كنت مجبرًا على حب «الشيخ رمزى» رغم كراهيتى لأفكاره

طارق لطفى : عودتى مع «القاهرة - كابول» أفضل قرار فى مشوارى

 طارق لطفى ونور عبدالرحمن فى مشهد من مسلسل «القاهرة كابول»
طارق لطفى ونور عبدالرحمن فى مشهد من مسلسل «القاهرة كابول»

منذ اللحظة الأولى التى نشر فيها البوستر الدعائى لمسلسله «القاهرة كابول» وهو حديث السوشيال ميديا، حيث توقع الجميع ظهورا مميزا له بشخصية «الشيخ رمزى» التى تشبه أسامة بن لادن، ولم يخيب الآمال، واحترم جمهوره وكان عند حسن ظنهم، فعلى الرغم من وجوده وسط قامات وعلامات فى عالم الدراما التليفزيونية مثل نبيل الحلفاوى وخالد الصاوى وفتحى عبد الوهاب وحنان مطاوع إلا أنه قدم أداء تحاكى به النقاد والخبراء قبل الجمهور، إنه الفنان طارق لطفى الذى يتحدث إلينا من خلال الحوار التالى عن كواليس تصوير مسلسل «القاهرة كابول» وردود الأفعال حول العمل.

- كيف وجدت ردود الأفعال بعد عرض حلقات المسلسل؟
كنت متوقعا نجاح المسلسل بشكل كبير جدا خصوصا الانتشار الكبير والصدى الهائل الذى حققه المسلسل بمجرد طرح البوستر الدعائى وأيضا البرومو فقد شاهدنا وقتها ردود أفعال عظيمة سواء على السوشيال ميديا أو على الجمهور ولكن الآن ومع عرض الحلقات اكتشفت أن الجمهور المصرى قد نضج بشكل كبير جدا فجميع ردود الأفعال التى تلقيتها كانت بمثابة نقد فنى وكأنها من النقاد وليس من الجمهور العادى وهذا ما أسعدنى والحمد لله، كل ردود الأفعال جاءت عظيمة ويستطيع الجميع البحث عن هاشتاج المسلسل ليعرف مدى نجاح العمل.
- ما هو أكثر رد فعل أسعدك؟
عندما رأيت المشاهدين يكتبون على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى بعض العبارات من الحوار الذى تضمنته حلقات فهنا فقط أيقنت أننا نجحنا بشكل كبير فى توصيل رسالة بالفن لن يستطيع أى سلاح آخر توصيلها للجمهور.
- ظهرت فى بوستر المسلسل وأنت ترفع إصبعك الأيسر فهل لهذه الإشارة معنى؟
لا أعتقد ذلك سواء الأيمن أو الأيسر أعتقد أنهما يقدمان نفس المعنى البوستر صمم شخصية الشيخ رمزى الذى يتوعد دائما كل ما هو ضد فكره.
- وما سبب اختيارك لـ «القاهرة كابول» لتعود بها بعد غياب 4 سنوات؟
فى الحقيقة هى ثلاثة فقط فقد اخترت المسلسل لأعود به العام الماضى ولكن العمل تأجل بسبب أزمة تفشى فيروس كورونا، وأعتقد أن فترة الثلاث سنوات من الغياب عن الجمهور كانت مفيدة جدا لأننى أعدت حساباتى فى الكثير من الأمور، وقرار عودتى من خلال مسلسل «القاهرة - كابول» كان القرار الأنسب والأفضل فى مشوارى الفنى.
- ما هو المميز فى شخصية «الشيخ رمزى» حتى تكون الاختيار الأفضل فى مشوارك؟
المسلسل بشكل عام مميز للغاية أما شخصية «الشيخ رمزى»، فهى عبارة عن خليط بين أكثر من شخصية إرهابية، بل خليط بين رمز الإرهاب وقد كتب المؤلف عبد الرحيم كمال الشخصية بدقة واحترافية شديدة، وتمكن من صنع شخصية تنطبق على كل رموز الإرهاب فى العالم.
- ولكن لشخصية «الشيخ رمزى» جوانب أخرى؟
بالطبع وهذا ما ميز الشخصية فالشيخ رمزى تركيبة عجيبة رجل إرهابى وعنيف ولكنه رومانسى، شخصيته بها كم كبير من الأشياء الغريبة والمتناقضة، وكل من حوله ومع الأسف يصدق جدا كل ما يفعله ويؤمن بما يقدمه من أفكار.
- كيف تعاملت مع كل هذه التناقضات أثناء التصوير؟
تحدث جيدا مع المؤلف عبد الرحيم كمال وبدأ فى سرد فكرته والمعالجة الدرامية لها وبدأنا فى الحديث عن أبعاد شخصية الشيخ رمزى الرجل العنيف قاسى القلب والرومانسى والشاعر فى نفس الوقت والذى يعيش قصة حب جميلة فى نفس الوقت الذى يأخذ فيه إقرارا بقتل شخص لذا عزلت نفسى وبدأت فى التركيز والتعامل مع الشخصية بشكل احترافى حيث إننى كنت أجلس مع أصدقائى بعيدا عن التصوير وأتحدث معهم كأنى الشيخ رمزى وليس طارق لطفى.
- ما هو أصعب شىء فى الشخصية؟
الفنان يجب أن يحب الشخصية التى سيقدمها للشاشة وينظر إليها بكل الجوانب على أنها إيجابية حتى لو كانت شخصية إرهابى فكان واجبا علىّ أن أشعر بالحب والانتماء للشيخ رمزى وأكون هو بكل جوانبه على الرغم من أن أفكاره ضد أفكارى الشخصية ولكن مطلوب منى تصديق أفكاره التى أرفضها حتى أستطيع تجسيده، وأن أعيش معه جميع مراحل حياته وأصدقها جميعا.
