وحى القلم

نجحت الدراما

صالح الصالحى
صالح الصالحى

هناك فرق بين الدراما الهادفة والدراما التافهة.. بين دراما التسلية والدراما الجادة.
هناك فرق بين الدراما الخالدة والتى تبقى فى ذاكرة الأمة والدراما التى  تموت قبل أن تولد.
رمضان هذا العام شهد العديد من الأعمال الدرامية، منها بالطبع ما هو هادف ومنها التافه، منها من قصد التسلية وإضاعة الوقت ومنها ما هو جاد سيخلد.. وأنا هنا سوف اتحدث عن الدراما الإيجابية التى سيذكرها التاريخ بكل فخر.
أستطيع أن أقول إن الدراما المصرية نجحت فى بناء وعى المواطنين ورفع الوعى لدى البعض منهم.
نجحت الدراما فى أن تحتل الأولوية كقوة ناعمة داخليا وخارجيا.. نجحت فى التصدى لهجمات ناعمة خارجية.. واستطاعت وقف المد الخارجى بل حرب استهدفت مصر والمصريين.. واعتقد أنها انتصرت فى هذه المعركة.
إن نجاح الدراما سواء فى معركة الوعى أو كقوة ناعمة لم يأت من فراغ.. ولم يكن وليد اللحظة أو الصدفة.. بل كان وراءه عمل ومجهود.. وراءه إعداد وفكر ورؤية وخطة.. وراءه كتيبة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى قدمت هذا العام ثلاثة أعمال متكاملة «الاختيار ٢، والقاهرة - كابول وهجمة مرتدة».. وأعتقد أن هذا الإنتاج الثلاثى كان مقصودا.. فالأعمال الثلاثة يجب أن تشاهد فى إطار من التكامل - حتى نرى المشهد كاملا وواضحا.. سواء المشهد الداخلى أو الإقليمى أو الدولي.. نرى مشهد الإرهاب بكل جوانبه وأطيافه، ونلمس حجم المؤامرات والتحديات التى كانت تدار لهدم الدولة المصرية.
لن أتحدث عن تفاصيل هذه الاعمال الدرامية الثلاثة، والتى تمثل إضافة حقيقية لمكتبة الدراما.. فهى نجحت فى إعادة الأسرة للالتفاف حول الشاشة ومتابعة هذه الأعمال.. وحظيت بمناقشات وحوارات أسرية افتقدناها منذ زمن.. فتجد أفراد الأسرة يتساءلون ويستنتجون الأحداث ويقارونها مع الواقع.. ويدور حوار أسرى حول السرد والحبكة الدرامية والصورة الموثقة.
إن التقنية العالية التى تم بها تنفيذ هذه الأعمال وإخراجها لنا بهذا الشكل الشيق كان له الأثر فى جذب الشباب وحرصهم على متابعة أحداث المسلسلات التى مزجت بين الواقع والقالب الدرامى الشيق، جعلت الشباب يقف على حقيقة الإرهاب وفكر الإخوان الإرهابي.. بل كشفت بما لا يدعو مجالا للشك كذب وزيف هذه الجماعات التى تتاجر بالدين.
استطاعت الدراما نشر الوعى لدى الأجيال الحالية والقادمة. ونجحت فى ايصال مفهوم التطرف والتوعية بخطر الإرهاب على الفرد والأمة. وكشفت أن المعركة هى معركة وعي.
استطيع ألقول إن الأعمال الثلاثة وثائق تاريخية وعلامة فارقة فى تاريخ الدراما.. فهى استطاعت إيصال الحقائق للأجيال التى لم تعاصر هذه الأحداث والاجيال التى عاصرتها أيضا.. فهى أعمال توثق وتؤرخ لمرحلة مهمة فى تاريخ مصر المعاصر.. تسجل تضحيات القوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة العظماء لحفظ الأمن والاستقرار ودور المخابرات فى حماية الأمن القومي.