مبادرة الحزام والطريق: مساهمة صينية في الحوكمة العالمية

صورة من الحفل
صورة من الحفل

في حفل افتتاح الاجتماع السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي لعام 2021 الذي عقد مؤخرًا، اقترحت الصين مواصلة بناء الحزام والطريق بجودة عالية وتنفيذ مبادئ التشاور والتشارك والتنافع وتعزيز المفهوم المنفتح والأخضر والنزيه والسعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة عالية المعايير التي تعود بالنفع على الشعب.

هناك ثلاث تغييرات تواجه الاقتصاد العالمي الذي بحاجة ماسة إلى التعافي بعد الوباء.

أولاً: أصبحت المناسفة بين القوى العظمى شرسة، وتعثر التعافي الاقتصادي بعد الوباء. ويتوقع صندوق النقد الدولي أنه مع انحسار الوباء، من المتوقع أن يصل معدل النمو الاقتصادي العالمي إلى 6٪ هذا العام و 4.4٪ في عام 2022. ومع ذلك، فإن توقع الانتعاش هذا له شروط مسبقة. فهو يتطلب تخلص تدفق رأس المال واللوجستيات والأشخاص من تداعيات الوباء والعودة إلى طبيعتها، كما يتطلب سير الاقتصاد العالمي بشكل منظم بموجب قواعد التجارة والاقتصاد الدولية .

ومع ذلك، فإن استغلال بعض القوى الكبرى للتعددية، أو تعمدها للانعزال عن البلدان الأخرى، لا يفضي إلى الانتعاش السريع والتنمية الصحية للاقتصاد العالمي بعد الوباء. وتحاول بعض القوى الكبرى الحفاظ على الهيمنة، أو استخدام القواعد الدولية لقمع البلدان الأخرى، أو السعي لتوحيد الحلفاء لإعادة تشكيل نظام حوكمة غير محايد، واللجوء إلى التعددية الانتقائية. وتشكل هذه الأفعال كلها عقبات في الحوكمة الاقتصادية العالمية، وهي لا تساعد على انتعاش الاقتصاد العالمي بعد الوباء.

وثانيًا: أدى الوباء إلى تسريع تحول الاقتصاد إلى الرقمنة. ويستمر التحول الرقمي للاقتصاد في أداء دور مهم في مكافحة الوباء، والحفاظ على الأنشطة الاقتصادية خلال الوباء والانتعاش الاقتصادي بعد الوباء. ويعتبر أداء الصين المتميز في السيطرة على الوباء وتعزيز تحول الاقتصاد الرقمي بمساعدة التقنيات الجديدة مرجعا مهمايمكن أن تستفيد منها البلدان في جميع أنحاء العالم لمواجهة التغيرات العالمية.ومع نضج التكنولوجيا الرقمية والازدهار المتزايد للاقتصاد الرقمي، تظهر مزايا الأشكال الاقتصادية الجديدة بشكل مستمر، والتي ستشكل صورة جديدة للاقتصاد العالمي بعد الوباء. وهذا يعني أيضًا أن الشركات من جميع أنحاء العالم بحاجة ماسة إلى التكيف مع أشكال الأعمال الجديدة والقواعد الجديدة والبيئة التنافسية الجديدة.

وثالثا: تزداد الحاجة إلى النمو منخفض الكربون والأخضر والمستدام. يشكل الإنسان والطبيعة مجتمعا مشتركا للحياة، ويعتبر التعامل مع تغير المناخ شغلا شاغلا للمجتمع البشري. إذ أن نموذج التنمية الاقتصادية السابق لا يلبي الاحتياجات الملحة للبشر لمواجهة تغير المناخ في المستقبل.

وذلك يعني أن تعديل نموذج التنمية الاقتصادية والاهتمام بحوكمة تغير المناخ هومحاولة لاستكشاف قوى إنتاجية جديدة وتطويرها. ويجب البحث عن قوة دافعة جديدة للنمو منخفض الكربون والأخضر والمستدام.

وتعتبر مبادرة الحزام والطريق وعدا عصريا وطريقا للفوز المشترك وتعهدا صينيا.وستصبح المبادرة نقطة انطلاق مهمة للبلدان على طول الطريق لخلق فرص جديدة في العالم بعد الوباء. وستقوم الصين ببناء شراكات صحية أوثق، وترابط أوثق وشراكات أوثق من أجل التنمية الخضراء، وشراكات أوثق من أجل الانفتاح والشمول، وستقدم مساهمات إيجابية في الرخاء المشترك للبشرية.