بسم الله

موسم الشائعات

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

الحريق الكبير وراءه مستصغر الشرر، كذلك انتشار الشائعات بين الناس، يبدأ من نقل بضع كلمات ظاهرها حق وباطنها ضلال وتضليل. وهذه حرفة يمتهنها منعدمو الضمير، وينساق فى ركابها البعض من حسنى النية، ويتناقلها العامة دون تفكير، ودون تدقيق، ولا حتى روية. بعدها تقع الطامة الكبرى، هزة فى المجتمع، وفقدان ثقة فى القيادات. وهو ما يحقق أهداف الجماعة الإرهابية وأهل الشر.
وقد ثبت تركيز الجماعة الارهابية وأهل الشر على هذا النوع من الحرب،وأطلق عليها حروب الجيل الرابع والخامس، وتم تصوير أماكن الكتائب الاليكترونية التى تنشئها هذه الجماعات فى عدد من البلدان. بل ان دولا معادية لمصر أنشأت عددا من المبانى وخصصتها للكتائب الاليكترونية وزعمت أنها مكاتب إعلامية، ومن تبجحها تطلب أن يكون لها الحرية فى العمل والتنقل، وهو ما شاهدناه أثناء ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١. وعند التصدى لمثل هذه الأكاذيب تدعى اننا ضد حرية الصحافة والإعلام. لقد ثبت عالميا، وفى اكثر من مناسبة، استغلال الإعلام والصحافة والسوشيال ميديا لضرب الشعوب والبلدان بزعم الحرية وحقوق الإنسان.
ما أتعجب له أن البعض منا ينقل الشائعة دون التأكد من مدى صحتها ،وقد لاحظت ذلك فى موضعين مهمين هذا الأسبوع، الأول إشاعة قرار رئيس مجلس الوزراء عن مواعيد الغلق بسبب كورونا، وتعمد ترك القرارات الجديدة لإحداث لبلة وتوتر بين الناس. اما الثانى، وقد تعجبت من سرعة تداوله ومن أناس نفترض فيهم الثقة والمهنية، وهو الخاص بترتيب مصر عالميا فى جودة التعليم، الإشاعة حققت هدفها فى زعزعة الثقة بقدراتنا التعليمية، ونحن مصر التى علمت الدنيا، لكن الهدف الخبيث تحقق بنشر الشائعة وتناقلها بسرعة على السوشيال ميديا،ولكن خروج الدكتور طارق شوقى لتصحيح التقرير أجهضها والحمد لله. وهنا أسأل لماذا لا يحاكم من يساهم فى نشر شائعة ولو بحسن نية ؟!
دعاء: ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا، فانقذنا من أهل الشر والإرهاب