- على الرغم من أن الشخصية مزيج بين أكثر من إرهابى ألا ترى أنها تشبه أسامة بن لادن بشكل أكبر؟
الجميع علق على ذلك منذ طرح البوستر الدعائى للمسلسل ولكن أظن بعد عرض الحلقات الجميع أيقن أن الشيخ رمزى ليس أسامة بن لادن ولا غيرها، فهى مزيج لملامح مجمعة من شخصيات كثيرة بمعنى أن كل جزء من المسلسل سيجعل المشاهد يشبه الشخصية بإرهابى مختلف، وهذا كان ذكاء من المؤلف.
- إذا كان هذا صحيحا ما السبب فى هذا الـ «لوك» من البداية؟
الشكل الخارجى للشخصية لم يصمم فى يوم وليلة ولكنه أخذ وقتا كبيرا ومجهودا كبيرا جدا فلشخصية الإرهابى شكل محفور فى عقل المشاهد يجب أن أكون قريبا منه وهذا ما أرهقنى فقد قمت بإطلاق لحيتى لمدة تزيد عن عام مما جعلنى أحلم باليوم الذى سوف أزيلها فيه وكنت أذهب قبل ميعاد التصوير بمدة كبيرة لأن عملية المكياج تأخذ حوالى ساعتين على الأقل فى كل مرة أقف فيها أمام الكاميرات فالشكل الخارجى للشخصية لا يقل أهمية أو صعوبة عن إحساسها الداخلى.
- فى رأيك ما الذى يجعل شخصيات حقيقية بذكاء «الشيخ رمزى» تتحول مثله إلى إرهابيين؟
الكلمة والتربية والتوعية - بمعنى أن الشيخ رمزى أصبح إرهابيا بسبب كلمات بسيطة تلقاها من جار قديم له «غريب» وهو فى مرحلة الطفولة أثرت فى شخصيته وجلعته يحلم أن يكون خليفة وتناقشت أثناء تصوير المسلسل مع المؤلف عبد الرحيم كمال، حول أن الأطفال فى المدارس يتلقون عبارات وكلمات من بعض الأساتذة والمدرسين تؤثر فى تكوينهم وشخصياتهم حتى يصبحوا رجالا واستقررنا على أنه يجب على الجميع متابعة أبنائه دائما لمعرفة ما يزرع فى عقولهم بشكل بطيء لكى نتفادى استغلال براءتهم.
- وما الدور الذى يمكن أن يلعبه الفن فى بناء شخصيات الأطفال ومحاربة تلك الأفكار التى تزرع فى عقولهم والشباب أيضا؟
بالطبع للفن دور مهم فلن أحدثك على مسلسل القاهرة كابول أو كل مسلسلات هذا العام انظر للجزء الأول من مسلسل «الاختيار» والذى عرض رمضان الماضى كان الجميع يجلس أمام التليفزيونات، الشوارع كانت فارغة، الجميع ينتظر انتصار الشهيد البطل أحمد المنسى فى كل معركة رسائل الفن والدراما تصل للجميع أسرع بألف مرة من أى شىء آخر وحقيقة أنا سعيد بأن الإدارة السياسية فى مصر تلاحظ ذلك جيدا وتعمل عليه كثيرا فى السنوات الأخيرة.
- وما هو أصعب مشهد تم تصويره فى المسلسل؟
ليس مشهدا واحدا بل هناك الكثير والكثير فكان هناك مشاهد كثيرة صعبة جدا من الناحية النفسية فكل المشاهد التى جمعتنى بالأساتذة نبيل الحلفاوى وخالد الصاوى وفتحى عبد الوهاب وحنان مطاوع، كانت صعبة لأننى كنت أقف أمام عمالقة.
- بعد أن قدمت أكثر من مسلسل بطولة مطلقة تعود من جديد إلى البطولة الجماعية؟
لا أحب كلمة بطولة مطلقة فلا يوجد ممثل يقدم عملا وحيدا فكل فريق العمل أبطال فأى شخص يقدم دورا بسيطا ولكنه مؤثر يكون بطلا فى العمل، أى فنان إن خيرته بين تقديم عمل وحيد أو مع أسماء بقوة خالد الصاوى وفتحى عبد الوهاب والأستاذ نبيل الحلفاوى وحنان مطاوع، فالاختيار سيكون بالطبع للبطولة الجماعية فالوقوف أمام كل هؤلاء النجوم يضيف لأى فنان و»يتقل» أى عمل.
- كيف كانت كواليس التعامل معهم؟
مثل مباريات كرة القدم.. فدائما ما كان ينتظر كل من يوجد داخل لوكيشن التصوير والذين يتجاوزون مائة فرد سواء فنانين وفنيين أو عمالا وغيرهم لحظة التصوير ليشاهدوا الـ «ماتش» فكل المشاهد كانت مباراة ممتعة وأنا فخور بالعمل وسط زملاء أعتبرهم «مدفعية ثقيلة» فى عالم الفن.
- هل ترى أنه كان لذلك تأثير على المشاهدين أيضا؟
بالطبع فحالة المتعة المختلطة بالشجن، التى شعرنا بها وقت التصوير والتقاء كل هؤلاء النجوم ببعضهم فى مشاهد واحدة جعل أنه لا يوجد مشهد واحد أو حتى «ريأكشن» خرج للجمهور أقل من المطلوب وهذا ظهر جيدا فى ردود الأفعال فكل مشهد اجتمعنا فيه وجدنا أنه صمم عليه عدد ضخم من الـ «كوميكسات» على مواقع التواصل الاجتماعى.