بقلم واعظة

نفحات العشر

أسماء عبد العال عقل منطقة وعظ أسوان
أسماء عبد العال عقل منطقة وعظ أسوان

من فضل الله علينا ورحمته بنا، أن جعل لنا خلال العام مواسم للطاعات نتعرض فيها لنفحات رحمة الله تعالى، نغسل فيها الذنوب والخطايا، ونغتنم منها الأجور والحسنات.
ومن أهم هذه المواسم والنفحات؛ شهر رمضان المبارك، وأهم أيامه ولياليه، العشر الأواخر منه.
حيث تنتظرنا فى هذه الأيام العشرة جائزة كبرى يتسارع المحبون لاغتنامها، فيها ليلة من أفضل الليالى، بل هى أفضلها على الإطلاق قال عنها سبحانه وتعالى: إنها خير من ألف شهر فيها تتنزل الملائكة، وتغفر الذنوب، وتستجاب الدعوات، وتعتق الرقاب من النار.
إنها ليلة القدر، ليلة عظيمة الشأن، أخفاها الله تعالى عنّا؛ حتى نجتهد بالطاعة فى الليالى العشر كلها طمعًا فى إدراكها.
فحريٌ بنا اغتنام هذه الأيام المباركات والتزود فيها من الطاعات والقربات، والتعرض لما فيها من الخير والرحمات.
فها هو رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أقبلت العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله كما قالت السيدة عائشة ـ رضى الله عنها - فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم، وكذا كان هذا حال سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم-.
ومن الأعمال المستحبة فى هذه الأيام العشرة «الاعتكاف» حيث أنه أدعى لإقبال القلب وانشغاله بمناجاة الله والذكر والدعاء، وانقطاعه عن شهوات الدنيا، لكنه غير متاح فى هذا العام بسبب جائحة كورونا -نسأل الله أن يرفع هذا الوباء عنا- فيجعل المسلم ليله كله معتكفًا لله تعالى، يجتهد فيه بألوان الطاعة من تهجد وذكر ودعاء وتلاوة للقرآن، كما لا يغفل عن أداء العبادات آناء النهار من أداء الصلوات على وقتها، والذكر، والدعاء، وقراءة للقرآن، وإخراج الصدقات، وإطعام المساكين.
ومن المخالفات التى تُفَوِّت على المسلم فضل تلك العشر، انشغال بعض الناس فى هذه الأيام المباركة باللهو والعبث، وكثرة الخروج للأسواق، والسهر أمام التلفاز وشبكة الإنترنت وإضاعة أهم أيام وليالى فى شهر رمضان.
فحريٌ بنا أن نحيى قلوبنا الغافلة، ونسترد نفوسنا اللاهثة وراء متع الدنيا وشهواتها حتى نغتنم أهم نفحات رمضان، نفحات العشر.