«طباخين الخير» جنود مجهولون في تحضير وجبات الإفطار 

كواليس "طباخين الخير " في إعداد وجبات الإفطار 
كواليس "طباخين الخير " في إعداد وجبات الإفطار 

- عم إبراهيم: تجهيز الوجبات للصائمين «متعة»
- الحاج أشرف البدرى: بدأنا بـ200 وجبة ووصلنا لـ500 نهاية الشهر

أعمال الخير لها وجوه كثيرة في شهر الرحمة،  هناك من يقوموا بتلك الأعمال كـ (جنود مجهولة)، ويتفانوا فى عملهم لإسعاد الفقراء والمحتاجين، بعد انتشار فيروس كورونا اختلفت العادة على موائد الرحمن، والتى كانت تميز هذا الشهر الكريم، ولكن الإتجاه حاليا لعمل وجبات وتوزيعها على المواطنين، بعد منع إقامة الموائد فى الأحياء المختلفة، وعمل الطباخين مستمر، خلال شهر رمضان، من داخل بعض المطابخ التى تقوم بتجهيز وجبات الإفطار، تحدث الطباخين عن عملهم، وسعادتهم بهذا العمل.

عم إبراهيم يقوم بتجهيز الإفطار، فى مطبخ الخير، بالرغم من ضيق المكان، إلا أنه سعيد بعمله فى تجهيز الوجبات، ويبدأ يومه من العاشرة صباحا، يقوم بتسوية الأرز والخضار والفراخ، وتجهيز أطباق الحلو.

«أنا شغال فى مائدة الحاج البدرى أكثر من 10 سنوات، بالرغم من أن المكان ضيق والإمكانيات مش كتير، إلا أنى بكون سعيد جداً وأنا بحضر الفطار للصائمين، أنا بعمل الأكل فى منزل الحاج أشرف البدرى، ومعايا 2 مساعدين، وفى مكان مخصص يوضع به الثلاجات التى يوجد بها الفراخ، وأيضا يوجد أشولة الأرز، والبصل وكل مايحتاجه الطبخ»، هكذا قال عم إبراهيم.

وأضاف قائلاً: «تجهيز وجبات الإفطار متعة محدش يحس بها إلا اللى جربها، أنا شغال طباخ من 30 سنة، وبروح أحضر أكل فى أفراح ومناسبات كثيرة، والإمكانيات متوفرة فى كل شىء، ولكن فرحة تجهيز الإفطار لها طعم تانى، حتى لو الإمكانيات أقل».

الحاج أشرف البدرى صاحب مائدة رحمن، قال إن والده رحمه الله كان يقيم مائدة الرحمن منذ 40 عاما، قائلا: «بعد وفاة والدى استمريت أنا واخوتى على إقامة المائدة،  وإستكمالاً لما كان يفعله والدى، ولكن العام الماضى وبسبب بظروف كورونا لم نقيمها، وهذا العام عدنا لعملها، ولكن من خلال توزيع الوجبات على الفقراء والمحتاجين، هم يأتون إلينا لأنهم يعرفون أننا نقيم المائدة، بدأنا فى بداية شهر رمضان بـ200 وجبة، ووصلنا قرب نهايته إلى 500 وجبة، وشعارنا هذا العام (خد فطارك وافطر فى بيتك)».

وأضاف قائلا: الوجبة عبارة عن طبق أرز وعليه قطعة الفراخ أو اللحم، وعلبة بها الخضار، وعلبة بها أرز بلبن ورغيف عيش، مؤكدا أنه يبدأ يومه من الصباح بتحضير كل مايلزم لتجهيز الوجبات، ويأتى الطباخون لعملها، وهو يقوم بمساعدتهم طوال اليوم، حتى يتم توزيعها قبل الإفطار مباشرة.

وأكد على أن الطباخين يقوموا بعملهم بحب ويكونوا سعداء وهم يقومون بتحضير الإفطار، بالرغم من أنهم يعملوا فى مدخل المنزل والإمكانيات بسيطة.

وفى مطبخ الخير بالوراق، كان يقف عم محمود يقلب الطعام، ويتابع تسوية الطعام، يبدأ عمله فى العاشرة صباحا، وينتهى من التسوية وقت آذان العصر، حتى يبدأ المختصين بتعبئة الوجبات فى العلب الجاهزة، لتوزيعها وقت الإفطار، لأن موائد الرحمن ممنوع إقامتها فى ظل ظروف كورونا.

قال عم محمود: «بستنى شهر رمضان من السنة للسنة، الشهر كله خير وبركة، وخدمة الصائمين ده ثواب كبير، كل سنة مواظب على الطبخ وخدمة الصائمين، وبقالى 15 سنة بشارك فى مائدة الحاج على، بس السنة دى الموضوع مختلف عشان كورونا بنعمل وجبات ونوزعها والناس تفطر فى بيتهم.


«يقف عم سعد يتصبب عرقا من الحرارة المنبعثة من الوقوف أمام البوتجاز لتسوية الطعام، وتجهيزه لتعبئته فى العلب وتوزيعه على الصائمين وقت الإفطار، يتابع الطعام أثناء تسويته، ويتنقل بين حلة الأرز وحلة الخضار، وكان قد انتهى وزملائه من تسوية الفراخ، ووضعها فى أوعية لحين توزيعها على أطباق التوزيع، وانتهى من تجهيز الحلو».

قال عم سعد: «طبعا بنعمل حاجة حلوة عشان الناس تحلى بوقها، والشغل فى تجهيز إفطار الصائمين متعة جميلة ربنا يديمها علينا نعمة، وكلنا أيد واحدة فى العمل.

وقال سامح محمد، موظف: «كل سنة فى رمضان باخد إجازة من شغلى وأتفرغ للعمل فى مطابخ الخير، الشهر بيكون مختلفا فى كل حاجة، والخير كتير ويكفى ويزيد كمان، بس السنة دى بنعمل وجبات ونوزعها عشان كورونا، صاحب المائدة قرر أنه يعملها هذا العام، لأن العام الماضى توقف بسبب كورونا، واكتفى بتوزيع الوجبات على الصائمين».

وأضاف سامح قائلا: «تقريبا بروح بعد العشاء كل يوم بعد الانتهاء من التوزيع، بس بكون فرحان قوى وأنا وزملائى واحنا بنوزع الأكل، وربنا يتقبل منا جميعا».

اقرأ أيضا |صيام أصحاب المهن الشاقة.. «الأجر أجران» | صور

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي