قتل لقتل، ولن ينسوا احتلالهم للشوارع والميادين والكبارى العلوية، وميدان التحرير ورابعة والنهضة فى رمضان، والقنابل والخرطوش، وطلاب وطالبات الأزهر، الذين يعتدون على الأساتذة، ويخربون المدن الجامعية، ويستخدمون الاسبراى فى كتابة شعارات سافلة، ويلوثون الحوائط والجدران.

لم يعد فى وسع الدجالين أن يمارسوا نفس اللعبة، وأصبح عام حكمهم بداية ونهاية، لجماعة تحولت لعصابة، ورئيس عمل جاسوساً، ومكتب إرشاد أدار البلاد من المغارة، وكانت أكبر مغامراتهم القاتلة، هى تصعيد العمليات الإرهابية، التى ارتدت كالمسامير الحادة فى نعش الإرهاب، وأدت فى نفس الوقت إلى زيادة تلاحم عناصر القوة الثلاثة "الشعب والجيش والشرطة".